حسن النواب
(١) لأنَّ بيوتهُ مظلمة،
تسطعُ النجومُ أكثر،
في سماء البلادْ.
(٢) كُنْ طفلاً على الدوامْ،
وسترافقكَ الدهشة،
حتى آخر العمر.
(٣) عندما قطفوا الوردْ،
تشرَّدتْ الفراشاتْ،
بدروب السماء.
(٤) من منافيهم،
يكتبون المراثي عن الوطن؛
ويحفرون قبره،
في قلوبهم.
(٥) بيت الفراشة،
وردة.
(٦) يسطعُ القمر أكثر،
عندما تُطفئ الشمعة،
في بيوت الفقراء.
(٧)
النجمة المطفأة،
أهدتْ نورها،
إلى روح شهيد.
(٨)
ما أجمل السجن،
عندما يكون حضن امرأة.
(٩) عندما تتوجَّع الروح الطيِّبة؛
يقشعرُّ جلد الأرض،
ويقطر الدمع،
من أجنحة الملائكة.
(١٠) بعدَ طولِ انتظارٍ،
فَتَحَتْ نافذتها،
ولمَّا اقتربَ مبتهجاً،
حتى يهديها وردةً،
أغلقتها.
(١١) سرقوا حبيبته،
ومحفظته،
وحتى أحلامه،
لكنَّهُ لمْ يتألّمْ،
مثلما تألّم حدَّ الموتِ،
عندما نَهبوا قصائده.
(١٢) يدثِّرُ قصائده،
كأطفالهِ،
حتى ينام مطمئناً.
(١٣) قلبهُ يفورُ،
كزيتٍ في مِرْجَلْ،
لأنَّهُ أدركَ أخيراً،
أنَّ قلبها من حجرٍ؛
ولمْ يكنْ منْ وردٍ ومخملْ.
(١٤) بعد أنْ صلَّى على جسدها؛
تطهَّرَ من شبقها،
وركع لمحو ذنوبهِ،
على سجادة الصلاة.
(١٥) دمعةُ الرجلْ،
لا يعرف ثمنها،
إلاَّ الألم.
(١٦) الرجل الغيور،
تهابهُ الصقورْ.
(١٧) استعباد المرأة،
يعني ذبول حُسنها،
واختناق أنوثتها،
وانتشار الظلام في قلبها.
(١٨) حين طالَ الخصام،
خمد العشقُ،
وذبُلَ بينهما الوئام.
(١٩)
المرأة التي تغارُ عليكَ،
لا تتمنى الموت،
إلاَّ بين ذراعيك.
(٢٠) كلّما شعرَ بملوحةِ شفتيهِ،
أدركَ أنَّها تذرف دمعاً عليه.
(٢١) نقشَ قلبها على المرمرْ،
ورسمتْ قلبهُ على الرماد.
(٢٢) تخافُ عليهِ،
كَمَنْ تراقبُ طفلاً،
قرب موقد نار.
(٢٣) كبّلَتْ قلبهُ،
بخيوط دمعها،
وجنون هواها،
حتى لا يقعَ،
في جبِّ امرأةٍ سواها.
(٢٤)
جمعَ البستانيُّ،
ما تناثرَ من قُبلاتِ العشاقِ،
وباعها في السوقِ،
أكاليل وردْ.
(٢٥) عندما يقفُ البلبلُ على وردةٍ،
تغارُ شجرة التين.
(٢٦) ثقوب الناي،
هي عيون الألمْ؛
والريح التي تمرُّ في جوفهِ،
هي حسرات الندمْ.
(٢٧) متوهّجةٌ تلكَ النجمةُ،
من دونِ النجماتِ،
في حِندسِ هذا الليلُ،
لأنَّ دموع العاشقِ ترويها.
(٢٨) في قلبِ الغريب،
يعزفُ الناي على الدوام.
(٢٩) أحزان الشاعر،
نفحة آيات؛
لا يقرأها غير الملائكةِ.
(٣٠) ما عاد يُفكّر بالزادِ،
مذْ صارَ الحزنُ طعامه.
(٣١) هذا العاشقُ،
ما زال الحزنُ يطاردهُ،
يُسقيه فرحاً وحشياً،
فيطالعهُ بالعينينِ الدامعتينْ.
(٣٢) برغم قساوة البردْ،
وعصف الريحْ،
ترك نافذة الغرفة مشرعةً؛
فلربما تصلُ قبلةً منها،
تُسكرهُ حتى ينامْ.
(٣٣) على السرير،
ينامُ ثلاثة؛
هو وزوجتهُ،
وطيفها.
(٣٤) بعدَ أنْ جزعتْ،
من العثور عليهِ،
فوق الأرضْ،
ذهبتْ يائسةً،
تبحثُ عنهُ،
في أعماق الماءْ.
(٣٥) قبل أنْ يمضي إلى غابة النار،
تركَ وردةً حمراء بجوارها،
حتى تتذكَّر دمهُ،
الذي ستشربهُ الحربْ.
(٣٦) لا تحملْ مظلَّةً تحت المطرْ؛
لأنَّها ستصبحُ غيمةً،
تمطرُ عليكْ.
(٣٧) لأنَّها تعشقُ المطر،
يبكي كثيراً أمامها.
(٣٨) حين يشتاقُ إلى وجهها في الصباح،
يـتأمَّلُ وردة،
وحين يشتاقُ في النهار،
يجلسُ تحت الشمس،
وحين يشتاقُ في الغروب،
يصغي إلى زقزقة العصافير،
وحين يشتاقُ في الليل،
يتطلَّعُ إلى القمر،
وإنْ ذبلتْ الوردة واختفتْ الشمس،
وصمتت العصافير وغابَ القمر،
سيكتبها قصيدة على جدار القلبْ؛
ويظلّ يقرأها ويقرأها،
حتى يجنُّ وتذوبُ الروحْ.
(٣٩) هذا العاشقُ وحدهُ،
على قارعة الطريقْ،
بعد أنْ خذلهُ العشقَ،
وأغلقَ البابَ بوجههِ الأهلَ،
وآخر صديقْ.
(٤٠) لا تسألوا هذا العاشقُ،
إلى أين يمضي؟
فكل الأجوبة عندها.
(٤١) الفقراء،
في الشتاءِ يستحمُّونَ بالمطرْ،
وفي الصيفِ بضوء القمرْ،
فَهُمْ ملائكة؛
وليسوا من البشرْ.
(٤٢) تائهاً في العشق،
الذي زرعتهُ بدمهِ،
ثم اختفتْ.
(٤٣) مقيمٌ في قلبها إلى الأبدْ،
وإنْ خرجَ منهُ،
سيموتُ؛
وتموتُ من الكمدْ.
(٤٤) ما عادَ يشتاقُ إلى رؤيتها،
لإنها انصهرتْ بدمه.
(٤٥) قُبلة بينَ عاشقيّنْ،
يعني تفتّح وردة.
(٤٦) قُبلات العشُّاق،
تتطاير حولها الفراشات.
(٤٧) أصبحتْ الصحراء،
حدائق ورد؛
إثر خطى الهائمين.
(٤٨) سالتْ منْ خَدّهِ قُبْلتُها،
وأصبحت وردةً حمراءْ؛
تحت المطرْ.
(٤٩) على المصطبة،
ليست وردة حمراء،
إنَّما قبلة تركتها لعاشقها؛
الذي لم يأتِ للقاء.
(٥٠) يمشي تحت المطر،
دون رجاء،
عسى أنْ تشفقُ عليهِ نجمةٌ؛
وتنتشلهُ إلى السماءْ،
حتى يتخلَّصُ من هذا العناء.