إلى المغرورين بأنفسهم فقط

حسين الصدر

 

-1-

الغرور داء خطير ، والمغرورون بأنفسهم لا يستطيع الناس أن يُحصوهم لكثرتهم .

فهناك المغرور بمنصبه ، وهناك المغرور بثروته ، وهناك المغرور بذكائه وعطائه ..

وهناك المغرور بقبيلتهِ ونسبه .

وهكذا

وعلى هؤلاء خاصة وعلينا عامة أنْ نُصغي لما كان يقوله أمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) اذا ما امتدحه المادح وأطنب في إطرائه .

قال لأحد مُدّاحِهِ :

( أنا دون ما تقول ، وفوق ما في نفسك )

وهذه قمة التواضع، والاّ فانه نَفْسُ رسول الله (ص) في سموه وعلوه ومناقبه وفضائله فلا يكثر بحقه المديح .

وكان ( عليه السلام ) اذا مَدَحَه المادح دعا الله سبحانه قائلا :

( اللهم إنّكَ أعلمُ بي منه ،

وأنا أعلم منه بنفسي ،

فاغفر لي ما لا يعلم )

يقول هذا وهو المعصوم من الأخطاء والخطايا

وحاشاه أنْ يكون قد ابتُليَ بشيء مما يسخط الله او يغضبه.

 وأين المغرورون بأنفسهم من هذا الوهج العلوي الذي يجعل المؤمن شديد الحياء من ربّه إزاء ما اجترحه من تقصيرٍ في طاعته وعبادته وتقديم فروض الشكر له ؟

-2-

وحين استقبله بعد رجوعه من صفين جمع من الدهاقين في الانبار بتعظيم وتكريم تجاوز الحدود المألوفه بين الناس قال لهم :

« واللهِ ما ينتفع بهذا امراؤكم ،

وانكم لتشقّون به على انفسهم ،

وتشقون به على آخرتكم ،

وما أخسرَ المشقة وراءها العقاب ،

وما أربح الراحة معها الأمان من النار «

لم يكن (ع) يٌعنى بالبهارج والزخارف، ولم يكن ينظر الاّ الى ما يوجب الثواب ويبعد عن العقاب .

وهكذا يكون الربانيّ الذائب بحب الله وطاعته .

وهنا تكمن العظمة.

 

Husseinalsadr2011@yahoo.com