عرفت البشرية الحروب والنزاعات الخارجية والتوسعات والحملات الاستعمارية والاحتلالات منذ آلاف السنين! وكانت غالبية تلك الحملات والحروب الاستعمارية تجري بأساليب حربية وعسكرية خشنة يذهب ضحيتها آلاف البشر. ولم تكن دوافعها وأسبابها بالمختلفة، من ناحية الجوهر، عن ما يمكن أن نسميه بالامبريالية الناعمة التي باتت كثير من القوى العظمى الامبريالية تنتهجها منذ عقود من الزمان وتحديداً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في منتصف القرن الماضي.
وفي العموم يمكن اجمال أسباب الحروب والاحتلالات الامبريالية، بالآتي:
الأسباب السياسية والاستراتيجية لقوى الهيمنة
الأسباب الاقتصادية في السيطرة على الموارد والأسواق واستغلال القوى العاملة
الأسباب الدينية والطائفية كمحرك واداة تعبئة للقيام بالحروب
الأسباب العنصرية التي تكمن في نفوس وعقول بعض الشعوب
الأسباب التاريخية وعقد الخلافات المطمورة
الاختلافات في ترسيم الحدود وتحديد مناطق النفوذ والسيطرة
هذه الأسباب هي ذاتها من حيث الجوهر سواء في الامبريالية الخشنة أو الامبريالية الناعمة التي تستخدم وسائل الضغط والابتزاز السياسية والدبلوماسية وحتى أساليب الكذب والخداع والنفاق.
ان مراجعة لحروب الامبراطوريات والقوى العظمى قديماً وحديثاً لا تخرج في أسبابها وأهدافها عن ما ذهبنا اليه، لكنها تتنوع في أساليبها وطرقها، وهو ما أحببنا أن نميزه بين الامبريالية الخشنة والامبريالية الناعمة.