الحرب الوقائية في الأستراتيجية الأمريكية
محمد سليم المزوري
يرى المفكر العربي اسماعيل صبري مقلد ان الحرب الوقائية تعد المظهر الرئيس لتخطيط الاستراتيجية النووية على الاساس الهجومي البحث، إذ يسعى طرف معين الى احتضان هذه الاستراتيجية التي تضمن الحاق أكبر قدر ممكن من الدمار بالخصم، ويعد ذلك بمثابة البديل الافضل للاستراتيجية الدفاعية، لصرف النظر عما يوضع تحت تصرف هذه الاستراتيجية من امكانيات، لقد ارتبطت فكرة الحرب الوقائية في الفكر الاستراتيجي الامريكي تقليدياً، بكل من عنصر توازن القوى والدافع الوقائي للحرب، بمعنى ان الدولة تستعمل قوتها العسكرية لحماية امنها، والحيلولة من دون حدوث تغير في ميزان القوى الذي من شأنه اذا حدث ان يهدد الوضع القائم. وممن يرى الحرب الوقائية من هذا المنظور الباحث صموئيل هنتغتون معرفا اياها بأنها «عمل عسكري تقوم به دولة واحدة ضد دولة اخرى وهذا يهدف منع حدوث تغير في ميزان القوى بين الدولتين، مما يؤدي الى التقليل من الامن العسكري للدولة الاولى، كما يعرفها مايكل والزر منظر الحروب العادلة وغير العادلة بأنها «حرب يتم شنها لأجل الحفاظ على ميزان القوى القائم، وايقاف ما يعتقد انه يشكل تحول من حالة توازن الى علاقة السيطرة والخضوع.وأوضحت وزارة الدفاع الامريكية بين الحربين الوقائية والاستباقية في قاموس وزارة الدفاع للمصطلحات العسكرية نظرا لخبرة الولايات المتحدة في الحروب والتدخلات العسكرية منذ القرن التاسع عشر، إذ ورد تعريف الحرب الاستباقية على أساس (أنها هجوم يتم على اساس وجود دليل قاطع بأن هجوم العدو يعد وشيكا بالوقوع) Imminent على خلاف الحرب الوقائية التي تتم مباشرتها على اعتقاد ان الصراع وان لم يكن وشيك الوقوع، الا انه محتوم، ويكون لتأجيل أخطار كبرى، كما اتى على التعريف بين الحربين جون كندي J. Kennedy إذ أعلن في اكتوبر 2002 في مجلس الشيوخ قائلاً: (الرب الاستباقية تنطبق على الاوقات التي تقوم فيها الدولة بالرد على تهديدات وشيكة الوقوع بالهجوم، استنادا الى الهجوم الاسرائيلي على القوات المصرية والسورية بطريقة استباقية على حدودها عام 1967 إذ كان عامل الوقت قصيراً لصد الهجوم ، وفي المقابل فإنَّ الحرب الوقائية تشير الى ان تلك الضربات التي تقوم بها دولة ضد دولة أخرى تستهدفها.