موقع غير آمن

لينا ياقو يوخنا

دائماً ما يلفت انتباهي مواقع بعض المدارس كونها مطلة على الطريق العام والذي تسير فيه المركبات المختلفة منها السيارات الصغيرة كالأُجرة والخاصة والدراجات النارية واحياناً مركبات كبيرة الحجم والتي تسمى «الحِمل» بالإضافة الى مركبات «التكتك» التي غزت شوارع العاصمة في السنوات الاخيرة.

وان غالبية هذه الطرقات تكون خالية من اشارات المرور وان وجدت فلا يلتزم الناس بقوانين السير وقواعد القيادة السليمة فالثقافة محدودة في هذا الجانب. لذا تعتبر مؤشر خطير على حياة تلامذة المدارس الابتدائية اكثر من غيرهم, لأن مستوى الوعي والادراك لديهم اقل مقارنة بكبار السن, وكثيراً ما يكونوا مندفعين لفرحهم بنهاية الدوام وعودتهم للمنزل مما يضعف انتباههم وتركيزهم اثناء اجتيازهم الشارع.

 ان مواقع بعض المدارس خالية من اجراءات السلامة, وكثيراً ما تقع حوادث خطيرة بعضها تؤدي الى الوفاة في الطرقات التي تشهد حركة كبيرة للمركبات, لذا من المستحسن ان يدرج ضمن اللوائح الخاصة بتشييد المدارس اختيار موقع يطل على الطريق العام الرئيسي, و يفضل ان تكون داخل الشوارع الفرعية في المناطق السكنية فهي آمنة اكثر مقارنة بالشوارع العامة وان كانت تسير فيها احياناً بعض المركبات للأفراد الساكنين فيها لكن تكون قيادتهم غير سريعة لضيق الشوارع.

وان اقتراحنا لبناء المدارس في المناطق السكنية بعيداً عن الشارع العام الرئيسي ليس فقط بسبب فوضى السير بالبلاد فيمكن في هذه الحالة ان نقترح فرض غرامات وكذلك تثقيف سائقوا المركبات والمارة  بالالتزام باشارة المرور وكذلك  انشاء جسور للمشاة. الا ان هذه الاجراءات قد تحمي حياة التلاميذ بدرجة كبيرة لكن لن تحد من الحوادث بشكل نهائي التي قد يقعوا ضحيتها حتى وان تم توعيتهم في المدرسة بضرورة اخذ الحيطة والحذر فموقع المدرسة غير صحيح. لذا يجب اختيار اماكن بعيدة عن الشارع العام لحمايتهم وللحد من ضوضاء الشارع العام التي تؤثر سلباً على الصحة النفسية للتلاميذ وقدرة استيعابهم للحصص.

ان الموقع الجغرافي الآمن للمدرسة مع تكثيف حملات التوعية بقوانين سير المشاة والمركبات من العوامل التي ستحافظ على سلامة التلاميذ.