الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المركزية ونهضة البلدان

بواسطة azzaman

المركزية ونهضة البلدان

عبد الرضا محسن الملا

 

 

 

من يتابع التأريخ يجد ان العالم المتمدن ومن لحق به من الدول النامية ما كان له ان يتطور وتحقيق الاهداف المرسومة للمستقبل لولا وجود مركزية قوية اوصلته الى ما كان يطمح اليه, والسلطة التنفيذية هي خير من يمثلها ولا سواها وما عداها يعد ضرباً من الخيال والسفينة كما يقال اذا كثر ملاحيها تغرق ونقيض المركزية الفوضى وهي من تبعات الفوضوية التي ظهرت حينها خصوصاً في الخمسينات والستينات والتي سعت الى رفض سلطة الدولة وتدنيس سمعتها السياسية والفكرية بمغامرات طائشة اخافت الجماهير مع انها كانت تدعي تخليصها من كل انواع القهر والتسلط ثم ما لبثت ان تلاشت فيما بعد لرفضها من الشعوب الناضجة والتي تنشد الاستقرار والنمو الاقتصادي وبناء الدولة, وخير من مثل المركزية في العراق الحديث الملك فيصل الاول وبناء الدولة الحديثة بعد ان مزقتها التكتلات والنزاعات العشائرية اللامسؤولة والتي لا يربطها رابط, والزعيم عبدالكريم قاسم والتأسيس لوحدة وطنية صادقة والابتعاد عن زيف السلطة ومغرياتها وشعار (من اين لك هذا؟), و الرئيس عبدالرحمن محمد عارف شهد العراق خلال حكمه استقرارا واقامة علاقات حسنة مع دول العالم يحترم فيها العراق ومصالحه اولاً, اما البلدان التي فيها احزاباً متعددة وجماعات مختلفة ترى نفسها انها فوق القانون و لاتكترث بما يحصل فيها بل همها الوحيد تحقيق مصالحها الخاصة ورغباتها الذاتية واضعاف السلطة التنفيذية بغية الاستحواذ على ثروات البلاد وايقاف عجلة التطور فيها. وعوداً على بدء رأينا كيف ان دولاً اعتمدت المركزية ممثلة بشخص فيه مواصفات القيادة المتميزة قطعت اشواطاً بعيدة في تحقيق الاهداف وعيش شعوبها بما يليق بها وتجاوز المشاكل والسياسات المحتلفة وركن الماضي العفن جانباً ومثالها المانيا واليابان قدمت  للعالم نموذجا يحتذى به في تلاحم شعوبها واقتصادياتها الباهرة, والرئيس بوتين اعاد لروسيا الاتحادية قوتها وهيبتها بعد ان اراد لها الاعداء في الخارج وخونة الداخل اضعافها وهاهي تقدم للعالم كل مايحتاجه من مواد غذائية وغيرها في مقدمتها الحنطة التي هي مصدر الغذاء العالمي وامريكا حققت لها المركزية قوة اقتصادية وعلوم في كافة المجالات غزت العالم وفيها حزبين اثنين لا اكثر يتنافسان بديمقراطية للحفاظ على عظمتها رغم انهم جاءوا من شتات الارض, وبهذا فان المركزية ممثلة بالسلطة التنفيذية بنت دولاً وحققت شعوبها ما كانت تصبو اليه من تقدم وعيش رغيد وتكافؤ الفرص في كافة مجالات الحياة وهذا ما يسعى اليه العالم المتمدن حاضراً ومستقبلاً.


مشاهدات 555
الكاتب عبد الرضا محسن الملا
أضيف 2024/06/02 - 8:07 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 4:38 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 295 الشهر 11419 الكلي 9361956
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير