الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حفيد الوائلي: دار الكاظمية منطلق التبليغ ومقارعة الظلم

بواسطة azzaman

أول متحف لرجل دين في العراق

حفيد الوائلي: دار الكاظمية منطلق التبليغ ومقارعة الظلم

 

علي كاظم

 

حولت امانة بغداد, ضمن جهود احياء ارث كبار الدعاة و المصلحين في العراق, دار الشيخ احمد الوائلي الى متحف يضم مقتنياته و يوثق المراحل التاريخية التي مرت بها جهوده كعميد للمنبر الحسيني . و لمعرفة تفاصيل مشروع اول متحف لرجل دين في العراق زارت (الزمان) المنزل الذي تحول الى مرآة في الكاظمية المقدسة، والتقت حفيد الوالي الدكتور وائل علي الطائي . وكان الحور الأتي :

 بداية، نود أن تعرفنا عن حضرتك ، وعن صلة قرابتك بالشيخ الوائلي ..

- خادمكم هو وائل علي الطائي، دكتوراه في مناهج البحث العلمي، سبط الجد الشيخ الوائلي ابن ابنته الكبرى التي اشتهرت بحديثه عنها والكرامة التي حصلت معها من قبل الامام الكاظم(ع) والذي أعاد لها بصرها من بعد حادثة انعدامه، رئيس مؤسسة اسرة الشيخ الوائلي الفكرية في العراق، ومدير الموقع الرسمي للشيخ الوائلي (الوائلي نت ) ، مؤتمن ومسؤول حفظ تراث الشيخ الوائلي، ورئيس فريق أسرة الشيخ الوائلي المشرف على متحف الشيخ الوائلي في الكاظمية.

عميد المنبر

  حدثنا عن بيت الشيخ الوائلي في مدينة بغداد ..

- نعم ، له بيت في مدينة الكاظمية المقدسة. وقد يخفى على الكثير من المحبين والمتابعين لفكر خطيب الاعتدال وعميد المنبر الواعي الخطيب العراقي الدكتور الشيخ أحمد الوائلي ؛ بأن للجد الشيخ الوائلي دار يقطنها في العاصمة العراقية بغداد ، وهي الدار التي تحمل الرقم العقاري ( 151/17 . عطيفية ) وعنوانها : الكاظمية المقدسة - منطقة بستان علاوي - قرب ساحة الشاعر الشيخ عبدالمحسن الكاظمي - خلف مستشفى الضرغام الأهلي. وتحمل الرقم (44) في الزقاق رقم (42) المحلة (411).

  متى سكن الشــيخ الوائلي في بيته ببغداد ؟

- في منتصف ونهايات خمسينيات القرن المنصرم، ومن بعد اضطلاع الجد الخطيب الوائلي بمشاريعه التبليغية على مستوى مدن وألوية العراق الكبرى ؛ كربلاء والبصرة والعاصمة بغداد ، ومن بعد ازدياد تردداته على إقامة مجالس الوعظ والتبليغ في العاصمة بغداد في الكاظمية والعطيفية والحرية والكرادة ، قرر رحمه الله أن يقتني هذا الدار متخذاً من مدينة الإمامين الجوادين؛ الامام موسى الكاظم والامام محمد الجواد (عليهما السلام) مقراً له لينطلق منه الى مواسم التبليغ في مجالسه الخطابية السنوية العامرة في العاصمة بغداد وفي محافلها الأدبية والفكرية والثقافية وعبر مقاماتها وجوامعها ومساجدها الشهيرة كالصحن الكاظمي ومسجد براثا ومقام السيد ادريس والمسجد الهاشمي وجامع التميمي وحسينيات عبدالرسول علي والزوية وآل مباركة وغيرهن، فضلاً عن احتياجه لهذا الدار لإتمام رحلة الدراسات العلمية العليا التي أتمها في الجامعة العراقية الأم (جامعة بغداد) وتحديداً في معهد الدراسات الإسلامية العليا (الملحق بكلية العلوم الاسلامية لاحقاً) لينهي فيه مرحلة الماجستير في العلوم الاسلامية تخصص الشريعة والتشريع. وكان اقتناؤه لهذا الدار في شهر آب من العام 1960م، ليكون داراً ومنطلقاً للتبليغ الوائلي الخطابي والأكاديمي العلمي.

