مقومات هيبة الدولة
صلاح الربيعي
طالما يطمح المواطن العراقي الى ان تفرض الحكومة هيبتها في ادارة الدولة وذلك من خلال فرض القانون وتطبيقه على جميع العراقيين دون تمييز وتأتي هيبة السلطة أو الدولة من خلال ضمان حقوق أبناء شعبها بالعيش الكريم وضبط ايقاع الادارة بين الحقوق والواجبات واذا ماأهملت او تخلت السلطة عن مسئولياتها تجاه شعبها فان هيبتها ستضيع ويفقد المواطن ثقته بالسلطة ولدينا في ذلك شواهد ميدانية عديدة مؤلمة وأولها هو مايجري كل يوم في معظم الدوائر الحكومية حيث يتعامل اغلب الموظفين والموظفات مع المراجعين باستعلاء واستهانة واستعباد واستخفاف بحقوقهم وبطريقة تعسفية متعمدة وكأن المواطن خادما اجيرا لديهم هذا فضلا على جهل معظم هؤلاء الموظفين بالقانون والتعليمات التي تخص المعاملات وهذا مايعطل مصالح الناس ويؤثر سلبا على انسانيتهم ومثل تلك السلوكيات تقتل الانتماء الوطني لدي العراقيين كما تنعكس تلك السلوكيات اللاانسانية بشكل سلبي ايضا على مستوى احترام المواطن للسلطة والقانون فعندما يقلق المواطن على حياته وكرامته ومعيشته وحقوقه تضيع هيبة الدولة .. وعندما يراجع المواطن مؤسسة صحية أو طبية ولايجد فيها خدمة انسانية حقيقية ولايجد فيها العلاج المناسب فان هيبة الدولة قد ضاعت وعندما تدخل الى أغلب الجامعات والمدارس العراقية بكل مراحلها وترى فيها التسيب والفوضى وعدم الانضباط والتنظيم في التدريس فان هيبة الدولة ستضيع وعندما تسير في الشوارع العامة وترى الهرج والمرج والفوضى المرورية والازدحامات في كل مكان والسلوكيات غير المنضبطة والتجاوزات على الارصفة وانعدام النظافة في الاماكن العامة فان هيبة الدولة ستضيع وحينما ترى السلاح المنفلت بيد الخارجين على القانون دون حساب فان هيبة الدولة ستضيع وعندما يتحكم مايسمون انفسهم بالتجار باسعار المواد الغذائية الاساسية واخرين من حيتان الفساد يتحكمون بسعر صرف الدولار ليدمروا طبقة الفقراء والمعوزين دون رادع فان هيبة الدولة ستضيع .
هيبة الدولة
وعندما يتجذر الفساد والتخريب في كل المفاصل الحكومية دون علاج فان هيبة الدولة ستضيع وعندما تدخل الى المطار الذي يعتبر واجهة البلد وهويته الوطنية والحضارية ولاتلمس التنظيم الجيد ولا تجد احتراما للمسافر ولا دقة بتوقيتات الطيران ولاتجد فيه سلطة تحاسب أصحاب المركبات المرتبطين باطراف نافذة فاسدة على الاجور الفاحشة التي يفرضونها على المسافر العراقي والاجنبي ذهابا وايابا ولايوجد بديلا عنها من من وسائل النقل الحكومي العام كما هو معمول به في كل دول العالم فان هيبة الدولة ستضيع وعندما ترى ولاء اكثر المسئولين في السلطة الى جهات حزبية خارجية متعددة ولايهمها مصلحة الوطن والمواطن فان هيبة الدولة ستضيع وعندما ترى الخائن والمجرم والسارق والمرتشي يتفاخر بافعاله الدنيئة وبشكل علني امام الاعلام دون حساب فان هيبة الدولة ستضيع وعندما ترى مجاميع الأطفال والنساء من المعوزين والمحرومين من كل الحقوق الانسانية في بلد غارق بالثروات وهم ينبشون بالقمامة بحثا عن قوت يومهم فان هيبة الدولة ستضيع واذا رايت الجهلة والاغبياء والفاشلين والفاسدين يتصدرون المناصب المهمة في البلد فان هيبة الدولة ستضيع وبعد تراكم المظالم والمئاسي التي اصابت العراق منذ بدء التغيير ولحد الان فقد ضاعت هيبة الدولة وأصبح الكثير من العراقيين الوطنيين لاينظرون للسلطة باحترام ولهذا نقول ان لهيبة الدولة مقومات وأهم تلك المقومات ان تحرص الحكومة بسلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية على ضمان جميع حقوق المواطن وفقا للدستور وذلك من خلال العمل والسعي بجدية واخلاص الى كل مايحفز المواطن على حبه لوطنه ويعزز ثقته بالحكومة والمسئولين فيها وان يُطبق القانون على الجميع مواطنا عاديا كان او مسئولاً حكوميا ودون انتقاء ولترسيخ هيبة الدولة تقوم السلطة بتكريم ومكافأة المخلصين والمبدعين سواء كانوا من الموظفين الحكوميين او من عامة الشعب.
كبار المسؤولين
وأن تشخص وتحاسب المقصرين والعابثين من كبار المسؤولين الى ادنى درجة فيهم والمتحكمين بمقدرات الشعب وتراقبهم وتتابع ادائهم وانجازاتهم الوظيفية اليومية في الوزارات وتوابعها مـــــــــن الدوائـــــــر الحكومية اداريا وخدميا وامنيا واذا مـــــاتجاهلت الحكومة الانحـــــدار في ادائهــــــا وعدم معالجة الاخطاء التي ارتكبتها على مدى السنوات الماضية وبشـــــــكل سريع وجاد فلنقــــرأ علـــى هيبتها الســــلام .