الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
شُهبٌ‭ ‬متناثرة

بواسطة azzaman

شُهبٌ‭ ‬متناثرة

حسن‭ ‬النواب

 

‭(‬‮١‬‭) ‬لأنَّ‭ ‬بيوتهُ‭ ‬مظلمة،

تسطعُ‭ ‬النجومُ‭ ‬أكثر،

في‭ ‬سماء‭ ‬البلادْ‭.‬

‭(‬‮٢‬‭) ‬كُنْ‭ ‬طفلاً‭ ‬على‭ ‬الدوامْ،

وسترافقكَ‭ ‬الدهشة،

حتى‭ ‬آخر‭ ‬العمر‭.‬

‭(‬‮٣‬‭) ‬عندما‭ ‬قطفوا‭ ‬الوردْ،

تشرَّدتْ‭ ‬الفراشاتْ،

بدروب‭ ‬السماء‭.‬

‭(‬‮٤‬‭) ‬من‭ ‬منافيهم،

يكتبون‭ ‬المراثي‭ ‬عن‭ ‬الوطن؛

ويحفرون‭ ‬قبره،

في‭ ‬قلوبهم‭.‬

‭(‬‮٥‬‭) ‬بيت‭ ‬الفراشة،

وردة‭.‬

‭(‬‮٦‬‭)‬‭ ‬يسطعُ‭ ‬القمر‭ ‬أكثر،

عندما‭ ‬تُطفئ‭ ‬الشمعة،‭ ‬

في‭ ‬بيوت‭ ‬الفقراء‭.‬

‭(‬‮٧‬‭)‬

النجمة‭ ‬المطفأة،

أهدتْ‭ ‬نورها،

‭ ‬إلى‭ ‬روح‭ ‬شهيد‭.‬

‭(‬‮٨‬‭)‬

ما‭ ‬أجمل‭ ‬السجن،

عندما‭ ‬يكون‭ ‬حضن‭ ‬امرأة‭.‬

‭(‬‮٩‬‭)‬‭ ‬عندما‭ ‬تتوجَّع‭ ‬الروح‭ ‬الطيِّبة؛

يقشعرُّ‭ ‬جلد‭ ‬الأرض،

ويقطر‭ ‬الدمع،

‭ ‬من‭ ‬أجنحة‭ ‬الملائكة‭.‬

‭(‬‮١٠‬‭) ‬بعدَ‭ ‬طولِ‭ ‬انتظارٍ،

فَتَحَتْ‭ ‬نافذتها،

ولمَّا‭ ‬اقتربَ‭ ‬مبتهجاً،

حتى‭ ‬يهديها‭ ‬وردةً،

أغلقتها‭.‬

‭(‬‮١١‬‭) ‬سرقوا‭ ‬حبيبته،

ومحفظته،

وحتى‭ ‬أحلامه،

لكنَّهُ‭ ‬لمْ‭ ‬يتألّمْ،‭ ‬

مثلما‭ ‬تألّم‭ ‬حدَّ‭ ‬الموتِ،

عندما‭ ‬نَهبوا‭ ‬قصائده‭.‬

‭(‬‮١٢‬‭)  ‬يدثِّرُ‭ ‬قصائده،

كأطفالهِ،

حتى‭ ‬ينام‭ ‬مطمئناً‭.‬

‭(‬‮١٣‬‭) ‬قلبهُ‭ ‬يفورُ،

كزيتٍ‭ ‬في‭ ‬مِرْجَلْ،

لأنَّهُ‭ ‬أدركَ‭ ‬أخيراً،

‭ ‬أنَّ‭ ‬قلبها‭ ‬من‭ ‬حجرٍ؛

ولمْ‭  ‬يكنْ‭ ‬منْ‭ ‬وردٍ‭ ‬ومخملْ‭.‬

‭(‬‮١٤‬‭)  ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬صلَّى‭ ‬على‭ ‬جسدها؛

