الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
رئيس الدائرة عندما يكون في خدمة المواطن

بواسطة azzaman

فم مفتوح .. فم مغلق

رئيس الدائرة عندما يكون في خدمة المواطن

زيد الحلي

 

ليس عيباً الاعتراف ، انني اشعر بالغثيان والكآبة ، حين يفرض عليّ ظرف معين مراجعة دائرة من دوائر الدولة ، وهذا الشعور متأت من تجارب شخصية ، واخرى عامة تصلنا من آلاف المواطنين من خلال رسائلهم التي تصل الجريدة ، فالروتين والتعالي والغرور الوظيفي ، اصبح سيد بعض الدوائر ، ولعل المعاناة والشكاوى التي نشاهدها من خلال برامج البث المباشر من التلفزيونات ، هي خير دليل على القهر المجتمعي الذي يعانيه المواطن خلال مراجعاته لعديد من الدوائر ..

وصدقا اقول ، انني توجست خيفة من ظرف خاص ، توجب عليّ مراجعة دائرة البطاقة الوطنية في المنصور ، لقناعتي  ان هذا الظرف  يعني مراجعات روتينية، تبدأ ولا تنتهي ، لكن في صبيحة الخميس الماضي كنت  ضمن اول  وجبة من الداخلين الى مبنى هذه الدائرة ، وفي استعلاماتها فوجئت بشاب يحمل رتبة عقيد يقوم  بالاطلاع على معاملات المواطنين ، ويرشد اصحابها  الى اماكن    انجازها ، وبفضولي الصحفي ، سألت عن هذا الشاب النبيل ، فقيل لي انه مدير الدائرة ... عجبا ، هل ما أراه حقيقة ؟

ومع فرحي ببداية مراجعتي ، دخلت قاعة دائرة البطاقة الوطنية في المنصور ، فوجدتها نظيفة ، وهذا فأل حسن ، واعطاني شعورا بالطمأنينة ، ولاحظتُ ان عشرات  المواطنين  والكثير منهم مع عوائلهم ، جالسين على كراس جديدة ، بتنظيم جميل ، ثم بدأت الاصوات تنبعث من العديد من  الشبابيك  التي يجلس  خلفها عدد من منتسبي الدائرة  بملابسهم  الانيقة ، بالمناداة على المراجعين، وفق الأسماء المثبتة  على الاضابير، حيث يتم  فحص صور  المستمسكات  ومدى تُطابقها مع الاصلية ، ثم تبدأ الاجراءات الاصولية الاخرى بانسيابية عالية ، لمستها وشاهدتها بعيني ..

وجدتُ ان  العمل الاداري  في هذه الدائرة  التي عشتُ ساعات في اروقتها لإنجاز معاملتي ، كان قائما على اساس التسهيلات اللازمة والخدمة المقدمة بأبسط اشكالها ، وبأحدث الوسائل التقنية التي لا تقبل الخطأ ، وبأساليب بسيطة ويسر لا تؤدي الى تذمر المواطن ، دون نسيان الاسس العلمية التي تؤمن الحقوق والالتزامات لأحواله الشخصية ..

وهنا ، لا يسعني إلا القول بارك الله بكل منتسبي هذه الدائرة التي تعمل بصمت ، متمنيا ان تكون مثالا لبقية دوائر الدولة ، واقدم تهنئة خاصة لمديرها العقيد  « ارشد قيس سلمان « الذي لا يؤمن بالجلوس خلف مكتبه ، بل وجدته مشاركا موظفيه ومراجعيه  في حركة دؤوبة، لفتت انتباهي.

 

Z_alhilly@yahoo.com

 


مشاهدات 137
الكاتب زيد الحلي
أضيف 2024/05/04 - 6:12 PM
آخر تحديث 2024/05/19 - 7:03 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 127 الشهر 7363 الكلي 9345401
الوقت الآن
الأحد 2024/5/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير