الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
فكرة حرَّكها الإنسان وحررتْ بُلدانْ

بواسطة azzaman

فكرة حرَّكها الإنسان وحررتْ بُلدانْ

عمار مامند زيباري

 

يمرُ النظامُ العالمي بتحدياتٍ لا تشبه سابقها ، فالحربُ الاوكرانية - الروسية أعادت الخرائط السياسية الى طاولةِ التخطيطِ بمبادئٍ و قِوى سياسية جديدة ، تتحدى مصالحُ الدولِ العظمى التي لا زالت  تُسيطرُ بطُرُقٍ مباشرة أم غير ذلك على دول عِدّة ، وتتحكم بثرواتها و توجهاتها السياسية في منطقةِ الشرق الاوسط .

إن عمليةُ النهضةِ الفكرية التي حدثت في نيجر و مالي و بوركينا فاسو أحدثت نقلةً نوعية في تاريخ تلك الدول بإفتتاحها ورقةٍ سياسيةٍ جديدة بإنقلابها على الاحتلال

الذي أدى الى تشكيلِ تحالُفٍ يتضمنُ الثلاثي ليس هذا فقط ، بل اُخذ القرار التاريخي نحو طريقِ الوحدةِ الافريقية ألا وهو توحدهما في كونفدرالية ، وستعمل هذه الدول معاً تحت ولايةٍ واحدة ، متبنيةً سياسةٍ خارجيةٍ و أمنية موحدة ..

 وستنتهِجُ دولاً اُخرى هذا المسار لتحقيق الإستقلالُ الإفريقيُ الفعلي ..

وعلى عكسٍ من ذلك تماماً ،  فالربيعُ العربي او ثورات الربيع العربي إنطلقت في بعض البلدان العربية بغيةَ تغيير النظام فيها او بعضها الاخر ، حيثُ ساد عليه مناخ الربيع التونسي وإنطلقت دون استراتيجية واضحة تصيب الهدف ، فعمليةُ تحولِ الانظمةِ السياسية التي تحكمُ دول الربيع العربي صعبة التعامل  ، و لن تتعاطى التغيير راكدة في جمود ..

بالرغم من انه كان ربيعاً تسوده اجواءاً سلمية ، الا أن الدولة أخذت الإحتجاجات الاخيرة ذريعةً للدفاع عن النفس بعد تحوير تفسيرها  وفق مصالحهم ورفع شعار الدولة في أجواءِ ربيعها ..

ولا بد من التأكيد على ان التدخلات الاقليمية في أمر الربيع العربي  كان لها دوراً سلبي في صناعةِ جبهات الصراع والصدام بين الدولة و المحتجين ، ناهيك عن الدعم المالي و العسكري من حيثُ الآليات و الأسلحةِ الثقيلة والمتوسطة ، وبالتالي عندما يترُك الحُكُم للرصاصة إختيارها لِمَنْ ستخترقُه فان الزناد ستحركه مخاوفَ الرامي و مطامعهِ لا مبادئهِ و إنسانيته .

ومن زاوية اُخرى ننظر الى ميدان الشرق الاوسط حيث هنالِكَ تعدديةٍ عِرقية و دينية في الدولة الواحدة ، وجذورُ الخلافِ بينهم تعود الى 200-300 عام  ، كل هذه العوامل وقفت أمامَ توجهاتِ و مطالباتِ الاحتجاج ؛

ونتيجةً لذلك ، بقتْ أنظِمةُ دُولِ الربيعُ العربي كما هي ، وسيتدرج الوضعُ الاقتصادي و الخدمي و السياسي و الامني نحو الاسوء ، ناهيك عن دمارِ و تهجير الشعب ، وقلعهم من جذورهم الوطنية و تدني المستوى التعليمي والصحي فيها ، بينما الدول الافريقية الثلاث وقفت معاً يد بيد و ضربت الاحتلال بيدٍ مضرجة و تسلقتْ آفاقاً حديثة بفكرةٍ حرَّكها إنسانٌ وتحررت بُلدان .

 

 

 

 

 


مشاهدات 134
الكاتب عمار مامند زيباري
أضيف 2024/07/18 - 12:08 AM
آخر تحديث 2024/07/18 - 1:30 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 252 الشهر 7820 الكلي 9369892
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير