الصدر إلتزام المنطق السليم
عبد الرضا محسن الملا
ما يميز كتاباته والتي ينشرها على شكل مقالات في صحيفة الزمان الغراء يجد جلّ غايته ارتباطه بمجتمعه العراقي الاصيل دارساً مشكلاته في وقت احوج ما يكون فيه الى القلم الحر وامثاله المخلصين بعد ان نخر فيه الادعياء والمتقولين المتعطشين للظهور الاعلامي المزيف, اقتطف قسماً من مقالاته بعيداً عن المظاهر الاعلامية وسفاسف الامور فهو عندما يتحدث عن حيل البخيل يقول (اذا كان الاتصاف بالبخل مذموماً من كل احد فهو في الحكام والسلطويين اشد قبحاً لانه يؤدي الى ارهاق المواطن بالاعباء المالية), وفي مقالة اخرى (اما انتفاخ اوداج رجال النهب والاختلاس لا تخلو منها دائرة من الدوائر الرسمية فانها الحقيقة الموجعة التي لم يتم الخلاص منها حتى الان وهنا تكمن المصيبة) وعن سحر الجيوب وشراء الذمم والذي اصبح مألوفا لدى البعض لتحقيق مآربهم الخسيسة من اموال حصلوا عليها اتت لهم من الخارج او من السحت الحرام, كتب (اصطياد الرجال بالاموال ليس شيئا جديدا وانما هو ظاهرة معروفة منذ امد بعيد ، وقد كثرت بالعراق الجديد عمليات شراء الذمم والضمائر بالمال السياسي ولكن السؤال المركزي الان ، من هم الذين يصطادون بسحر الجيوب ؟ انهم اشباه الرجال) ودعوته الى التوبة لهؤلاء وامثالهم (هل يصح لانسان عاقل فضلاً عن صاحب الايمان ان يحرم نفسه عن المكافأة الربانية لمن يتوب عن قريب) والسيد حسين الصدر في مقالاته مواكباً لتطورات العصر وهو يجمع بين المدنية والماضي الحسن في مواجهة وعاظ السلاطين الذين اتخذوا من الدين تجارة لغرض الحفاظ على مصالحهم ( ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون- سورة آل عمران ) والصدر كما وصفه الدكتور احمد عبدالمجيد في كتابه ((حسين محمد هادي الصدر منبر تنويري نهضوي)) (يتصف بالزهد ونكران الذات وظل مخلصاً لقناعته وايمانه بالقيم السماوية والروحية وتبني قضية المواطن والمطالبة بتحقيق ما يرنو اليه من عيش كريم وامان وسلام يعم ربوع بلاده) وكتب عنه ايضاً ( وليس غريباً ان ينحاز الرجل الى ضفاف الحالمين بالتغيير من دون ان تغريه مباهج الحياة ) .. والله من وراء القصد.