أسئلة كثيرة يثيرها الوثائقي (إخفاء صدام حسين)
راوي الفلم ينزع صفة الدكتاتور ويبرز حقيقة المقاومة
الموصل - سامر الياس سعيد
بالرغم من مرور شهر على انطلاق عرض فيلم (اخفاء صدام حسين ) في دور السينما الا ان الاقبال عليه لم يخفت لاسيما من خلال الفئات التي تحظى بمشاهدته رغم كونها لم تعيش في كنف نظام الرئيس المخلوع صدام حسين حيث اطلق الفلم اسئلة كثيرة باتت غامضة من جانب ان راوي الفلم اراد ان يبريء ساحته من تهمة الخيانة والصاقها باحد الشخصيات المحيطة بالرئيس السابق رغم ان تلك الشخصية لم يكن لها ذلك الحضور الملفت وقت كان الرئيس محاطا بالكثير من الشخصيات التي عادة ما تتوزع مهامها بين حمايته او دور رئيس الدائرة الاعلامية او ديوان الرئاسة وغيرها من المسميات التي حفظناها والفنا القائمين عليها في تلك الاعوام حتى جاء الفلم ليبرز حقيقة محمد الابراهيم الذي استعان به الفلاح علاء نامق ليبرز التواصل مع تلك الشخصية وزياراته المتعددة لها وابتعاده قدر الامكان عن الامريكان حتى لايثير الشبهات عن مكان اخفاء الرئيس .
ينطلق الفلم بعفوية بالغة مع جلسة بسيطة لعلاء نامق المزارع الذي يروي للكاميرا ادق تفاصيل لجوء الرئيس بعد اكتمال احتلال الامريكان لكل مناطق العراق حيث فر الرئيس منذ اخر ظهور له قبيل ايام معدودة من الاحتلال الامريكي حيث ظهر في منطقة الاعظمية وسط حشود لاتتجاوز الخمسين شخصا كانوا كالعادة يهتفون بحياته فيما هو يلوح له ببزته العسكرية والتي استعان بها مجددا مخرج الفلم الوثائقي دون اي مبرر لنجه بجانب علاء نامق في مركبته الشخصية المتواضعة ( البيك اب ) قبل ان يلتفت المخرج لتلك الهفوة ويسارع بالباس الرئيس الزي الشعبي المتكون من الدشداشة وغطاء الراس اليشماغ الذي عادة ما تخفى به لابعاد الانظار وتشتيت الرقابة من قبل الامريكان كما حدث في احدى لقطات الفلم .
ويركز نامق في سياق الفلم على لقاءات الرئيس بمحمد الابراهيم التي تتصاعد وتيرتها مع اللقاء العاصف الذي ياتي فيه الضيف حاملا معه رسالة دون ان يبرز فحواه مع تاكيد المتحدث بان الضيف الابراهيم طالبه باقناع الرئيس بالتوقيع عليها لاخراج العراق من ربقة الاحتلال فيما تتوالى المشاهد لنرى ان الرئيس وهو على ضفة النهر يقوم بحرق تلك الوثيقة .
يبرز علاء نامق الورطة التي وقع بها ليكرر لنحو اربع مرات انه في مهمة مستحيلة تستدعي منه ابعاد ضيفه عن نحو 150 الف جندي امريكي كانوا في مهام البحث عن صدام حسين وجولاتهم التفتيشية الروتينية التي كان من احداها ان الرئيس وهو بجانب مضيفه نامق كانا قريبين جدا من عجلات الامريكان الامر الذي حدى بالرئيس لمحاولة اطلاق النار على تلك العجلات حتى بادر نامق لابعاد تلك البندقية عن الامريكان مما اغضب صدام حسين .
وفعلا ورغم مرور نحو عقدين على تلك الاحداث الا ان الاسئلة المثارة بشانها مازالت لاتخفت حتى مع ظهور الفلم المذكور الذي يتحدث عن مدة استضافة علاء نامق للرئيس بدءا من شهر ايار ووصولا الى شهر كانون الاول وهو الشهر الذي شهد القاء القبض من جانب الامريكان للرئيس المخلوع .وخلال تلك الاشهر التي اتسمت بهدوء نسبي حتى من جانب المقاومة التي تحدث عنها نامق بكونها كانت تتصاعد مع رسائل صدام وتوجيهاته وتخفت بعد ان يكون الامريكان قد وظفوا جولاتهم وكمائنهم للايقاع بتلك القيادات .
الا ان مؤشر الاشهر التي تلت سقوط النظام لم تشهد تلك الوتيرة من اعمال المقاومة بالمقارنة مع عام 2004 الذي بدات به وتيرة العمليات الانتقامية تتصاعد سواء بازدياد عمليات اغتيالات النخب التي ساهمت في تسيير دفة الحكم او من خلال العمليات التي جرت بعد الاشهر التالية لسقوط النظام والتي استهدفت عددا من رجالات مجلس الحكم المشكل في الشهر التالي من تاريخ سقوط النظام الى جانب اغتيال مسؤوليين دوليين مثل سيرجيو دي ميلو ممثل مكتب الامم المتحدة في العراق .
كما اغفل الفلم حرية التعبير التي شهدها العراق في تلك الفترة حيث استعان بصحف امريكية للحديث عن الجرائم المرتكبة في سجن ابوغريب والتي استشاط فيها الراي العام الدولي غضبا ازاء تعامل الامريكان مع المودعين من السجناء العراقيين في تلك السجون ومنهم علاء نامق الذي تحدث عن فترة اعتقاله في السجن والتصرفات المرتكبة بحقه في تلك الفضيحة حتى خروجه من السجن ليعاود ممارسة حياته من جديد بعيدا عن الهواجس التي انشاتها فترة لجوء صدام حسين لديه والايام التي تجاوزت 200 يوما والتي ابعدته عن عائلته ومتابعة امورها حيث اشار اليها الى مرض ابنه دون ان يتمكن من ممارسة دوره الابوي في متابعة حالة ابنه الصحية لانشغاله بحماية الرئيس حيث قال انه كان حمايته الشخصية وسائقه وطباخه الشخصي ايضا . الا ان علاء نامق في نهاية الفلم يثير الجدل بكونه تحدث عن انتقاداته لمن يطلق على صدام حسين صفة الدكتاتور كونه لم يشهد من تلك الصفة التي يستوجب اطلاقها على رئيس اصبح صديقه لاسيما من خلال جلساتهم او من خلال لقطة الحمام الهوائي حيث بادر نامق لتحميم الرئيس ودلك ظهره قبل ان يعرض صدام خدمته لمضيفه في الموقف التالي .