الإنسانية سمة لكنها تغيب في (حياة الماعز)
اربيل - دعاء يوسف
اثار الفيلم الهندي (حياة الماعز) ضجة كبيرة بعد عرضه والذي استغرق تصويره خمس سنوات وحصد نقد من المملكة العربية السعودية بشكل خاص لملامسته انسانيتهم ، يتحدث الفيلم عن سوء معاملة الكفيل للعامل المغترب الذي يصارع من اجل البقاء .
تدور احداثه حول مواطن هندي اقترح عليه اصدقائه العمل في السعودية وفور وصوله الذي تزامن مع يوم جمعه ،لم يستطع الوصول لرب العمل بقي في المطار مع رفيقه فيآتي سعودي آخر يأخذهم الى الصحراء حيث يربي هناك الأبل والماعز ..
دهشوا لفضاعة المكان ولم يفهموا عليهم ورموهم كل في مكان مختلف لا مكان للنوم سوى ان يفترش التراب وممنوعين من النوم في الخيمة بجانب الراعي السعودي عاشوا حياة قاسية لثلاث سنوات .المفارقة ان الرعاة يذكرون اسم الله في قيامهم ومنامهم ويضربون العمال ويهينوهم بأبشع الطرق .حتى سنحت لهم الفرصة بالقاء في الصحراء الكبرى واتفقوا على الهرب مع رجل افريقي ،ففقدوا في الصحراء ،و مات احدهم وفقد الاخر حتى وصل الثالث الى المدينة بعد معاناة وامام الجامع ومع الاذان يرونه الناس في حالة مزرية ويطردونه ..
دخل الى فندق يسكنه الهنود فنظفوه وعالجوه واوصلوه الى دائرة الهجرة ليسجن هناك لعدم حيازته جواز واقامة، فقد قاموا بشقها وتكسير قدماه وظربه بالعقال حتى عاد الى بلده .
احداث القصه حقيقية مما اثار غضب الدول العربية رغم انه واقع حال ليس عام ولكنه موجود .الطابع البدوي والكبر واستحقار الضعيف سمة موجودة وكان لابد من تسليط الضوء على هذه الفئه المسحوقة .
الانسانية سمة لم تخصص لدين او شعب ولكن ان كان ولابد من وجودها فعلى الاقل يجب ان تكن في مجتمعات الاسلام التي اوصى الله تعالى بها في كتابة الكريم بالرحمة والتعاون وان تحب لغيرك ماتحب لنفسك .الا ان الفيلم اظهر عكس هذه الصورة تماماً فالضعيف الذي يعبر القارات لاجل لقمة عيش اهله يهان ويضرب ويعذب .
ان هذا الفيلم ثورة في عالم العمالة الاجنبية في الشرق الاوسط بشكل عام لعله رسالة محتواها ان المظاهر والمهرجانات والحفلات والمونديالات الضخمة تقام تحت اياد تضرب وتعنف عمالها لعلهم ينتبهون ...
في نهاية الفيلم وهو على مدرج الطائرة ابتسم وتذكر ان زوجته اوصته ان يأتي لها بالعطور والبخور قائلا لم احمل لكم معي شيء سوى الوقت الذي تبقى من حياتي لاقضيه معكم فما رآه من آهات وويلات جعلته لايبحث عن المال بقدر بحثه عن العيش بكرامة ..