صناعة الأوهام عبر النشر الزائف
محمد الربيعي
سؤال: كيف أفسدت دور النشر المفترسة النشر العالمي؟
جواب: تخيل انك تبني بيتا من طابوق رديء. كل طابوقة فيها شقوق، وكل صف غير مستوي. البيت سيبدو من الخارج وكأنه بيت، لكنه في الحقيقة هش وغير امن. هذا بالضبط ما تفعله دور النشر الزائفة بالابحاث العلمية. بدلا من ان تكون بوابات للمعرفة الصحيحة، فهي تفتح ابوابا على مصراعيها للتزوير والمعلومات المزورة والخاطئة.
سؤال: وما هي اضرار ذلك؟
جواب: الاضرار كبيرة جدا. اولا، تفقد الابحاث قيمتها العلمية. ثانيا، يصبح من الصعب على الباحثين والطلاب تمييز الابحاث الجيدة عن السيئة. ثالثا، تفقد المؤسسات الاكاديمية مصداقيتها. ورابعا، يتضرر البلد ككل لان القرارات التي تتخذ بناءً على معلومات خاطئة تكون عادة قرارات خاطئة. وهذا ما يحصل في العراق على سبيل المثال حيث يكرم مؤلفي الاوراق الزائفة وعملاء مصانع الاوراق لغزارة انتاجهم. مثال: تخيل ان طبيبا يعتمد على بحث منشور في دورية زائفة لاتخاذ قرار بشان علاجك! هذا امر خطير جدا، اليس كذلك؟ مثال اخر اقرب لمجتمعنا الاكاديمي: تخيل تدريسي ينتج عشرات الأوراق البحثية الزائفة والمشكوك في مصداقيتها سنويا، ويحصد الجوائز ويتبوأ اعلى المراتب العلمية، بينما تعاني انت من نقص الموارد المادية والعلمية وتواجه عقبات تعرقل انتاج بحث واحد نزيه.
سؤال: كيف يمكننا حل هذه المشكلة؟
جواب: الحل ليس سهلا، ولكنه يتطلب تضافر جهود الجميع. يجب ان نزيد من وعي الباحثين والطلاب بخطورة هذه الدور.
يجب على الجامعات والمؤسسات البحثية ان تكون اكثر حذرا في اختيار المجلات التي تنشر فيها ابحاثها.
يجب على الحكومات ان تشدد الرقابة على النشر ودور النشر. واخيرا، يجب على الوزارة ان تتصدى للفاسدين والمفسدين وان يكون الاكاديميون اكثر انتقادا للباحثين الذين ينشرون في المجلات المفترسة.