بغداد على موعد مع الدمار
مرتضى كاظم الزيدي
تتعرض بغداد منذ عقود من الزمن إلى كوارث بيئية تدمر هذه المدينة العريقة التي يقطنها ثلث سكان العراق و التي كانت واحدة من أنظف و أجمل مدن الشرق الأوسط في سبعينات القرن المنصرم والتي باتت اليوم مدينة كونكريتية تتعرض فيها المساحات الخضراء و الأشجار والمناطق الزراعية إلى تجريف واضح يتمثل في تحويلها إلى طابع سكني وغياب للحدائق المنزلية و المساحات الخضراء علاوة إلى منهج حكومي أخر يتمثل في قطع الأشجار في أماكن متعددة بغية إنشاء الجسور أو توسيع لطرق إسفلتية تعزز الواقع البيئي المتردي الذي تعيشه عاصمة البلاد فمع الاكتظاظ السكاني المقلق والهواء الملوث الذي يغذية دخان ملايين السيارات الموالدات و المصانع التي تتوسط المدنية يضاف لها قطع الأشجار المعمرة التي تمثل الرئة التي تتنفس منها المدنية في مناطق الجادرية و العطيفية والمنطقة الخضراء و شارع أو نؤاس و غيرها من المساحات الخضراء التي تم إزالتها بحجج واهية تتمثل في إنشاء جسور أو طرق يراد لها حل مشكلة الازدحام المرورية التي تشهدها المدنية و التي لن يكون حلها بالطرق الترقيعية الحالية التي لن تجدي نفعها و التي ستكون عبارة عن نقل الازدحامات من منطقة لأخرى في حين تهمل الحكومة الإجراءات الحقيقية التي تسهم في تقليل الازدحامات فتترك عاصمة البلاد بلا مترو أو أي نظام نقل جماعي و تسمح بالمزيد من استيراد السيارات وتضع كل الجامعات والدوائر و المؤسسات في الرقعة الجغرافية الأصغر في البلاد وتبقى الأشجار والمساحات الخضراء هي الضحية الأكبر لهذة التخبطات المستمرة و ستبقى المدنية تعاني من لهيب حرارة الصيف بلا غطاء نباتي و بنسب عالية من التلوث والتصحر والجفاف مع سكوت محزن لكل صناع القرار والمسؤولين و صناع الراي على هكذا مجازر حقيقية ترتكب بحق الأشجار والبيئي على حد سواء .