الحياة الملغومة قنبلتي في جيبي
هاشم حسن التميمي
ما حدث في لبنان مؤخرا من تفجيرات اجرامية لشبكات الموبايل واجهزة اللاسلكي ومنظومات الطاقة الشمسية يمثل حدثا نوعيا وجرس خطر يقول لكل شخص ان عدوك وقنبلتك القاتلة في جيبك وبيتك وسيارتك وفي كل مكان ولم يعد هنالك امان وسلام.
وهكذا فان الحرب عبر المعلومات وشبكات الاتصالات واستخدامات الذكاء الاصطناعي جعلتنا مرة اخرى نحن الدول النامية تحت هيمنة الدول الكبرى والقذرة وشركاتها الراسمالية المسيطرة على انتاج وتسويق التكنلوجيا الحديثة التي تستنزف مواردنا الوطنية وتبين لكل الحكومات المغفلة انها عبرت مرحلة التجسس علينا واختراق منظوماتنا الامنية والاقتصادية والشخصية ودخلت في ادق تفاصيلنا الحياتية وزرعت لنا الموت في كل مكان ولغمت حياتنا لقتلنا حين نعترض او نرفض من اجل سيادتنا وكرامتنا وحريتنا وهذه المعاني العظيمة لم يعدد لها قيمة اذا لم نتمكن علميا من حمايتها بعقولنا وبابتكاراتنا والاعتماد على انفسنا. نقول حدث هذا الخرق مع حزب الله الذي يمتلك خبرة متراكمة في الصراع المعلوماتي والستراتيجي مع الكيانات الصهيوني…ولاندري مستوى الاختراقات في عراقنا المفتوح في المجالات كافة. للدول والشركات والمافيات على الرغم من ضخامة الاموال التي ننفقها للامن والدفاع بدون تخطيطط او ستراتيحيات وتوظيف حقيقي في اطار عقيدة وطنية واضحة ومترسخة للامن الوطني.
ان الشعوب لا تنتصربالطائرات والمدافع والجيوش الجرارة وانما بالعقول التي تخطط لها وتحركها بالمعلومات المتوافرة والمعرفة العلمية الاصيلة ونتاج الابحاث العلمية والدروس الجامعية المعرفية الحقيقية التي تخرج عقول ناضجة وليس منح شهادات فارغة للوجاهة وتحسين الراتب والتقاعد …وعندنا سؤال مشروع مانوعية المعرفة التي يحصل عليها نصف مليون طالب جامعي خريج في كلياتنا الاهلية وبعض جامعاتنا الرسمية وما الابحاث النوعية التي تنجزها فيالق الماجستير والدكتوراه وهل تستطيع ان تواجه التحديات المعاصرة وتوظف العقول في استثمارات وطنية معرفية تديرها عقليات وطنية تحرص على تنمية العقول وسيادة الوطن وليس لتكديس المليارات وتحقيق احلام الفاشلين وتحقير العلماء وتحويلهم لادوات لتضخيم الثروة وتجهيل المحتمع. حان الوقت لمي يصغي من يدعي الحرص على سلامة الوطن ومستقبل اجياله لاجراس الخطر وليعيد النظر في منظوماتنا المعرفية قبل الامنية لاننا في خطر حقيقي…اللهم اشهد انني بلغت وحكومتنا ومجلس النواب همهم المناصب والمكاسب وعند حدوث الكارثة يعلنون الحداد ويلعنون القدر.