تطهَّرَ‭ ‬من‭ ‬شبقها،

وركع‭ ‬لمحو‭ ‬ذنوبهِ،

‭ ‬على‭ ‬سجادة‭ ‬الصلاة‭.‬

‭(‬‮١٥‬‭) ‬دمعةُ‭ ‬الرجلْ،

لا‭ ‬يعرف‭ ‬ثمنها،

إلاَّ‭ ‬الألم‭.‬

‭(‬‮١٦‬‭) ‬الرجل‭ ‬الغيور،

تهابهُ‭ ‬الصقورْ‭.‬

‭(‬‮١٧‬‭) ‬استعباد‭ ‬المرأة،

يعني‭ ‬ذبول‭ ‬حُسنها،

واختناق‭ ‬أنوثتها،

وانتشار‭ ‬الظلام‭ ‬في‭ ‬قلبها‭.‬

‭(‬‮١٨‬‭) ‬حين‭ ‬طالَ‭ ‬الخصام،

خمد‭ ‬العشقُ،‭ ‬

وذبُلَ‭ ‬بينهما‭ ‬الوئام‭. ‬

‭(‬‮١٩‬‭)‬

المرأة‭ ‬التي‭ ‬تغارُ‭ ‬عليكَ،

لا‭ ‬تتمنى‭ ‬الموت،

إلاَّ‭ ‬بين‭ ‬ذراعيك‭.‬

‭(‬‮٢٠‬‭) ‬كلّما‭ ‬شعرَ‭ ‬بملوحةِ‭ ‬شفتيهِ،

أدركَ‭ ‬أنَّها‭ ‬تذرف‭ ‬دمعاً‭ ‬عليه‭.‬‭ ‬

‭(‬‮٢١‬‭) ‬نقشَ‭ ‬قلبها‭ ‬على‭ ‬المرمرْ،

ورسمتْ‭ ‬قلبهُ‭ ‬على‭ ‬الرماد‭.‬

‭(‬‮٢٢‬‭) ‬تخافُ‭ ‬عليهِ،

كَمَنْ‭ ‬تراقبُ‭ ‬طفلاً،

‭ ‬قرب‭ ‬موقد‭ ‬نار‭.‬

‭(‬‮٢٣‬‭) ‬كبّلَتْ‭ ‬قلبهُ،

بخيوط‭ ‬دمعها،

وجنون‭ ‬هواها،‭ ‬

حتى‭ ‬لا‭ ‬يقعَ،

في‭ ‬جبِّ‭ ‬امرأةٍ‭ ‬سواها‭.‬

‭(‬‮٢٤‬‭)‬

جمعَ‭ ‬البستانيُّ،

ما‭ ‬تناثرَ‭ ‬من‭ ‬قُبلاتِ‭ ‬العشاقِ،

وباعها‭ ‬في‭ ‬السوقِ،

أكاليل‭ ‬وردْ‭.‬

‭(‬‮٢٥‬‭) ‬عندما‭ ‬يقفُ‭ ‬البلبلُ‭ ‬على‭ ‬وردةٍ،

تغارُ‭ ‬شجرة‭ ‬التين‭.‬

‭(‬‮٢٦‬‭) ‬ثقوب‭ ‬الناي،

هي‭ ‬عيون‭ ‬الألمْ؛

والريح‭ ‬التي‭ ‬تمرُّ‭ ‬في‭ ‬جوفهِ،

هي‭ ‬حسرات‭ ‬الندمْ‭.‬

‭(‬‮٢٧‬‭) ‬متوهّجةٌ‭ ‬تلكَ‭ ‬النجمةُ،

من‭ ‬دونِ‭ ‬النجماتِ،

في‭ ‬حِندسِ‭ ‬هذا‭ ‬الليلُ،

لأنَّ‭ ‬دموع‭ ‬العاشقِ‭ ‬ترويها‭.‬

‭(‬‮٢٨‬‭) ‬في‭ ‬قلبِ‭ ‬الغريب،

يعزفُ‭ ‬الناي‭ ‬على‭ ‬الدوام‭.‬

‭(‬‮٢٩‬‭) ‬أحزان‭ ‬الشاعر،

نفحة‭ ‬آيات؛‭ ‬

