الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
معركتي معركتك

بواسطة azzaman

معركتي معركتك

عبدالمنعم الاعسم

 

ما دمتَ في معركة خلاص من الدوامة، فهي معركتي، وما دمتُ في معارضة لتدوير الفساد وإخصاء الدولة، فهي معركتك، وفي منتصف الطريق سنكتشف معبر التغيير.  نحن في لحظة حرجة من التاريخ، تهددنا الانواء المضطربة من كل جانب، فان امنيات الخلاص تتخذ شكل الحياة بمواجهة الموت، إذ نقف بين الموت والحياة، بين ان نستأنف مشوارنا على الخارطة، او ان نستقيل منها، فيما بعضهم (اعني بعضنا) لاذ بالنوم  في وهم ما يُحمد عقباه، خشية ان يستيقظ (يوما) امام ما لا يُحمد عقباه، وقد فاتَ (آنذاك) الاوان.   

اننا الآن وجها لوجه مع بعضنا. متعددون في الانتماء والعقائد والاديان والملل، وموحدون في الجغرافيا وفصيلة الدم وحنفيات الماء. نقبل بذلك لنربح الحياة، او نرفضه لنخسر انفسنا والحياة، وبمعنى ما، اننا نخوض معركة مُعقدة مع انفسنا، كبشر، قبل ان نخوضها كبقر.

اما بعضنا الداعي الى التغيير، ونبذ الخرافة والتخلف، فهو يواجه اتهامات جاهزة وساذجة بتهديد المصلحة العامة او تحدي الفضائل، او التقاليد، او ثوابت الاخلاق، ولعل اغرب اتهام تروج له حراسات الجهالة هو ان «التغيير غير مأمون الجانب» وسيقود الى الفوضى والانحلال، وكأن ما يجري لا يمت صلة الى الفوضى والانحلال، فيما هو فوضى بالالوان الطبيعية في تضارب وصراع الدويلات المسلحة، وهو انحلال معبّرٌ عنه في انتشار الفساد والمخدرات والانتحارات وظاهرات الطلاق وتجارة الجنس والولاء لغير الوطن.

في علم السياسة، ثمة معركة التغيير خاضتها شعوب شبّت عن الطوق، وتمردت على الاذلال، واختارت شكلا من اشكال الكفاح لمنع ليّ عقارب الزمن، واعادتها الى الوراء، في حين انتهت وظيفة القيادة الإنتقالية لمرحلة الانحطاط، الى المزبلة، وكانت تجربة جنوب افريقيا وتشيلي وفيتنام رائدة في تمرين التغيير.

والى ذلك لم تَعُدْ غيْرة زعامات ونواب دولة الفساد والمحاصصة على «المصلحة العامة» تكسب مقعدا في مصاديق التعهدات، أو موضع ثقة ومشاركة، حتى في ترجمتها البائسة الى دموع على مستقبل العراق: «ألمْ يأت إخوة يوسف أباهم عشاء يبكون.. وجاءوا على قميصه بدم كاذب».


مشاهدات 41
الكاتب عبدالمنعم الاعسم
أضيف 2024/08/14 - 3:26 PM
آخر تحديث 2024/08/15 - 11:23 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 217 الشهر 6248 الكلي 9981792
الوقت الآن
الخميس 2024/8/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير