انها مثل السيف ذي الحدين:
إما أن تكون سنوات عجاف بصحتها وكسبها ومللها وقلقها وتأنيبها وآمالها الدنيوية الضامرة، وإما أن تكون سنوات عطاء من نوع ذي قيمة أكبر وقناعة وتفهم ورضا وطمأنينة وسعادة.
وبالطبع، فإن لكلا الحالتين اشتراطات في فهمها ودرجات الاستعدادات لها والتعايش معها، دون أن نقفز على اختلافات ظروفها وخصوصياتها اللا ارادية.
فهم الزمن التقاعدي:
لا يمكن لإنسان أن يقدر زمن حياته التقاعدية، فعند بعضهم يطول، وعند بعضهم الآخر يقصر. كما أن صحة الإنسان هي الأخرى تعيش اختلافات كثيرة.
ما يفيد تذكره هنا أنه يجب على الإنسان ان يفهم بتيقن، وانطلاقاً من حياة مليارات البشر على مدى مئات وآلاف السنين، أن هناك لكل حياة نهاية موت محتومة لا يفيد معها علاج طبيب أو وصفة عطار، وبالتالي فإن عليه أن يتهيأ روحياً ونفسياً لذلك، وأن يتذكر أنه لا يفيده ولا يستبقي من شيء خلفه سوى حسن أعماله أو سيئها! حسن الأعمال بما أفاد به خلق الله، وسيئها بما أضر بهم.
من هنا يجب أن يتحدد فهم الإنسان لزمن تقاعده بما يمكن ان يستفيد منه في ما ينفع خلق الله، من ناحية، وتجنب أذيتهم من ناحية أخرى.
اشتراطات الاستفادة من الزمن التقاعدي:
من الطبيعي أن تبدأ تلك الاشتراطات بما اشرنا اليه من فهم لزمن وسنوات التقاعد الوظيفي. كما ان الاستعداد لها يشكل هو الآخر دعماً للاستفادة منها. الاستعداد لها بالقيام بالأعمال المفيدة الممكنة، وربما بالنوعية ذات القيمة القائمة على تراكم الخبرات والمعارف.
لكنني في ذات الوقت انبه هنا، وحتى أحذر، من المبالغة في آمال طويلة عريضة!
حذاري حذاري من جلد الذات أو الرغبة في الانتقام:
لكل إنسان في حياته أحلام لا تتحقق، كما وأن لكل انسان من الأخطاء ما لا تفيد معه غير مغفرة الله وعفو الناس!
فلا تدع لفعل (لو) كنت قد عملت كذا أو لو لم أعمل كذا.
إملأ قلبك غنىً ورضا في عفوك عن من أخطأ اليك.
إزرع شجرة أو إحفر بئراً وفي الأقل قل كلمة طيبة، ولا تنسى أن تشجع الناس على كرم العفو والتسامح!