شيلان فتحي تؤكّد دور المرأة في التحوّل الرقمي: مجتمع العراق فسيفسائي واللغة العربية أهم المشتركات
كركوك - فراس الحمداني
محاور كثيرة تكاد تكون مرتبطة بالمرأة القيادية ودورها في المجتمع وفي مختلف المجالات وقد يتصدرها الدور الجوهري والريادي في دعم نشأة الاسرة حيث كانت المراة ولاتزال ذلك النصف المؤثر بالمجتمع وكل ما يحيط به وفي المرحلة الحالية تتجلى ادوار مختلفة للمراة بحسب المستجدات ومن بين تلك الادوار ما هو مرتبط بالتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والامن السبراني والاعلام العربي والعالمي والهوية الوطنية وتعزيز الديمقراطية وغيرها الكثير. وعن ذلك قالت الاستاذة الجامعية في جامعة السليمانية الناشطة والاكاديمية شيلان فتحي انه لا يمكن لاي مجتمع ان ينمو وينهض اذا همش دور المرأة المتمكنة، لأنها قادرة على المشاركة في كل المجالات، وان تقدم خدماتها لمجتمعها ووطنها، لذلك لا بد من تمكين المرأة وتوعيتها بحقوقها وواجباتها تجاه الاسرة والمجتمع.
واضافت قائلة (اننا في جامعة السليمانية وبالتعاون مع جمعية المشكاة ومؤسسة الامارات للتنمية والفنون تعاونا على تنظيم مؤتمر عن دور المراة في عصر التحول الرقمي، تم خلاله تناول العديد من النواحي التي تشمل دور المراة، منها دورها في الدراسات الاكاديمية وكيف تستفيد من هذا التطور التكنولوجي والتحول الرقمي وكذلك انعكاس صورة المراة في الاعلام وكيف تدافع عن نفسها، خاصة في منصات التواصل الاجتماعي وكيف تتمكن من حماية نفسها وخصوصياتها).
واوضحت (ان المرأة لها دور كبير في عملية التحول الرقمي من موقع عملها او كينونتها المجتمعية وايضاً بامكانها الاستفادة من التحول الرقمي في مجالات الطب والتعليم و الصحة عوضا) عن استنهال التجارب الناجحة في الذكاء الصناعي وكل ما ينتجه التحول الرقمي من تجارب الدول الاخرى وايضا يمكن ذلك في مجالات اخرى كثيرة ففي بحث موسع اعدته مجموعة من طلبة الجامعة الامريكية تم تناول موضوع كيفية استفادة المراة من الرقمية والذكاء الاصطناعي في ان تعمل ويكون لها مورد مادي وهي داخل منزلها وفق ما توفره التجارة الالكترونية، وايضا ومن زاوية اخرى تناول البحث كيفية حماية المراة لنفسها لكي تتم المتاجرة بها او خداعها من خلال التجارة الالكترونية وايضا دراسة الامن السبراني وكل ما يوفره من حماية وتثقيف في المجال الرقمي وفضاء الشبكة العنكبوتية الانترنيت كونه يمثل ممارسة حماية أجهزة الكمبيوتر والشبكات وتطبيقات البرامج والأنظمة الهامة والبيانات من التهديدات الرقمية المحتملة والتي قد تواجهها كل فرات المجتمع وخاصة المراة حيث يتم الأمن السيبراني من خلال تبسيط الدفاع الرقمي بين الأفراد والعمليات والتقنيات.
وفي محور اخر تمثل بدور المراة في تعزيز الديمقراطية قالت فتحي انه « في اغلب العمليات الانتخابية المعززة للديمقراطية تكون مشاركة المراة كبيرة جدا ً وتصل نسبة مشاركتها الى 65 بالمئة وهو مؤشر واضح لدعمها للديمقراطية وهناك حملات توعية كبيرة وكثيرة للعمل على زيادة هذه النسبة فنحن لدينا طاقات قيادية نسوية كبيرة وخاصة في العقدين الاخيرين لكننا بذات الوقت نواجه مشكلة الوعي المجتمعي في مجتمعاتنا الشرقية.
تغيير جذري
وحول رؤيتها المستقبلية كناشطة ومحللة سياسية تجاه المرحلة المقبلة اشارت فتحي الى ان (الحقبة الزمنية المقبلة ستحمل الكثير من المفاجئات وانا متفائلة بالعلاقة التي ستنتجها تلك الحقبة بين الاقليم والمركز وسيكون هناك تغيير جذري بالخارطة السياسية في ظل تواصل الدعوات للتقارب بين الاقليم والمركز والوصول الى اتفاقات في مجال قانون النفط والغاز والموازنة وغيرها من القضايا التي كانت تمثل عوائق لذلك التقارب).
وفي اطار دور المرأة في الاعلام العراقي والعالمي تحدثت الدكتورة شيلان قائلة « المراة ناجحة جدا» في الاعلام شرط التأكيد على تقديم المحتوى الهادف وانا لدي تجارب كثيرة في مختلف مجالات الاعلام وخاصة في البرامج وكناشطة اعلامية واكاديمية مؤخرا شاركت في مؤتمر الاعلاميات العربيات المنعقد في المملكة الاردنية الهاشمية وهذا المؤتمر ينعقد سنويا وقد اسسته الاستاذة محاسن الامام والتي لها منا كل التقدير على فكرتها ومثابرتها فيه وتشارك بهذا المؤتمر اعلاميات قديرات من جميع البلدان وقد كانت مشاركتي قبل مع منتدى الاعلاميات العراقيات برئاسة الدكتورة نبراس المعموري التي اوجه لها كل التحيات والتقدير وهذا العام وجهت لي الدعوة وشاركت في بحث يتمحور حول اللغة العربية والعقبات حيث كان بحثي موسوماً بـ(اللغة العربية منبع للتواصل بين الحضارات والاجيال.. الاعلام العراقي أنموذجا) لاننا في العراق مجتمع فسيفسائي وشعب متنوع الاطياف واللغة العربية هي احد اهم المشتركات بيننا وتطرقت بالبحث كيف عملت اللغة العربية على ردم الهوة وسد الفجوة بين اطياف المجتمع وكان ذلك مثار اعجاب واهتمام الاعلاميات العربيات حتى انهن طلبن العمل في المؤسسات الاعلامية العراقية وهو مدعاة فخر لنا ان يكون اعـــــــــلامنا العراقي له صدى ناجح عربيا وعالميا.
واختتمت حديثها بالقول (نحن مجتمع جميل بتنوعه.. ابناء وطن واحد يجمعنا تاريخ واحد وحضارة وتاريخ واحدة وبالتأكيد مستقبل واحد.. هذا المجتمع الذي عانى ماعانها في الحقب الماضية آن له ونحن فيه ان نتنفس الصعداء ونعيش بسلام وامان .. بكل اطيافنا مع بعضنا).