فاتح عبد السلام
قبل خمسة أيام مرّ العيد العالمي للبطاطا، وسط تجاهل كامل في الدول العربية، وربّما اعتقدت الحكومات انها نكتة لا ينبغي التوقف عندها.
البطاطا محصول غذائي استراتيجي في موازين عدد من الاقتصادات في العالم. ولعل من المفارقات ان تقع البطاطا وسط الصراع بين روسيا والعالم الغربي، اذ جرى تصنيف روسيا هذا العام من قبل خبراء منظمة الزراعة والأغذية العالمية بانها في صدارة منتجي المحصول الاستراتيجي الذي يمكن ان يسد احتياجات غذائية أساسية، حتى لو جرى الحصار على بلد ما.
الأرض العراقية صالحة صلاحية كاملة لإنتاج البطاطا وبكميات كبيرة، لكن المستور يغزو البلد، والإنتاج المحلي لم يدخل في حسابات اية خطة من خطط البلد ـ غير الموجودة أصلاـ للتصدير وجلب العملات الصعبة وتحريك القطاع الفلاحي المتعب.
لا أدرى ماذا ننتظر في العراق لكي نلحق بركب عالمي في مجال واحد، ربما يكون لنا فيه نصيب من التميز. لدينا إمكانات زراعية وتصنيعية بالاستناد الى المنتوج الزراعي، لكي ليس لدينا أي علامة من علامات التميز في التصدير كما تفعل دول إمكاناتها صغيرة واراضي اقل خصوبة من ارضنا وربما جرداء، من أمثال الدول المحيطة في الجوار.
ربما ننتظر ان يكون هناك يوم عالمي للكبة لكي تندفع جحافل الكبة من معاقلها في الموصل نحو العالمية. او ننتظر يوما عالميا للفسنجون لكي تتحرك وحدات الطوارئ من اوكارها ومثاباتها الواثبة في النجف ذات المواسم الزاخرة المعروفة لغزو ما تبقى من أراضي العالم.
ماهي هويتنا الزراعية، ونحن نعلم أطفالنا في المدارس الابتدائية انَّ العراق بلد زراعي وأرضه من أخصب الأراضي ويجري وسطه نهران عظيمان تحمل الأرض عنوانها منهما.
لا أدري الى متى سيستمر هذا الوضع المتردي؟ ربما سنبقى على حالنا حتى تتحالف «الكبّة» مع «الفسنجون” تحالفاً استراتيجياً يضع حداً لضياع هويتنا الغذائية والزراعية في عالم التصدير والاستثمار.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية