الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
دور أمريكا الخفي..  هل تُديم الصراع لمعاقبة إسرائيل وإيران؟

بواسطة azzaman

دور أمريكا الخفي..  هل تُديم الصراع لمعاقبة إسرائيل وإيران؟

حسين الفلوجي

 

تشهد منطقة الشرق الأوسط تطورات متسارعة وأحداثًا متلاحقة، تثير تساؤلات وعلامات استفهام كبيرة حول الأدوار التي تلعبها القوى الكبرى وبخاصة الولايات المتحدة الامريكية في توجيه وادامة الصراعات الإقليمية. بعد مرور عام على أحداث “طوفان الأقصى”، وتصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، خاصةً بعد مقتل شخصيات بارزة مثل إسماعيل هنية وحسن نصر الله، والرد الإيراني القوي، يُطرح سؤال جوهري: من الذي يُغذي هذا الصراع، ومن المستفيد الحقيقي منه؟

طبيعة العلاقة بين أمريكا وإسرائيل وإيران

على مدى العقود الماضية، ارتبطت الولايات المتحدة وإسرائيل بعلاقات استراتيجية قوية، حيث تعتبر إسرائيل حليفًا رئيسيًا لواشنطن في المنطقة. وقد لعبت دورًا سلبيا في توجيه السياسات الأمريكية نحو الشرق الأوسط، بما في ذلك التدخلات العسكرية في أفغانستان والعراق وسوريا، بهدف إضعاف الخصوم وتعزيز الهيمنة الإقليمية.

في المقابل، كانت إيران ولا تزال، تشكل تحديًا مستمرًا للسياسات الأمريكية وحلفائها، من خلال دعمها لحركات المقاومة ودورها المؤثر في دول المنطقة. هذا التنافس أدى إلى تصاعد التوترات والصراعات بالوكالة بين الأطراف الى ان جاءت الفرصة التي تنتظرها امريكا، في ادامة المعركة بين إيران وإسرائيل مما زاد من تعقيد المشهد الإقليمي.

تحول الموقف الأمريكي من الاحتواء الى إدامة المعركة

مع تعثر المشاريع الأمريكية في العراق وأفغانستان، وتحملها تكلفة التدخلات المباشرة، بدأت واشنطن في تبني استراتيجية جديدة تقوم على إدامة الصراعات الإقليمية بشكل غير مباشر. حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تشكيل شرق أوسط جديد، يكون أكثر استقرارًا وتصالُحًا من اجل التفرغ للمواجهة مع الصين، إلا أن هذا المشروع يصطدم بعقبتين أساسيتين هما إسرائيل الرافضة لحل الدولتين وإيران التي تتوسع في بسط نفوذها على دول المنطقة.

أدركت أمريكا ان السماح لإسرائيل بالتحرك بحرية لضرب أذرع إيران في المنطقة، سيؤدي إلى إضعاف النفوذ الإيراني، واستنزاف قدرات حلفائها، مما يقلل من تأثيرها الإقليمي.

في الوقت ذاته، تضغط أمريكا على حكومة نتنياهو اليمينية، التي تُعرقل مسار التسوية وتعارض التوجهات الأمريكية لحل القضية الفلسطينية، مما يعرّض اسرائيل للانتقادات الدولية. ومن خلال إبقاء الأطراف الإقليمية في حالة صراع، حيث تتجنب واشنطن التدخل المباشر، لتخفف من تكاليفها بينما تظل قادرة على إدارة المشهد لتحقيق مصالحها الاستراتيجية.

في هذا الإطار، يظل الشرق الأوسط الجديد الذي تطمح إليه واشنطن مرهونًا بتخطي العقبات التي تضعها كل من إسرائيل وإيران وحلفائها في طريق تحقيق الاستقرار الإقليمي.

الاستنتاجات

يبدو أن الولايات المتحدة تسعى إلى إعادة تشكيل ميزان القوى في الشرق الأوسط بما يخدم مصالحها الاستراتيجية. من خلال استغلال رغبة حكومة نتنياهو في التوسع ومواجهة النفوذ الإيراني، حيث تعمل واشنطن وبصورة غير مباشرة على تقليم أذرع إيران في المنطقة. وبعد تحقيق هذا الهدف، ستدفع الولايات المتحدة نحو تغيير سياسي في إسرائيل، يفضي إلى صعود حكومة أكثر اعتدالًا تكون مستعدة للانخراط في مفاوضات جادة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.

بهذه الطريقة، تسعى أمريكا إلى تحقيق أهداف متعددة: إضعاف النفوذ الإيراني، وضمان استقرار إقليمي يتماشى مع رؤيتها، وتوجيه السياسات الإسرائيلية نحو مسار يتوافق مع المصالح الأمريكية والدولية. لذلك، قد نشهد في المستقبل القريب تحولات جوهرية في المشهد السياسي الإقليمي، نتيجة لهذه الاستراتيجيات، مما قد يفتح آفاقًا جديدة لحل الصراعات المزمنة في المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

 سياسي مستقل


مشاهدات 226
الكاتب حسين الفلوجي
أضيف 2024/10/16 - 10:58 PM
آخر تحديث 2024/11/21 - 7:38 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 362 الشهر 9066 الكلي 10052210
الوقت الآن
الخميس 2024/11/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير