الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ماذا يعني العدد 8000 ؟

بواسطة azzaman

ماذا يعني العدد 8000 ؟

 

عماد آل جلال

 

جريدة الزمان اكتسبت سمعتها ومكانتها المرموقة من خلال تقديم محتوى صحفي متوازن، موضوعي، وملتزم بمعايير مهنية عالية. وعلى مر السنوات الماضية، أثبتت قدرتها على مواكبة الأحداث بمصداقية وشفافية، مما أكسبها ثقة القراء سواء في العراق أو في الخارج.

نجاحها في الوصول إلى العدد 8000 يعكس مستوى الثقة التي حظيت بها بين جمهورها. لم يكن هذا النجاح ممكناً إلا بفضل القدرة على تقديم تحليلات معمقة، تغطيات شاملة، والالتزام بتقديم الأصوات المختلفة في المشهد الإعلامي والسياسي،  في بيئة إعلامية مليئة بالتحديات.

 سعد البزاز وعبقرية اتخاذ القرارات؟

وعندما نتحدث عن ( الزمان ) يحضر فوراً سعد البزاز مؤسس ورئيس مؤسسة الزمان الإعلامية، والذي له دور مركزي في النجاحات المتحققة منذ تأسيسها وحتى اليوم فهو:

1. المؤسس والرؤية الاستراتيجية: سعد البزاز هو العقل المدبر وراء تأسيس الزمان في عام 1997. جاءت الفكرة في وقت حساس في تاريخ العراق والمنطقة، حيث كانت هناك حاجة ماسة إلى مؤسسة إعلامية مستقلة وموثوقة تقدم تغطية موضوعية بعيدا عن الانحيازيات السياسية. وبفضل رؤيته الاستراتيجية، أصبحت الجريدة منصة دولية وإقليمية رائدة، تخاطب جمهوراً واسعاً في الداخل والخارج.

2. الاستقلالية التحريرية: حرص سعد البزاز على بناء الزمان كمؤسسة إعلامية مستقلة، بعيدة عن أي نفوذ سياسي أو حزبي. هذا الالتزام بالاستقلالية ساهم في بناء ثقة قوية بين الجريدة وقرائها، حيث قدمت تغطيات وتحليلات موضوعية ومتوازنة. لعب البزاز دوراً أساسياً في رسم سياسات الجريدة التحريرية والتأكيد على الحيادية والمهنية.

3. التوسع والتنوع: تحت قيادته، توسعت الزمان لتشمل طبعات دولية، بالإضافة إلى طبعة العراق. ساعد هذا التوسع في نقل صوت العراق إلى العالم الخارجي وتقديم وجهات نظر وتحليلات دولية حول قضايا المنطقة.

4. التكيف مع التكنولوجيا: سعد البزاز كان له دور بارز في دفع الزمان نحو تبني التكنولوجيا الحديثة ووسائل الإعلام الرقمية. حرص على تطوير الموقع الإلكتروني للجريدة وزيادة حضورها على منصات التواصل الاجتماعي، مما جعلها تصل إلى جمهور أوسع وأكثر تنوعاً، خاصة مع التغيرات السريعة في عالم الإعلام.

5. دعم المواهب الإعلامية: من خلال مؤسسته الإعلامية، ساعد سعد البزاز على دعم جيل جديد من الإعلاميين والصحفيين، سواء في العراق أو خارجه. كان حريصاً على بناء فرق تحريرية قوية ومهنية، تؤمن بأهمية الصحافة المستقلة وضرورة نقل الحقيقة للجمهور.

6. الصمود أمام التحديات: في ظل التحديات الكبيرة التي واجهتها الصحافة العراقية، من حروب، أزمات سياسية، وتدهور أمني، كان لسعد البزاز دور كبير في الحفاظ على استمرارية الزمان. واجه هذه التحديات بإصرار على مواصلة الصدور، وضمان تقديم محتوى موثوق وموضوعي، رغم كل الظروف.

د أحمد عبد المجيد الرقم الصعب

وعندما نتحدث عن جريدة الزمان طبعة العراق نجد أنفسنا ملزمين بالإشارة الى الدكتور أحمد عبد المجيد، رئيس تحرير طبعة العراق الذي لعب دوراً محورياً في استمرار إصدار الجريدة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي مر بها العراق، حيث يتمثل دوره في جوانب عدة منها:

1. حافظت الزمان على مستوى مهني عالٍ في تغطية الأخبار وتحليلها، مع التركيز على القضايا العراقية والإقليمية والدولية.

 الدكتور أحمد عبد المجيد نجح في توجيه الجريدة نحو تقديم تغطيات موضــــــــــوعية ومهنية في بيئة إعلامية مليئة بالتحديات.

2. تمكن عبد المجيد من التكيف مع المتغيرات السياسية والاجتماعية في العراق، مع الحفاظ على استقلالية الجريدة.

3. كان حريصاً على تدريب الصحفيين الجدد وتوجيههم ليكونوا قادرين على مواجهة التحديات الصحفية الحديثة.