  كيف بقي الدار باسم الوائلي وهو المعروف بملاحقاته من قبل النظام السابق ؟

- عانت أسرة الشيخ الوائلي الكثير في سبيل الابقاء على هذا الدار والحيلولة دون مصادرته من قبل الجهات المتسلطة على حكم العراق، بالإصرار على بقاء التعاقب بالسُكنى فيه وعدم تركه، مع تحمل عواقب هذه الخطوة، حيث لاقى أفراد أسرته الويلات والملاحقات والتضييق والاضطهاد وعديد المساءلات اللاتي طالت جميع الافراد الذين يمتون بصلة بالجد الشيخ الوائلي، كنجله البكر المغترب الخال المرحوم الحاج سمير الوائلي، ونجله الكبير الاستاذ الجامعي الخال الشهيد محمد حسين الوائلي، مروراً بنجله الاوسط المرحوم الخال الحاج علي الوائلي، وانتهاءً بنجله الخال الحاج محمد حسن الوائلي، وحتى أصهار الشيخ الوائلي وأنسباءه ، بل و كريمات الشيخ الوائلي كذلك لم تسلم من المحاولات السافرة للأجهزة القمعية للنظام البعثي الساقط الذي لا يرعَ الحرمات والمنزوع القيم والشرف والأعراف، حيث لم يتبق لدى عوائل الشيخ الوائلي الا رحمة الله المستعان والتي كانت هي الحامي وهي الملاذ من ظلم وجور هؤلاء الوحوش وتعسفهم.

  هل بقيت عائلة الشيخ الوائلي ساكنة في هذا البيت ؟

- نعم، منذ غادر الجد الشيخ الوائلي العراق في تموز 1979 في قمة اشتداد قسوة النظام البعثي وسطوته على رجال الدين والخطباء، ومن بعد هذا الرحيل القسري عن وطنه وابتداء محنته مع الاغتراب، قطن هذا الدار نجله الكبير الخال الشهيد التدريسي الجامعي المدرس الأستاذ محمد حسين أحمد الوائلي ، متخذاً إياه دار إقامةٍ وسُكنى ينطلق منها لإتمام دراساته الجامعية الأولية والدراسات العلمية العليا في جامعتي المستنصرية وبغداد في مجال العلوم الادارية والاقتصادية، ولم يلبث بعد رحيل والده في هذا البيت إلا (3) سنوات حتى إلقي القبض عليه وتم إعدامه في العام 1982. من بعد إعدام الخال الشهيد الأستاذ محمد حسين؛ انتهى هذا الدار بالسكن من قبل كريمة الشيخ الوائلي الوسطى وعقيلة صهر الشيخ الوائلي المرحوم السيد وفاء الدين الطالقاني ؛ الخالة الحاجة أم علي الوائلي، وتم الحفاظ عليه على مدى (28) عام، حتى  بادرة أسرة الشيخ بتحويله الى متحف.

 كيف بدأت فكرة مشروع تحويله الى متحف ؟

- تولدت لدى أسرة عميد المنبر الحسيني فكرة مشروع تحويل بيت عميد الأسرة الجد الخطيب الدكتور الشيخ أحمد الوائلي في العاصمة بغداد إلى متحف للتراث العلمي ومركز ثقافي ومؤسسة فكرية، من بعد وفاة الجد الوائلي في تموز 2003، ولكي لا يموت الوائلي ذكراً وفكراً ، ومن أجل الإسهام في تخليد أثر الجد الشيخ الوائلي والإبقاء على فكره ونهجه ؛ أقدمنا كأسرة لعميد المنبر الحسيني على مبادرة لتحويل هذا الدار الى متحف ومركز ثقافي ، بهدف حفظ مقتنياته وآثاره المعرفية وإرثه الفكري، أسوةً بعظماء البلدان ومؤثريهم وشخصياتهم الفريدة. تحقيقاً لهذا الغرض؛ ومن بعد توافق وإجماع قرارات أخوالي وخالاتي أبناء وبنات الشيخ الوائلي وبتوجيه من نجله الخال الحاج محمد حسن الوائلي، قررت أسرة الشيخ الوائلي ممثلةً بخادمكم سبط الشيخ الوائلي الدكتور وائل الطائي بتحرير طلب تحويل الدار الى متحف، على أن يقدم الى أمانة العاصمة بغداد ، من أجل العمل على تحقيق مطلب بادرة أسرة عميد المنبر الحسيني.

