تعليقات محبطة
سامر الياس سعيد
رافقت مشوار منتخبنا الاولمبي في البطولة التي يشارك فيها والمؤهلة للدورة الاولمبية التي ستقام لاحقا في باريس العديد من التعليقات المسيئة والمحبطة والتي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي التي ابرزت دورا سلبيا في دعم المنتخب فمع الخسارة المفاجئة التي مني بها المنتخب المذكور امام المنتخب التايلندي بدات الكثير من الاصوات التي تنادي باقالة المدرب وتمرر الكثير من الاقاويل السلبية نتيجة عدم اشراكه للمحترفين او اعتماده على عينة من اللاعبين المحليين حتى تناوسوا ان ظروف المباراة الاولى لاي منتخب تخضع للكثير من التاويلات والافكار خصوصا وان المنتخب لم يخضع لفترة اعداد مناسبة يمكن من خلالها وعبر المدرب استقراء مستويات اللاعبين والتشكيلة المناسبة لهم فضلا عن ظروف المباراة الاولى ومناخاتها يمكن ان تسهم بتقديم مستوى للاعب يختلف عن الانطباع الذي يمكن ان يحظى به في غير مباراة لايمكن اعتماد اي انطباعات راسخة عنها او ابراز جاهزية لاعب وتقديمه لمستوى مامول منه فالكثير من اللاعبين عرفوا بمستويات متباينة وحتى ابرز اللاعبين الدوليين اعطوا انطباع من تاثر مستوياتهم نتيجة الرزونامة المضغوطة فاستذكر ما كتبته صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير نوه عن مباريات ربع النهائي الخاصة بدوري ابطال اوربا حينما لم يقدم كلا من جود بلينغهام او كيليان مبابي وهما يخوضان غمار مشوارهما مع ناديي ريال مدريد وباريس سان جيرمان اي مستوى مطلوب في تلك المباريات وبالاخص دور الذهاب حيث اختفيا تماما امام الميدان وكان مبابي على سبيل المثال ظلا لللاعب بهيبته وسمعته الكروي المعروفة حينما كان ناديه يقارع فريق برشلونة الذي تفوق في غمار تلك المباراة لكن العودة لاي لاعب هي من تمنح الانطباع المناسب وتسهم بتبديد كل المخاوف التي من شانها ان تمنح اي متابع صورة ضبابية تجاه ذلك اللاعب .
اما النسق التصاعدي والذي يمكن ان يكون المؤشر الذي تترسخ عنده كل الافكار والاراء فمن خلال مباراتنا امام طاجيكستان التي عدت بوابة العودة للمنتخب الاولمبي الذي احسن التصرف بنسيان المباراة الاولى وظروفها وعاد من الباب البعيد والضيق ليؤشر عودة عراقية مامولة ومع ذلك بقيت التعليقات السلبية تحيط بكل تبديلات المدرب وتقف بالمرصاد لكل حركاته وسكناته حتى جاءت المباراة الحاسمة التي كانت بمثابة المباراة الفاصلة لتاشير دقة المدرب واعتماده على خطة للاسهام بالخروج بصورة مهمة للكرة العراقية حيث كان المدرب السعودي سعد الشهري الذي يقف وراء المنتخب السعودي ذات شواهد امام المنتخبات العراقية حينما اقصى فريقه الذي عمل معه منذ ان كان ضمن فئة الناشئين اكثر من منتخب عراقي فكانت تلك المباراة ذات طابع ثاري للمنتخبات العراقية التي منيت بالخسارة امام هذا المنتخب وحفلت الصحافة السعودية عبر صفحاته الرياضية بالتركيز على عمل الشهري فعنونت الشرق الاوسط ليلة مباراتنا امام المنتخب السعودي بكون الحذر واجب رغم اداء المنتخب الرائع كونه فاز بمباراتيه قبل ان يتلقى خسارته الاولى التي فقد فيها صدارة المجموعة بينما كان خبراء سعوديون يعولون على ذكاء الشهري في مهمته الاسيوية فكانت مباراتنا امام منتخبه حافلة بالكثير من التكهنات التي نزع فتيلها لاعبونا ليقدروا على انجاز المهمة ويسهموا بالكثير من صور التحدي الذي عرفت عنه الكرة العراقية بالتمــــــــكن من تحقيق الاصعب والافضل في انجاز المهمة والتوجه صوب المباريات اللاحقة بروحية الفوز لتسهم مثل تلك النتائج باخماد ثورة الانتــــــــــــــقادات وتمكن المتابـــــــــــعين بالتعامل بهدور وروية امام مسيرة منتخب طموح يتمنى تحقيق امال الجماهير العريضة التي تقف ورائه .