يومُ الحسين
غزاي درع الطائي
مِنْ واجبِ المأمومِ أنْ يرثي إمامَهْ
أرثيهِ؟ لا واللهِ، يُرثى الميِّتونَ
وكيفَ يُرثى مَنْ جميعُ الخلقِ يعرفُ أنَّهُ
ما زالَ ممتشقاً حُسامَهْ
لمّا تلثَّمَ بالصَّباحِ وضوئِهِ
نزلتْ إليهِ الشَّمسُ، يدمعُ ضوؤها
نزلتْ وقبَّلَ ضوؤها العالي لثامَهْ
وبكت عليهِ نجومُ ربّي في السَّماءِ
ورفرتْ فوق ائتلاقِ جراحِهِ
ألفا حمامّةْ
مذبوحةً وقعَتْ على دمِهِ العِمامةْ
وقعَتْ على دمِهِ العِمامةْ؟
واللهِ ما وقعَتْ على دمِهِ العِمامةْ
وقعَ العدا بخيولِهِمْ وسيوفِهِمْ
لم يبقَ منهمْ واحدٌ يمشي أمامَهْ
واللهِ ما حرقوا بنارِهِمُ خيامَهْ
بل هَيّؤوا أجسادَهُمْ للحرقِ
في يومِ القيامَةْ
فوقَ الجثامينِ الخيولُ تراكضتْ
فتساقطتْ بعضٌ على بعضٍ
كأوساخِ ترامَتْ وسْطَ أوعيةِ القُمامةْ
الشَّرُّ كان ذبابُهُ حول الحسينِ يطنُّ
يستلُّ انتقامَهْ
وهناكَ كانتْ كربلاءُ مع الفرات ِتئنُّ
قالتْ للسَّلامِ مع السَّلامةْ
نثرتْ على الأُفُقِ النَّدامةْ
وتحدَّثتْ للماء،ِ قالتْ والنُّجومُ يلفُّها ظمأُ الغمامةْ:
مَنْ ذبَّ عن آلِ الرَّسولِ فإنَّهُ
لا شكَّ يومَ الحشرِ تُرسَمُ فوق خدَّيْهِ ابتسامةْ