مصرع السنوار يثير آمالاً ومخاوف بشأن الرهائن في غزة
الدوحة, (أ ف ب) - أثار مصرع زعيم حركة حماس يحيى السنوار الخميس في عملية إسرائيلية دعوات متجدّدة للإفراج عن عشرات الرهائن المحتجزين في قطاع غزة منذ هجوم الحركة على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وبينما حثّ قادة دول العالم حماس على إطلاق سراح الرهائن، أعربت عائلاتهم وداعموها عن تفاؤلهم، معتبرين أنّ مقتل «العقل المدبّر» لهجوم حماس يمكن أن يضخّ حياة جديدة في المحادثات بشأن إطلاق سراحهم.ولكن على الرغم من تصفية زعيم يُنظر إليه على أنّه اتخذ موقفا متشددا في المفاوضات بشأن وقف لإطلاق النار وصفقة الرهائن، حذّر محلّلون من خطر الفراغ الذي سيخلّفه داخل الحركة بعد مقتله.وخلال تجمّع في تل أبيب لدعم الأسرى وعائلاتهم بعد ساعات من إعلان إسرائيل قتل السنوار، قالت سيسيل (60 عاما) التي لم تذكر سوى اسمها الأول، لوكالة فرانس برس، إنّ ذلك يمثّل «فرصة فريدة في العمر... من أجل (التوصّل إلى) صفقة بشأن الرهائن لإنهاء الحرب».
لحظة مخيفة
من جهته، وصف يورام (50 عاما) وهو من سكان تل أبيب ذكر اسمه الأول فقط، هذه اللحظة بأنّها «مخيفة».وقال “لا أحد يعرف حقا ماذا سيحدث الآن”، مضيفا “لهذا السبب أتيت إلى هنا لدعم العائلات».من جانبه، رحب منتدى الرهائن الإسرائيليين الخميس بمقتل السنوار.وقال إنّه “مسؤول عن قتل الآلاف وخطف المئات»، واصفا إياه بأنّه «إحدى العقبات الرئيسية» أمام التوصل إلى اتفاق.
وأضاف المنتدى “ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى اغتنام هذا الإنجاز الكبير لتأمين» إطلاق سراح الرهائن.ومن أصل 251 شخصا خطفوا خلال الهجوم، ما زال 97 محتجزين في غزة، بينهم 34 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.وتعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بمواصلة الحرب ضد حماس، داعيا الحركة إلى إطلاق سراح الرهائن.كما تعهّد نتانياهو عدم التعرض لخاطفي الرهائن بحال أطلقوا سراحهم. وقال متوجها إليهم إن «الذين يُلقون سلاحهم ويُعيدون رهائننا، سنسمح له بمواصلة الحياة».ورأى وزير الخارجية يسرائيل كاتس أنّ «القضاء على السنوار يشكّل فرصة للتحرير الفوري للرهائن ويمهّد الطريق لتغيير عميق في غزة: من دون حماس ومن دون سيطرة إيران».وفشلت أشهر من المفاوضات التي جرت بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف القتال بين حماس وإسرائيل، باستثناء هدنة لمدة أسبوع فقط أقرت في نهاية 2023 وأُفرج خلالها عن عدد من الرهائن مقابل سجناء فلسطينيين.وظلّت المفاوضات متوقفة بعدما فشلت محادثات جرت في آب/أغسطس في مصر وقطر في التوصل إلى اتفاق نهائي.من جهته، اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن مقتل السنوار «يوم جيد لإسرائيل والولايات المتحدة والعالم»، مشيرا إلى أنّ اغتياله أزال عقبة رئيسية أمام التوصل إلى وقف لإطلاق النار في عزة وإبرام صفقة بشأن إطلاق سراح الرهائن.
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان عقب الإعلان عن اغتيال السنوار، إن رئيس وزرائها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أجرى اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تناول خلاله آخر المستجدات بشأن جهود الوساطة المشتركة للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب.ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الخميس إلى “تحرير جميع الرهائن وإنهاء الحرب أخيرا».وفي ألمانيا، رحّبت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك بمقتل السنوار «القاتل الوحشي»، مطالبة الحركة الفلسطينية بـ»الإفراج فورا عن جميع الرهائن وإلقاء أسلحتها».
لكن محللين حذروا من أن حالة عدم اليقين التي أحدثها مقتل السنوار قد تشكل تهديدا.وقال الخبير الإسرائيلي في شؤون حماس غي أفيعاد «رغم أننا قضينا على السنوار، إلا أن هناك في الوقت الحالي خطرا جسيما على الرهائن».وأشار المؤرخ العسكري إلى أنّه من المعتقد أن محمد السنوار الشقيق الأصغر لزعيم حركة حماس، عُيِّن مسؤولاً عن مصير الرهائن و»سيحاول ربما الانتقام لمقتل شقيقه».من جهته، حذّر المحلّل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط أندرياس كريغ من أنّ قتل السنوار قد يعطي دفعة لنتانياهو ويضر بآفاق الرهائن.وقال المحلّل في كينغز كولدج لندن “لقد فعل نتانياهو كلّ ما في وسعه لإحباط أي محادثات وساطة، ويمكنه الآن أن يدعي أنه أقرب كثيرا إلى استراتيجيته العسكرية فقط».
جولة اخيرة
وأضاف كريغ أنّ “استعادة الرهائن لم تكن أولوية بالنسبة لنتانياهو، ولا أعتقد أن هذا سيكون الحال في المستقبل».وفي أعقاب الجولة الأخيرة من المحادثات في آب/أغسطس، تمسك نتانياهو بالمطالبة بفرض سيطرة إسرائيلية على ما يسمى بممر فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، وهي نقطة خلاف رئيسية في المفاوضات.