القانون الإنساني وموقف دونان
قائد الصافي
خلال معركة سلفرينو بين القوات الفرنسية والقوات النمساوية والتي تجاوزت فيها حصيلة الجرحى والقتلى والمختفين 40 ألف شخص ،قام رجل سويسري أسمه (هنري دونان) بنقل الجرحى والقتلى بشكل مجاني من جبهات القتال إلى المدينة وبدون تمييز ، وبناءً على تجربة الحرب تلك اقترح هذا الرجل أن تسمح الدول لمنظمات إنسانية محايدة بعلاج الجنود خلال الحروب . قرر هنري دونان تأسيس لجنة دولية لعلاج وإنقاذ المصابين خلال النزاعات المسلحة ، تحولت فيما بعد إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر ، واصل دونان جهده الإنساني مع مجموعة من أصدقائه وقرر توفير إطار قانوني لتقديم المساعدة و العلاج للمدنيين و العسكريين الجرحى في أوقات النزاعات المسلحة ، وهذا العمل يعد باكورة القانون الدولي الإنساني . عرفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر القانون الدولي الإنساني بأنه مجموعة القواعد التي تهدف للحد من آثار النزاعات المسلحة لأسباب إنسانية ، ويعرف القانون الدولي الإنساني ايضاً بأنه قانون الحرب أو قانون النزاعات المسلحة ، ويحمي هذا القانون كل من ليس له صلة أو كانت له صلة في ما سبق بالأعمال العدائية ، كما يقيد وسائل وأساليب الحرب ، وهو جزء من القانون الدولي الذي ينظم العلاقات بين الدول . يستند القانون الدولي الإنساني إلى مجموعة من الاتفاقيات والنصوص المكتوبة والعرفية ، ومنها : أ – اتفاقيات جنيف الأربع المبرمة في 12 أغسطس/آب 1949 وهي : 1- اتفاقية جنيف الأولى المعنية بحماية جرحى ومرضى القوات المسلحة في الميدان. 2- اتفاقية جنيف الثانية المعنية بحماية جرحى ومرضى وغرقى القوات المسلحة في البحار. 3- اتفاقية جنيف الثالثة المعنية بأسرى الحرب. 4- اتفاقية جنيف الرابعة المعنية بحماية السكان المدنيين وقت الحرب. ب- بروتوكول جنيف الأول المكمل لاتفاقيات جنيف الأربع، والمتعلق بحماية ضحايا النزاعات المسلحة المبرم عام 1977. ج- القانون الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية. د- اتفاقية لاهاي المتعلقة بإحترام قوانين وأعراف الحرب البرية لعام 1907.