لا‭ ‬يقرأها‭ ‬غير‭ ‬الملائكةِ‭.‬

‭(‬‮٣٠‬‭) ‬ما‭ ‬عاد‭ ‬يُفكّر‭ ‬بالزادِ،

مذْ‭ ‬صارَ‭ ‬الحزنُ‭ ‬طعامه‭.‬

‭(‬‮٣١‬‭) ‬هذا‭ ‬العاشقُ،‭ ‬

ما‭ ‬زال‭ ‬الحزنُ‭ ‬يطاردهُ،

يُسقيه‭ ‬فرحاً‭ ‬وحشياً،

فيطالعهُ‭ ‬بالعينينِ‭ ‬الدامعتينْ‭.‬

‭(‬‮٣٢‬‭) ‬برغم‭ ‬قساوة‭ ‬البردْ،

وعصف‭ ‬الريحْ،

ترك‭ ‬نافذة‭ ‬الغرفة‭ ‬مشرعةً؛

فلربما‭ ‬تصلُ‭ ‬قبلةً‭ ‬منها،

تُسكرهُ‭ ‬حتى‭ ‬ينامْ‭.‬

‭(‬‮٣٣‬‭) ‬على‭ ‬السرير،

ينامُ‭ ‬ثلاثة؛

هو‭ ‬وزوجتهُ،

وطيفها‭.‬

‭(‬‮٣٤‬‭) ‬بعدَ‭ ‬أنْ‭ ‬جزعتْ،

من‭ ‬العثور‭ ‬عليهِ،

فوق‭ ‬الأرضْ،

ذهبتْ‭ ‬يائسةً،

تبحثُ‭ ‬عنهُ،

في‭ ‬أعماق‭ ‬الماءْ‭.‬

‭(‬‮٣٥‬‭) ‬قبل‭ ‬أنْ‭ ‬يمضي‭ ‬إلى‭ ‬غابة‭ ‬النار،

تركَ‭ ‬وردةً‭ ‬حمراء‭ ‬بجوارها،

حتى‭ ‬تتذكَّر‭ ‬دمهُ،

الذي‭ ‬ستشربهُ‭ ‬الحربْ‭.‬

‭(‬‮٣٦‬‭)‬‭ ‬لا‭ ‬تحملْ‭ ‬مظلَّةً‭ ‬تحت‭ ‬المطرْ؛

لأنَّها‭ ‬ستصبحُ‭ ‬غيمةً،

تمطرُ‭ ‬عليكْ‭.‬

‭(‬‮٣٧‬‭) ‬لأنَّها‭ ‬تعشقُ‭ ‬المطر،

يبكي‭ ‬كثيراً‭ ‬أمامها‭.‬

‭(‬‮٣٨‬‭) ‬حين‭ ‬يشتاقُ‭ ‬إلى‭ ‬وجهها‭ ‬في‭ ‬الصباح،

يـتأمَّلُ‭ ‬وردة،

وحين‭ ‬يشتاقُ‭ ‬في‭ ‬النهار،

يجلسُ‭ ‬تحت‭ ‬الشمس،

وحين‭ ‬يشتاقُ‭ ‬في‭ ‬الغروب،

يصغي‭ ‬إلى‭ ‬زقزقة‭ ‬العصافير،

وحين‭ ‬يشتاقُ‭ ‬في‭ ‬الليل،

يتطلَّعُ‭ ‬إلى‭ ‬القمر،

وإنْ‭ ‬ذبلتْ‭ ‬الوردة‭ ‬واختفتْ‭ ‬الشمس،

وصمتت‭ ‬العصافير‭ ‬وغابَ‭ ‬القمر،

سيكتبها‭ ‬قصيدة‭ ‬على‭ ‬جدار‭ ‬القلبْ؛

ويظلّ‭ ‬يقرأها‭ ‬ويقرأها،

حتى‭ ‬يجنُّ‭ ‬وتذوبُ‭ ‬الروحْ‭.‬

‭(‬‮٣٩‬‭) ‬هذا‭ ‬العاشقُ‭ ‬وحدهُ،

على‭ ‬قارعة‭ ‬الطريقْ،

بعد‭ ‬أنْ‭ ‬خذلهُ‭ ‬العشقَ،

