خلف باب الذكريات
مروج العبيدي
في وسط طريق الذكريات ومن تحت انقاض الماضي ينهض مستغربا وهو ينفض يديه من عوالق الزمن الاليم ويلملم جراحاته ويحملها على كتفه وهو يترقب بعينيه البائستين خطواته الثقيله والتي ستوصله الى مبتغاه ، وقف حائرا وهو ينظر الى باب قديم يكاد يشببه كثيرا في تشققاته التي حفرتها سنين من الصبروالحرمان ، والمسامير التي سكنته مستسلمة لضربات مطرقة هوجاء ...مسامير لبست الصدأ حزنا تحت هطلات الأسى . برقت عيناه فرحا وهو يترقب حروفا نقشت على باب تحسسها بأنامله التي صارت رماد..فاذا بتلك الحروف عنوانا لما وراء الباب....
(وصلت)!...... قالها وهو يغص بحروفها أملا وحزنا.. ضحكة ودمعه ..صمت وصراخ ..
مد يديه حذرا الى قبضة الباب متلهفا للدخول الى ذلك العالم ولكن... اين المفتاح؟ المفتاح ضاع في زمن الحداد ..أجل ..لا مفتاح للباب .
جلس يائسا مستسلما على الارض تتراقص امام عينيه مشاهد العمر كالفراش المبثوث مختنقة بستائر الدموع التي اسدلت اعلانا لنهاية الحكايا الخالدة. هل تعود الامسيات؟ وتعود في افواهنا الضحكات؟ صرخ متوسلا.....
افتحي الباب يا ذكريات الدار ..افتحي الباب يا نخلتي الباسقه..اعذروني ان تأخرت القدوم..ولكنني عدت محملا بأشواقي و اشلاء ايامي ...آهاتي واحلامي ..جئت من رحلة الالام ... من ارض الجراحات.. افتحي الباب قبل ان تتوه في لساني الكلمات.. وتضيع من قلمي الحروف ، هذا انا اسير الماضي وكل جميل قد فات. بت وحيدا اقطن الطرقات، خلف بابك الموصود .... خلف باب الذكريات.