 هل يمكن القول أن خطوة تحويل بيت الشيخ الوائلي إلى مؤسسة تراثية وثقافية قد جاءت من وصاياه ؟

- نعم ، وأستطيع الجزم بقول ذلك، حيث أشهر مصداق عليه؛ يأتي مستشفاً من أهم وصاياه وتوجيهاته الاجتماعية في خطاباته الهادفة، والتي في طليعتها وصيته المعلنة في أواخر حياته في المولد النبوي من العام 2001 في العاصمة البريطانية لندن، والتي دعى فيها الى (ضرورة قيام من تجتمع لديهم عوامل التمكن ؛ بإنشاء مراكز فكرية ومؤسسات اجتماعية من شأنها أن تعزز القيم التربوية في أوطاننا، لكونها مؤسسات متخصصة مهمتها إحياء المواسم العلمية والثقافية الهادفة إلى تعميق آثار الفكر والثقافة في المجتمعات ولكي تغرس العلم والعقيدة في نفوس بناتنا وأبنائنا، داعياً كل من يقوى على ذلك الى أن يعمل ويخطو في هذا الميدان، وضرورة الالتفاف حول رسالة هذه المشاريع ودعمها لأنها أفضل طريق للمحافظة على تراثنا وفكرنا وثقافتنا وديننا).

متحف المنبر

 ما هي الخطوات و المراحل التي شرعتم بها لتنفيذ هذه الفكرة ؟

- في البدء؛ شرعت أسرة الشيخ الوائلي بتنفيذ فكرة تحويل بيته في الكاظمية الى متحف ابتداءَ من تأريخ يوم الأربعاء 22 من حزيران عام 2011 ، حيث تم تقديم طلب أسرة الوائلي بيد سبطه الدكتور الطائي الى يد السيد الأمين الأسبق لأمانة بغداد الأستاذ صابر العيساوي، واستجاب السيد العيساوي عاجلاً بإعلانه قرار موافقة أمانة بغداد على استملاك دار الوائلي والعمل على تأهيله ليكون متحفاً ومركزاً فكريا.

ثم شرعت أمانة بغداد في الإجراءات القانونية المتممة لهدف بادرة أسرة الشيخ الوائلي، الى أن استكملت الخطوات القانونية من قبل الامانة وفقاً لدعوى الاستملاك المرقة (34) للعام 2014.

ثم تعاقبت السنوات وإدارات الأمناء على أمانة بغداد لتنتهي بالأمانة الحالية التي أعلنت في 22 ايلول 2022 إطلاق خطوات الشروع بصيانة وتأهيل وإعمار الدار وتجهيزه ليكون متحفاً ومركزاً ثقافيا ومن بعد انتهاء أمانة بغداد من عمليات البناء والصيانة والتأهيل والتأثيث، تم الافتتاح الأولي البروتوكولي الرسمي للمتحف من قبل رئاسة الوزراء العراقية في يوم السبت الموافق 29 حزيران 2024.

الزمان: متى تشهد الجماهير المحبة والمتابعة للخطيب الشيخ الوائلي افتتاحا عاما لمتحفه ؟

د. الطائي : أستطيع القول المبدأي بأن يوم السبت 12 من أيلول 2024 القادم ؛ سوف يجري العمل على جعله موعد الافتتاح العام للمتحف والمركز الثقافي. حيث وفي العجالة الحالية التي شهدتها خطوات إعداد المتحف وافتتاحه المستعجل؛ تمكن فريق العمل من كوادر أمانة بغداد وفريق إشراف أسرة الشيخ الوائلي من الإعداد الاولي لـ (4) أجنحة فقط للمتحف ، من أصل (11) جناح. وهذه الاجنحة هي:

1-جناح المقتنيات الشخصية

2-جناح الصور

3-المكتب الشخصي للشيخ الوائلي

4-جناح المؤلفات والدراسات

وفي عضون الـ (100) يوم القادمة تعتزم كوادر فريق العمل من أمانة بغداد وفريق إشراف أسرة الشيخ الوائلي على الإسراع من أجل الانتهاء من تهيئة باقي الـ (11) جناح بجميعها والتي ستشتمل على: ( جناح المخطوطات ، وجناح الوثائق ، وجناحي الصوتيات والمرئيات الرقمية، وجناح الأصداء الاعلامية ، وجناح مؤسسة الوائلي الفكرية ، وجناح المكتبة العامة ، وجناح المركز الثقافي ، وغيرها .. ).

