يمكننا تخفيف آلام المرضى سواء كانت بسبب التوتر العضلي أو الشقيقة (الصداع النصفي) إذا عرفنا منشأها.
قد يتمثل الألم في الشعور بأن عصا نارية تخترق العين أو بأن ضربة خفيفة قد اصابت الرأس وجعلته ينبض نبضات مؤلمة وقد يداهمك هذا الشعور دون انذار أو سبب واضح وقد يطرأ حتى في حالات الاسترخاء والسرور وفي أيام الاجازات والنزهات وكلما سرق الألم منك ساعات اللذة والاستمتاع وجعلك تميل الى الوحدة وتناول العقاقير المسكنة تسأل نفسك: لماذا اختارني بالذات ولماذا اختار الألم اللعين هذا الوقت ليداهمني؟ وتحاول يائساً معرفة السبب ولماذا كنت عرضة للألم ثم تحاول البحث عن وسيلة لتخفيفه كأن تأخذ حماما ساخناً او تلجأ الى عقار مضاد للشقيقة (megren ) أو أي دواء مسكن من الادوية التي تكتظ بها رفوف الصيدليات ولسوء الحظ لا يستطيع حتى الخبراء ان يحددوا على الدوام أسباب الم الرأس ولكن العلماء يعرفون انها تشير عموماً الى خلل ما في الجسم يتعارض مع الوظائف الطبيعية لأعضائه واجهزته وكلما عرفنا المزيد عن الذي يداهم رؤوسنا استطعنا ان نكون اكثر قدرة على إعادة التوازن لأجسامنا ومع ان الأطباء لا يتفقون دوماً حول الأسباب المؤدية الى الام الراس الا انهم اصبحوا ضليعين بفشل الاسبرين في معالجة تلك الالام، كما ان الاستخدام اليومي طويل الأمد للمسكنات يمكن في واقع الامر ان يجعل الألم أسوأ ولا يدري احد حتى الان الالية الجسمية وراء ذلك ولكن يكاد ان يكون من المحتم ان لها علاقة بتحميل المستقبلات البيو كيميائية في الدماغ أكثر من طاقتها.
أنواع آلام الرأس:
هناك عموماً أربعة أنواع من هذه الالام التي تقضي مضاجعنا أياما وليالي:
التقلص العضلي الذي يعرف أيضا بألم الرأس التوتري وهو السبب في الغالبية العظمى من أوجاع الرأس ويمكن ان يعالج هذا النوع من الألم بالخلود الى الراحة والاسترخاء.
آلام الرأس الوعائية وهي الناتجة عن الأوعية الدموية المنتفخة التي تهيج مراكز الألم المجاورة لها أو تلم الالام الناتجة عن الاسراف في الشراب أو الأكل أو الجوع الشديد والشقيقة الكتلوية كلها نماذج لآلام الرأس الوعائية.
آلام الرأس الثانوية وهي الالام الحاصلة بسبب مرض أو عطب في الرأس وهذه تتطلب معالجة طبية فورية ولحسن الحظ انها نادرة.
آلام الرأس النفسية أو التحولية وهي التي يفجرها الإرهاق وتكون نفسية بحتة دون أي عرض بيولوجي فالألم هنا حقيقي ولكن ليس هناك أي تقلص عضلي أو انتفاخ وعائي.
وحتى يتم التوصل الى اكتشافات جديدة ليس هناك امام الذين يعانون من الام الرأس الان سوى تجربة الادوية وأساليب الاسترخاء وطرق العلاج الأخرى المتوفرة حالياً وقد جرب بعض المرضى طرقاً كالمعالجة الفيزيائية (التي يمكن ان ترخي العضلات).
أو الوخز بالإبر (الذي يقول عنه الصينيين انه أسلوب ناجح في علاج آلام الرأس) أو الضغط الواخز (المأخوذ عن اليابانيين) والذي يتم بالضغط على الأصابع والابهام وباطن اليد للتأثير في مراكز الشدة في الوجه واعلى الرأس والرقبة.
كلمة أخيرة اختر ما شئت من هذه الأساليب جميعها لكن لا تجعل اليأس يتسلل الى نفسك وتذكر انه على الرغم من ان الكثير من آلام الرأس لا يمكن التخلص منها نهائياً الا انه يمكن حتماً السيطرة عليها.