الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
غزة..محرّك التاريخ الغربي

بواسطة azzaman

غزة..محرّك التاريخ الغربي

جاسم مراد

 

ليس مصادفة أن تكون محركات النضال التحرري من فيتنام الى فلسطين ، واحدة في الأهداف والغايات ، فقبل اكثر من ( 50) عاما أي في نهاية الستينات عام 1968 وبداية السبعينات من القرن الماضي ، نزل طلاب الجامعات الامريكية من مقاعد الدراسة الى باحات الجامعات وشوارع العاصمة والولايات المتحدة الامريكية مطالبين بوقف الحرب وسفك دماء الشعب الفيتنامي وعودة الجيوش الاستعمارية الى مواضعها وبلدانها ، هذا الحدث التاريخي غير مسار الحرب وحققت فيتنام انتصارها التحرري وسقطت سايغون بيد الثوار ، والان وفي القرن ( 21) يعيد الطلبة الامريكيون في عدد كبير من الجامعات وكذلك بعض الجامعات الأوروبية دورة التاريخ انتصاراً لغزة المسبية بالعنصرية والفاشية الإسرائيلية المدعومة أمريكيا واوروبياً ، هذه الدورة التاريخية للطلبة الامريكيون سجلت بدون شك تحول الفكر والرؤى الشعبين الى الفعل في العقلية والممارسة الشبابية والشعبية الأوروبية .

فإذا كانت بعض الساحات العربية والإسلامية تعيش ظروفاً لم تمكنها من النهوض ، فأن أوروبا الطلابية والشعبية ادركت بأن ما يجرى في غزة من إبادة ممنهجة للأطفال والنساء والفتيان لم يعد مقبولاً بالمطلق، ولابد من النهوض لوقف هذه المذابح التي تجرى على مرأى من كل العالم ، وحدث الاحتجاج الطلابي العظيم ونصبت الخيام وصدحت الأصوات بوقف القتال وتحرير فلسطين .

المسألة لم تعد محصورة بوقف تدفق العقلية النازية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ، وإنما بوقف وإلغاء التعاون العسكري والفني والتكنلوجي بين هذه الجامعات والمؤسسات العسكرية الإسرائيلية ، كونها أداة قتل للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية ، فالذي يجري كما يقول المعتصمون في جامعة كولومبيا انها حرب إبادة يشارك فيها المؤسسات العلمية في هذه الجامعات فضلاً عن المؤسسات العسكرية الغربية .

تغير نوعي

ما يحدث في الجامعات الامريكية هو تغير نوعي في الفكر والموقف الشعبي ، ونعتقد على وفق هذه المتغيرات الجوهرية بأن الحالة القائمة ستؤسس لاحقاً على المدى المتوسط الى فكراً ومواقف اكثر تأثيرا في مجريات السياسات الغربية اتجاه بلدان وشعوب الشرق وامريكا اللاتينية ، خاصة وان تلك الجامعات هي التي انتجت الكثير من القيادات التي قادت الولايات المتحدة ، فأن القادم من الزمن سيولّد قيادات جديدة من تلك الجامعات المناصرة لغزة وتحرر الشعب الفلسطيني ، وبالتالي فأن لعبة تهديد ( السامية ) التي تهدد بها إسرائيل كل من يقف ضد سياساتها ويستعملها بعض الغرب لتمرير الدعم العسكري المميت لهذا الكيان الغاصب ، لم تعد ذات قيمة ومقبولة لدى الطلبة المنتفضين ، فإسرائيل الكيان الدموي والذي لايعيش إلا بالقتل والحروب منذ تأسيسه غربيا عام 1948وحتى الان اصبح مكشوفا ومنبوذا في الأوساط الطلابية والشعبية الغربية .المجتمعات الشبابية الغربية هي المؤثرة في تقرير مصير المرشحين في الانتخابات ، ولذلك فأن عمليات القمع للطلبة تكشف بان مايطرح من شعارات الديمقراطية وحقوق الانسان لم يعد ذات قيمة خاصة اذا كان الامر يتعلق بإسرائيل ، أما المنطقة العربية فهي مستباحة باسم الديمقراطية  إذ كان بالإرهاب او الغزوات العسكرية .غزة العزة انتصرت بدماء اطفالها وطوفان الاقصى وعبر ثورة الطلاب في الجامعات الامريكية والأوروبية وان ما القي عليها من قنابل الدمار التي تساوي في فعلها قنبلتين ذريتين حسب تقديرات المختصين أصبحت مادة للرفض الشعبي وتوسيعا لمحاور قتال المقاومة ، ولم يعد أمام إسرائيل وداعميها سوى الإقرار ووقف الحرب والاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ، وهذه الاحداث التاريخية هي التي وثقت بسالة شعب فلسطين وتضامن شعوب العالم معه ، ولم يبقى سوى خطوة واحدة حتى يعترف العالم بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة وعلى الأرض.

 


مشاهدات 126
الكاتب جاسم مراد
أضيف 2024/05/05 - 5:18 PM
آخر تحديث 2024/05/19 - 10:27 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 311 الشهر 7547 الكلي 9345585
الوقت الآن
الأحد 2024/5/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير