ُيُوب لَوْ ثُقُوب
ضياء واجد المهندس
خَرَج أَعْرَابِيًّا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ يَوْمًا» يَحْتَطِب فَوَجَد ذِئْبًا» صَغِيرًا» هَزِيلًا» لَا يَتَمَاسَكَ نَفْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الْهُزَالِ ، فَأَشْفَق عَلَيْهِ الْأَعْرَابِيُّ وَأَخَذَهُ ، وَكَانَ عِنْدَهُ شَاةٌ مَات صَغِيرُهَا فَجَعَل يُرْضِعُه مِنْهَا حَتَّى شَبّ وَتَرَعْرَع .
وَذَات يَوْمَ
خَرَجَ الْأَعْرَابِيُّ كَعَادَتِهِ إِلَى الْجَبَلِ يَحْتَطِب تَارِكًا» الشَّاةِ
وَالذِّئْبِ ،فَاشْتَدّ الْجُوعِ عَلَى الذِّئْبِ فَأَكَل الشَّاةِ .
لِمَا رَجَعَ الأَعْرَابِىّ وُجِد الذِّئْب قَدْ
أَكَلَ الشَّاةَ وَهَرَب
فَأَنْشَأ يَقُول :
بَقَرْت شَوَىهتي وَفُجِعَتْ قَلْبِي ..
وَأَنْتَ لِشَاتِنَا وَلَد رَبِيبُ..
غُذِيت بِدَرِّهَا وَلَدًا» صَغِيرًا»..
فَمَنْ أَنْبَاكَ أَنَّ أَبَاك ذِئْب ..
تَذَكَّرْت هَذِهِ الْقِصَّةِ مِنْ الْمَوْرُوثِ الْعَرَبِيّ ، وَأَنَا أُفَكِّر فِيمَنْ جَعَلْنَاهُمْ يَمْلِكُون زِمَام أُمُورِنَا فَأَصْبَحُوا ثُقُوبًا» سَوْدَاء بَعْدَ أَنْ كَانُوا جُيُوب هَوَاء ..
وَلِلْأَسَف ، لَمْ تَعُدْ فِي الْعِرَاقِ حُكُومَة» ، وَلَمْ تَبْقَ