زيارة الأربعين عشق تاريخي
اسيل عبد الجبار الربيعي
ملايين من العشاق المحبين للحسين عليه السلام.. بشتى قومياتهم وأعراقهم وحضاراتهم وطوائفهم بل وحتى - في بعض السنين - من أديان أخر، في تنوع للمستويات واختلاف اللغات...
آتون من كل فج عميق، من مئات المدن وآلاف القرى، عابرون فوق حدود الفوارق اللغوية والعرقية والطائفية، عابرون فوق حدود الطبقية والفوارق العنصرية، عابرون فوق حدود خرائط الدول والأمم والشعوب والأقاليم، أولئك زوار الأربعين.
ملايين من المسلمين من شعوب الأرض، رجالا ونساءا، أطفالا وشبابا وشيوخا، أغنياء وفقراء، أصحاء ومرضى، ألسن شتى ووجوه مختلفة، أمواج مليونية من الموالين يجمعهم حب الحسين (ع)، وتوحدهم مسيرة الأربعين الى كعبة الأحرار وقبلة الثائرين.. الى كربلاء الحسين.
إنهم الزوار الملايين الذين يرسمون السهول والقفار.. الصحارى والجبال بحب الحسين.. ينثرون دمائه مفاهيم لثورة الشعوب نحو الحرية، ويمنحون محبته رسالة للإسلام دين الإنسانية..
إنهم الزوار الملايين الذين يمدون فوق الأرض أشعة السلام ويزيحوا بإسلامهم عقائد الظلم والظلام..
إنهم الزوار الملايين الذين داسوا بأقدامهم أشواك كل العقبات والتهديدات والعوائق، لم تمنعهم اغتيالات الغدر في البحرين ولا قضبان السجون في القطيف ولا اعتداءات الظلاميون في القاهرة ولا مفخخات الإرهابيين في بغداد..
إنهم زوار الأربعين الذين يتحدوا كل عام الظروف الجوية والمناخ وتضاريس الأرض والسياسة والمال ليزرعوا خطى أقدامهم في دروب الولاء نحو قبلتهم في كربلاء..
زعماء الشرك والظلم مجتمعون، وكما هي عادة الطواغيت اجتمعوا ليتآمروا بعد ان اتضح لهم ان الاسلام دين سلام وعدل وحقوق ورحمة أي ان لا مكان للجبابرة والظالمين والظلاميين.
لابد وان اجتماع شعوب الامة على حب الحسين رمز الثورة ما يزل يقظ مضاجع بقايا الطواغيت والملوك الجبابرة..
لابد وان مسيرة الاربعين جمعت هتاف المتظاهرين في ميادين التحرير في تونس ومصر والبحرين في العراق والخليج واليمن وفلسطين، ومن الصين الى كربلاء الحسين..
والى كل المتسائلين بنبرة التشكيك والحقد الدفين وان كانت المسالة لا تحتاج سوى لسرد الادلة والبراهين ولكن:
- هل تحتاج الشعوب الى تأصيل تاريخي لزيارة امام الثائرين ؟
- هل يحتاج العاشقون الى تأييد للشعور بالحب ؟
- هل يحتاج الموالين الى موافقة المنافقين للسير في مسيرة الولاء والبراءة من الظالمين ؟
ذلك التشكيك نفثة حاقد أم غصة حاسد ناصب ال البيت العداء لأنهم رايات الإسلام وأعلام الإنسانية..
هناك في احدى الروايات التي ذكرت زيارة الاربعين قد ورد عن الإمام الحسن العسكريّ(ع) أنَّهُ قال: علاماتُ المؤمنِ خَمْس: صلاةُ إحدى وخمسين وزيارةُ الأربعين والجَهْرُ ببسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم والتَّختُّمُ باليمين وتعفيرُ الجبين.
ودعوى المشككين ان “زيارةُ الأربعين” المذكورةِ في الحديث هي ليست زيارةُ الإمامِ الحسين(ع) في العشرينَ من صَفَر، وانما هي زيارةُ أربعينَ مؤمناً، فجعلوا زيارةَ أربعينَ مؤمناً.