مركز ثقافي

  ماذا عن مركز الشـــــــيخ الوائلي الثقافي ؟

- من اصل فكرة تحويل بيت الجد الشيخ الوائلي قررنا ان يكون بيته مشروعا لمؤسستين؛ الاولى (متحف تراثي) والثانية (مركز ثقافي) ولذلك جاري العمل على خطوة الاعلان عن وضع خطة نوعية سنوية ودورية ؛ من أجل تحديد نشاطات وفعاليات مركز الوائلي الثقافي في المتحف، والرامية الى إعداد الندوات والمؤتمرات والنشاطات الثقافية والفكرية والعلمية المتخصصة ، لتغطية مواضيع هامة تعالج قضايا راهنة ومشاكل يشهدها المجتمع المحلي والعربي في شتى المناحي الحياتية من قبيل: الخطابة والوعظ والتوجيه والتربية والتعليم والتشريع وغيرها .. منطلقةً ومستقيةً من نجاح خطاب وأثر ومنهج الشيخ الوائلي المشتهر بالاعتدال والوسطية والكلمة السواء والعلمية والموضوعية واحترام الرأي والرأي الآخر والنقاش الهادئ ؛ قيماً ومبادئاً لها وخططاً تسير عليها لمعالجة هذه القضايا ، وذلك بخطوات تعاون وتنسيق مع الجهات المعنية بهذه الكفاءات من أجل استقطاب الخبراء والمتخصّصين والمعنيين في هذه المجـــــــالات

من داخل وخارج العراق.

  ما هي ذكرياتك

مع جـــدك الشيخ الوائلي ؟

- علاقتي بالجد الشيخ الوائلي أكاد أن أحددها في (5) مناحي هي (النشأة وكوني ابن أسرته – والتربي على أشرطة محاضراته أسوةً بجيلي – والتواصل الهاتفي والكتابي معه – واللقاء المباشر في بيت الكاظمية – وأخيراً بادرتي مع تكليفي من عوائله بأن أكون أمين تراثه ) وأرى تجنيب القرّاء تفصيل ذلك، كونهم في غنى عنه ، وهنالك ما أظنه حديثاً أولى وأفرض من الكلام عني ، لينتفعوا منه.

  في ختام اللقاء ،، هل من كلمة أخيرة نختم بها الحديث عن جدكم العلامة الفقيد الشيخ الوائلي ؟

- أقول ،، بلدنا العراق بلد الحضارات والمعارف والأديان والفكر والثقافة والأدب، و حري به أن يخلد رموزه ويقدمهم أمثولةً للعالم وللمجتمعات ويفخر بنتاجاتهم وانجازاتهم، وان الجد الخطيب الكبير الدكتور الشيخ أحمد الوائلي وما قدمه ويقدمه بعد رحيله ؛ يستحق الخطوات الأكثر والأكبر من الحالية، خطوات من شأنها أن توفيه حقه وتعوض تضحياته العظمى المتمثلة بمحن اغترابه واعتلالات بدنه وفراقه لأهاليه ومآسي إعدام أبنائه ، كل ذلك وأكثر قد عاناه وقاساه عميد المنبر وأسرته في سبيل إعلاء اسم بلده وشأن وطنه عالياً بين المجتمعات والبلدان ، حاملاً اسم العراق ومعتزاً بحمله هويته العراقية كسفير فكري نجفي عراقي فريد، رافضاً عديد العروض المنهالة عليه للتجنس بغير الهوية العراقية .  لذا ونظير جميع هذه التضحيات ؛ ولإننا لم نوفِ المفكر الوائلي حقه - ولن نوفيه - نأمل اليوم من المسؤولين والمعنيين والمتصدين للحكم في العراق ؛ العمل على إيفائه مااستطاعوا  ..حيث يقول المأثور العربي :

ما مات حيٌ ؛ و له أذكار ُ  ..  ولا هُدّ دار ٌ ؛ و لهُ عُمّارُ

والله وحده المستعان ، وهو ولي التوفيق.

 

 

 


مشاهدات 1366
أضيف 2024/07/09 - 4:28 PM
آخر تحديث 2024/12/21 - 12:28 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 149 الشهر 9331 الكلي 10065426
الوقت الآن
الأحد 2024/12/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير