الاستعراض الصيفي وإهمال المعاناة الحقيقية
يونس العبطان
مع بداية كل صيف، يبدأ موسم الاستعراضات والجولات للمسؤولين وأعضاء مجالس المحافظات على أصحاب المولدات الكهربائية ،يشهد المواطنون مشاهد متكررة من الاجتماعات والمفاوضات حول سعر الأمبير الكهربائي، لكن النتيجة تكون دائمًا نفس القصة ،وعود فارغة وزيادة في المعاناة ، كل عام، ومع ارتفاع درجات الحرارة، تبدأ النقاشات الحامية حول سعر الأمبير. يتعهد المسؤولون بضبط الأسعار وإجبار أصحاب المولدات على الالتزام، ولكن الواقع يثبت عكس ذلك. يرفض أصحاب المولدات الرضوخ للقرارات، ويستمر المواطن العراقي في دفع أثمان باهظة للحصول على الكهرباء، بينما يتواصل التقاعس في محاسبة المتسببين الحقيقيين لهذه الأزمة ، المشكلة الحقيقية تكمن في وزارة الكهرباء ، الفساد المستشري داخل هذه الوزارة السيادية هو السبب الأساسي لكل ويلات الشعب العراقي، لقد أصبحت وزارة الكهرباء رمزًا للفشل الإداري والفساد، ومع كل صيف جديد تتجدد آهات المواطنين، ليس فقط بسبب الحرارة الشديدة، ولكن أيضًا بسبب الانعكاسات السلبية على الصناعة والزراعة والاستثمار ، إن الحلول المؤقتة والاستعراضات الإعلامية لن تحل المشكلة ،يجب أن تكون هناك محاسبة حقيقية للمسؤولين عن هذا الفساد ،يجب إحالة كل من يعمل في وزارة الكهرباء إلى النزاهة والقضاء للتحقيق في قضايا الفساد وسوء الإدارة ، فقط من خلال اتخاذ إجراءات حاسمة وصارمة يمكننا أن نأمل في تغيير حقيقي ،بدون ذلك، سيستمر الفساد وستستمر معه معاناة الشعب العراقي. سيظل المواطنون يعانون من الحر الشديد في الصيف ومن الانعكاسات السلبية على كافة مناحي الحياة. إن إنهاء الفساد في وزارة الكهرباء ليس فقط مطلبًا شعبيًا، بل هو ضرورة لضمان مستقبل أفضل للعراق.