الاستثمار في المستقبل
أكرم سالم
يتجسّد التخلف في ثلاثة عوامل متداخلة اقتصاديا واجتماعيا وهي الفقر والجهل والمرض ،ولعبورها وتجاوزها يلزم من اية دولة نامية الاستثمار في المستقبل وعدم الاكتفاء بالاستثمارات المادية والمالية المباشرة والمنظورة،اي من خلال الاستثمار بالجامعات والمعاهد العالية والارتقاء بمستوياتها العلمية ولاسيما تخصصاتها الاقتصادية والهندسية والطبية البيولوجية.هذه التخصصات تخدم اهداف التنمية المستدامة والخطة التي وضعتها الامم المتحدة لهذا الغرض حتى عام 2030،فضلا عن العمل على مواءمة السياسات المالية والاقتصادية مع اهداف التنمية المستدامة التي تركز على محدودية الموارد الطبيعية وأهمية احترامها وتوظيفها في خدمة اغراض وتطلعات الاجيال المستقبلية التي تنتظر بفارغ الصبر من الاباء والاجداد ثمار اعمالهم وخلاصة عطائهم و مسيرتهم الرشيدة مكللة بالنقاء من التلوث والنضوب او الاستعمال الاحمق والجشع للموارد ،كما تركز هذه الخطة الاستراتيجية اليقظة على الافادة الذكية الواعية من الامكانات والابتكارات والتقنيات الجديدة ولاسيما التقنيات المعلوماتية والحاسوبية والشبكية ITC ووسائل الرقمنة Digital التي تعدّ آليات مهمة وأساسية للوصول الى هذه الاهداف الطموحة الواعدة. ان جوهر التنمية المستدامة يتمثل في القضاء على الفقر والحرمان وتحقيق العدالة والمساواة ومنع استغلال الانسان للانسان، والعمل الجاد على تمكين المرأة وزجها بعملية التنمية الشاملة بشكل واسع يحقق مشاركتها الفعالة في صنع القرار على أعلى المستويات وكل المستويات...أن الاستثمار في اهداف التنمية المستدامة يمثل استثمارا في المستقبل بشكل واعد بالسلام والازدهار والعيش الرغيد.