الوصفة الشافية
حسين الصدر
-1-
يراجع المرضى الأطباء يشكون اليهم ما يعانونه من أوجاع فيعمد الأطباء الى كتابة (وصفة) تشتمل على ذِكْر الادوية التي تزيل تلك الاوجاع .
-2-
وقد يتساءل المرء وهو يسمع بعض الوعّاظ يُنكرون على الانسان أنْ يُطلق لنفسه العنان في مضمار اشباع حاجاته ولذاذاته ويريدونه ان يكون زاهداً فيها على أنْ يقطف ثمار زهده في الاخرة التي هي دار البقاء فيقول:
هل من وصفة ناجحة لعلاج هذه الحالة ؟
انه لا يريد أنْ يُضيّق عليه ، ويبحث عن حل يأخذ بنظر الاعتبار رغبته في أنْ يذوق طعم الطيبات .
والجواب :
خير ما يهدى الى الحق والصواب كتاب الله وهو يقول :
قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
الأعراف /32
وأحاديث الرسول (ص) حيث قال :
( بعثت بالحنيفة السمحة ) وسار على نهجه أهل بيته الاطهار (عليهم السلام) وفي هذا السياق تبرز وصفة رائعة للامام موسى بن جعفر (عليه السلام ) حيث قال :
( لا تحدّثوا أنفسكم
بفقر ولا بطول عُمْر، فانّه مَنْ حدّث نفسه بالفقر بَخِل، ومَنْ حدّثها بطول العمر يحرص، اجعلوا لانفسكم حظا من الدنيا باعطائها ما تشتهي من الحلال وما لا يثلم المروءة ،
وما لا سرف فيه ،
واستعينوا بذلك على أمور الدين )
والنص صريح في أنّ الأبواب مفتوحة أمامك مادمتَ في ظلال الحلال، ومالا يتنافى مع المروءة ، بعيداً عن الأسراف ،
وهذا ما يمكنك من أداء ما كلفت به من واجبات دينية .