وأغلقَ‭ ‬البابَ‭ ‬بوجههِ‭ ‬الأهلَ،

وآخر‭ ‬صديقْ‭.‬

‭(‬‮٤٠‬‭) ‬لا‭ ‬تسألوا‭ ‬هذا‭ ‬العاشقُ،

إلى‭ ‬أين‭ ‬يمضي؟

فكل‭ ‬الأجوبة‭ ‬عندها‭.‬

‭(‬‮٤١‬‭) ‬الفقراء،

في‭ ‬الشتاءِ‭ ‬يستحمُّونَ‭ ‬بالمطرْ،

وفي‭ ‬الصيفِ‭ ‬بضوء‭ ‬القمرْ،

فَهُمْ‭ ‬ملائكة؛

وليسوا‭ ‬من‭ ‬البشرْ‭.‬

‭(‬‮٤٢‬‭) ‬تائهاً‭ ‬في‭ ‬العشق،

الذي‭ ‬زرعتهُ‭ ‬بدمهِ،

ثم‭ ‬اختفتْ‭.‬

‭(‬‮٤٣‬‭) ‬مقيمٌ‭ ‬في‭ ‬قلبها‭ ‬إلى‭ ‬الأبدْ،

وإنْ‭ ‬خرجَ‭ ‬منهُ،

سيموتُ؛

‭ ‬وتموتُ‭ ‬من‭ ‬الكمدْ‭.‬

‭(‬‮٤٤‬‭) ‬ما‭ ‬عادَ‭ ‬يشتاقُ‭ ‬إلى‭ ‬رؤيتها،‭ ‬

لإنها‭ ‬انصهرتْ‭ ‬بدمه‭.‬

‭(‬‮٤٥‬‭) ‬قُبلة‭ ‬بينَ‭ ‬عاشقيّنْ،

يعني‭ ‬تفتّح‭ ‬وردة‭.‬

‭(‬‮٤٦‬‭)  ‬قُبلات‭ ‬العشُّاق،

تتطاير‭ ‬حولها‭ ‬الفراشات‭.‬

‭(‬‮٤٧‬‭) ‬أصبحتْ‭ ‬الصحراء،

حدائق‭ ‬ورد؛

إثر‭ ‬خطى‭ ‬الهائمين‭.‬

‭(‬‮٤٨‬‭) ‬سالتْ‭ ‬منْ‭ ‬خَدّهِ‭ ‬قُبْلتُها،

وأصبحت‭ ‬وردةً‭ ‬حمراءْ؛

تحت‭ ‬المطرْ‭.‬

‭(‬‮٤٩‬‭) ‬على‭ ‬المصطبة،

ليست‭ ‬وردة‭ ‬حمراء،

إنَّما‭ ‬قبلة‭ ‬تركتها‭ ‬لعاشقها؛

الذي‭ ‬لم‭ ‬يأتِ‭ ‬للقاء‭.‬

‭(‬‮٥٠‬‭) ‬يمشي‭ ‬تحت‭ ‬المطر،

دون‭ ‬رجاء،

عسى‭ ‬أنْ‭ ‬تشفقُ‭ ‬عليهِ‭ ‬نجمةٌ؛

وتنتشلهُ‭ ‬إلى‭ ‬السماءْ،

حتى‭ ‬يتخلَّصُ‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العناء‭.‬

 


مشاهدات 78
الكاتب حسن‭ ‬النواب
أضيف 2024/09/16 - 6:25 PM
آخر تحديث 2024/09/18 - 5:05 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 78 الشهر 7068 الكلي 9995690
الوقت الآن
الأربعاء 2024/9/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير