مأدبة تجمع روابط التآخي وتعيد للموصل سمات الأخوة والتكاتف
سيدة البشارة تضيّف الصائمين على إفطار جماعي لترسيخ مبدأ التعايش
الموصل - سامر الياس سعيد
ضيفت كنيسة سيدة البشارة بالجانب الايسر من مدينة الموصل نخباً موصلية الى جانب طلبة الاقسام الداخلية لجامعة الموصل للافطار على مائدة افطار جماعي اعدتها الكنيسة بمبادرة من راعيها القس عمانوئيل كلو .. وقال موصليون ان (مبادرة كلو اسهمت بتبديد الفكر الداعشي الذي رسخ لاقصاء المسيحيين من مشهد المدينة بالسعي لطردهم في بوادر سيطرته على المدينة مسهما بمحو وجود مسيحي اصيل قارب الالفي عام في المدينة التي مدينة الانبياء) .. وقال الاب عمانوئيل كلو لـ (الزمان) امس ان (مبادرة الافطار الجماعي ودعوة كنيستنا لابرازها ماهي الا لوحة جميلة نسهم من خلالها لترسيخ التعايش المسيحي المسلم في مدينة الموصل وتاكيد صور التكاتف والاخوة التي عادة ما كانت تبرز بمحطات المدينة حينما يتكالب الاعداء لتفتيها فتكون مديتنتا اقوى وارسخ) .
افطار جماعي
مضيفا ان (مبادرة الافطار الجماعي توجهت لدعوة طلبة الاقسام الداخلية من طلاب جامعة الموصل كشكل من اشكال التكاتف وضــــــــــيافة الغريب الذي طالما عرفت به مدينة الموصل). الى ذلك قال مروان حازم احد الطلبة المشاركين بالمادبة ان (مبادرة الكنيسة مهمة وتمنح رسائل الى كل من اعتقد ان الموصل من المدن الطاردة للمكونات فهاهي اليوم تجتمع بقلب واحد لتعزز رسائل المحبة والتالف وتحرق كل رسائل تنظيم داعش التي سعت لطرد هذه المكونات الاصيلة التي تعتبر روح الموصل ونبضها الاوحد) بينما قال الطالب فاضل عبد المنعم ان (مدينة الموصل مدينة الجميع ولايمكن ان تفرق بين واحد واخر وتاريخ المدينة يشهد على تكاتف الجميع في الملمات حيث نقرا على سبيل المثال وقفة اهل الموصل في حصار القائد نادر شاه ومازال المؤرخين يبرزون بكتاباتهم صور ملحمية عن هذا التكاتف مشيرا بان للاعلام دور في اضاءة مثل تلك الصور من اجل ابعاد صورة المدينة التي تعرضت لسيطرة التنظيمات المتطرفة التي زرعت بذور الشقاق في جنباتها لتحل بدلا عنها مثل تلك الصور التي تجمع المسيحي والمسلم على مائدة واحدة) بينما قال مشارك يدعى سهيل بينامين ان (مادبة الافطار التي دعت اليها الكنيسة في مدينة الموصل خطوة في الطريق السليم لبث كل مؤشرات دعوة المسيحيين ممن تركوا الموصل ابان سيطرة داعش او من الذين تركوها بايام الاستهجافات وغياب الامن التي سبقت فترة سيطرة داعش بان الموصل قد تغيرت نحو الافضل وباتت تستقطب الكل للعيش فيها تحت خيمة المحبة والتالف التي تجمع الكل دون استثناء) مشيرا الى انه (على الجهات الحكومية تفعيل المبادرات التي تسمح باعادة مسيحيي الموصل لمدينتهم بعد جملة من المبادرات لاسيما تعويضهم عن الاضرار التي لحقت بهم جراء استيلاء عناصر داعش على منازلهم).
اعادة كنائس
تجدر الاشارة الى ان مدينة الموصل تحوي 33 كنيسة في جانبها المدينة الايسر والايمن وقد تضررت باكملها جراء سيطرة تنظيم داعش الا ان القائمين على كنائس الكلدان والكاثوليك سعوا بمبادرات منظمات غربية لاعادة نحو اربع كنائس كان اولها كنيسة سيدة البشارة للسريان الكاثوليك الى جانب كنيسة مار بولس للكلدان فيما تم تعمير كنائس دير مار كوركيس بمنطقة حي العربي وتعد كنيسة مار توما للسريان الكاثوليك اولى الكنائس المؤهلة بجانب المدينة الايمن حيث خضعت لعمليات تاهيل وترميم وابقي على احد مذابحها المدمر كاشارة لفترة سيطرة داعش وتخريبه للكنيسة كي يحكي للتاريخ ما تعرضت له الكنيسة التي حولها التنظيم لاحد مقراته.