بفضل رؤيته المهنية وإدارته الحكيمة، وفر الدكتور أحمد عبد المجيد متطلبات مواصلة نجاح طبعة العراق من الزمان وترسيخ مكانتها كواحدة من الصحف الأكثر موثوقية في البلاد مما يعد الرقم الصعب في المعادلة الصحفية.

ومع ذلك، كما في أي مؤسسة إعلامية، يوجد دائماً مجال للتطوير والتجديد. قد يكون هناك من يتطلع إلى تغطيات أعمق أو تنوع أكبر في الموضوعات المطروحة، لكن الأكيد أن الزمان نجحت في تلبية توقعات شريحة واسعة من جمهورها، وإلا لما استمرت في جذب هذه الثقة لسنوات طويلة.

هل حققت جريدة الزمان ثقة القراء.؟

إلى حد كبير بالتأكيد اقتربت من المستوى المطلوب لتحصل على هذه الثقة، لكن مثل أي عمل صحفي، يجب أن تستمر في التطوير والاستجابة لاحتياجات القراء المتغيرة.

جريدة الزمان، كمؤسسة إعلامية عراقية ودولية، واجهت العديد من العقبات منذ تأسيسها في عام 1997. هذه العقبات كانت متعددة الأبعاد وشملت تحديات سياسية، أمنية، اقتصادية، وتقنية.

صعوبات مرحلة التأسيس

تأسست الزمان في فترة صعبة سياسياً للعراق، حيث كان نظام صدام حسين يسيطر على البلاد بقبضة حديدية، وكانت وسائل الإعلام تخضع لرقابة شديدة. هذا أدى إلى صعوبة العمل بحرية واستقلالية داخل العراق، ما دفع الجريدة إلى تأسيس مكتب دولي ليكون نافذة مستقلة لصوت حر.

بعد سقوط النظام في 2003، دخل العراق في مرحلة اضطرابات سياسية كبيرة، حيث أصبحت الصحافة تواجه ضغوطاً من مختلف القوى السياسية والأحزاب. استمر هذا الوضع في تشكيل تحديات كبيرة للجريدة للحفاظ على استقلاليتها.

اضافة الى موجات العنف، سواء كان بسبب الاحتلال أو الحروب الطائفية التي عصفت بالبلاد. العمل الصحفي في هذه البيئة كان محفوفاً بالمخاطر، حيث تعرض الصحفيون للتهديدات، الخطف، وحتى القتل.

التحديات المالية

وكما هو الحال مع معظم المؤسسات الإعلامية، واجهت الزمان تحديات مالية مرتبطة بتكاليف الطباعة، التوزيع، وتوظيف الصحفيين في العراق وخارجه. الأزمات الاقتصادية في العراق والمنطقة أثرت بشكل مباشر على استدامة الجريدة واستمرارية إصدارها.

الأنتقال الى النسخ الرقمية

الانتقال من النسخ المطبوعة إلى النسخ الرقمية يتطلب استثمارات في التكنولوجيا والبنية التحتية، وهو تحدٍ واجهته الجريدة مع تطور الإعلام الرقمي. ظهرت منافسة قوية من وسائل إعلام جديدة وقنوات إخبارية دولية. هذه المنافسة تطلبت من الزمان التكيف مع المشهد الإعلامي المتغير والبحث عن طرق جديدة لجذب القراء، سواء من خلال التغطيات المتميزة أو توسيع حضورها الرقمي.

التحول إلى الإعلام الرقمي كان تحدياً كبيراً، حيث أن جمهور الصحافة التقليدية كان يتناقص تدريجياً مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الإلكترونية. الزمان اضطرت إلى مواكبة هذا التطور وإطلاق موقع إلكتروني وتطبيقات رقمية لمواكبة الجمهور الجديد.

على الرغم من هذه التحديات، استطاعت الزمان التغلب على العديد منها بفضل قيادتها الرشيدة والتزامها بالقيم الصحفية المستقلة، مما ساهم في استمرارها كواحدة من أبرز الصحف العربية المستقلة.

إن الوصول إلى هذا الرقم المميز ليس فقط شهادة على استمرارية العطاء، بل هو أيضاً دليل على الثقة الكبيرة التي تحظى بها الزمان من قبل قرائها الأوفياء، سواء في العراق أو خارجه. فقد كانت ولا تزال منبراً للحقيقة ومنصة لمناقشة القضايا المهمة بروح من المسؤولية والاحترام.

للقراء الأعزاء، أنتم شركاء في هذا النجاح. دعمكم واهتمامكم هو الدافع الذي يدفع الجريدة للاستمرار في تقديم الأفضل. نتطلع إلى المزيد من الإصدارات والإنجازات، وإلى المزيد من التواصل المثمر بين الجريدة وجمهورها الواسع.

كل التوفيق والنجاح المستمر لـ الزمان في رحلتها الإعلامية الرائدة.

 

 

 

 


مشاهدات 211
الكاتب عماد آل جلال
أضيف 2024/10/01 - 12:36 AM
آخر تحديث 2024/10/13 - 10:47 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 252 الشهر 5739 الكلي 10035462
الوقت الآن
الإثنين 2024/10/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير