إبن أمير الشجن يتحدّث عن رياض أحمد: يعتز بـ (من تزعل) وينطلق نحو الشهرة مع  لا على البال ولا الخاطر  

بغداد - الاء حسين محمد   
من بصرة العراق انطلق ذاك الصوت النقي من بساط تنومة شط العرب مابين نخيلها وقصبها البردي وملوحة ماؤها تدفق ينبوع من جداول انهارها ليسقى شجرة غرست فاثمرت من غصنها صوت شجني طربي جميل ليغرد عليها ذاك المحبوب الاسمر رياض احمد من منا لا يعرف ذاك الصوت العذب  الذي يبكينا ويفرحنا في أن واحد ،ومع نجله احمد رياض احمد كان لنا حوار ليحدثنا عنه :
□ ماذا يعني لك الوالد؟
- والدي صديقي منذ طفولتي لقد رافقته منذ ذالك الحين فإنه كان يعزنا جميعا ولا يفرق بيننا ولكن بالنسبة لي اعتبر معزتي تختلف عنهم لأنني قريب له منذ الطفولة فكان يعاملني معاملة الابن والصديق بنفس الوقت  فيشعرني بذاك الاحساس الجميل ويتحدث عني امام العائلة والقريب والبعيد فكان يناديني دوما بحمودي الغالي  وعندما كنت البس ملابس جديدة واتانق واحلق شعري يتغزل بي كعاشق يتغزل بمعشوقته ويقول لي فدوه للوجه الحلو واذكر  جملة مازالت راسخة في ذهني دائما اسمعها منه  معزتك انت ووالدتي  تختلف عن كل الناس  ولا شيء يتنافس عليكما وحقيقة كان هذا كلام يزيد من شعوري بفرحة كبيرة تغمرني وان أراد يقسم بشي وينهي عليه فيقول وداعة احمدوفرحة .وفرحة هي  جدتي فإن والدي يعزها معزة كبيرة وكان بار بها وهي  أيضا تحبه وكان كثير التحدث عنها وفخور بصبرها   ويقول لنا كانت  أمي دائما  تقول لاخوتي  رياض الوحيد التي كانت ولادته صعبه وانجبته بعملية قيصريه من دونكم  وخوفي عليه أن يصاب بشيء لانه ولد    وعنده صمام في القلب علما لدى والدي سبعة أخوة ووالدي الوحيد بينهم الذي ولد بهذه الطريقة ،الرحلة  معه لن  تكن سهلة لانه ولد من رحم المعاناة وهذا  ماولد عنه  انفجار الابداع المكتوم منذ طفولته وحتى شبابه عاش والدي بين أسرة  ريفية بسيطة والده يعشق الشعر وكان رجل مثقف بالفطرة دون تعليم وجدتي كانت تعشق الغناء ولكنها ليست مطربه فعادة تدندن الأغاني وهي تخبز بصوت عذب جميل .فهذا الجو الاسري اهل لوالدي الانطباع المكتسب بالفطرة فترسخ  بروحه الطرب والغناء حيث كان يخرج بالبلم للعشار ليصداد السمك يغني بصوته اللون الريفي الجميل متاثرا بداخل حسن وغيره إضافة إلى خامة صوته الجميلة التي ساعدته في الانطلاقة وكانت بداية خطواته من المسرح العسكري في فعاليات يقدمونها كعرض فقدمه المرحوم راسم الجميلي لاداء بعض الأغاني للاذاعة ومن بعدها التلفزيون ومن هنا  بدأت الانطلاقة الحقيقية في بداية سبعينات القرن المنصرم ففجر رياض كل ابداعه المكتوم طوال السنين، واحمد الخليل من اختار له اسمه الفني.
مهرجانات دولية
□ لماذا الفنان لم يشارك بمهرجانات دولية وكان قليل السفر الى الخارج؟
- بسبب  احتكار السلطة انذاك لوالدي فكان احد المسؤولين يعشقه بجنون ولايطرب الا على صوته فحبه حب التملك كفنان حيث أن والدي فكر ان يسافر إلى الإمارات ليعمل ألبوم جديد مع فنان عراقي مشهور لكنه لم يقدر لهذه الأسباب .
□ هل تعامل رياض احمد مع ملحنين كبار؟
- نعم تعامل والدي مع ملحنين كبار ومهمين مثل الشاعر الكويتي فائق عبد الجليل وهو من كتب له اغنية سالفة صمتي ولحنها الموسيقار طالب القره غولي لكنها لم تسجل في التلفزيون لكي تاخذ شهرتهاالاعلامية.
□ ماهي أقرب اغنية لقلب الوالد وكان يدندها مع نفسه؟
- اغنية مره ومره القريبة من قلبه ويعتز بها كثيرا التي عرفت إعلاميا بعنوان من تزعل وسجلت عام 86 وكنت انا حاضرا معه حيث اخذت من الوقت 13 دقيقة وبعض ثواني وغناها والدي باحساس عميق لأنها تعني له.شي خاص به ومن كتبها له الشاعر طاهر سلمان ولحنها جعفر الخفاف ولكنها منعت من التصوير التلفزيوني بسبب طول الوقت  فسجلت على الكاسيت وشاع صيتها بين الجمهور عام 96  عندما غناها في مهرجان بابل الدولي ونالت اعجاب الجميع لهذه اللحظة واعتبرها الاغلبية بصمته الخالدة فهؤلاء التؤمة الثلاث قد ابدعا في صياغة تقديمها بعفوية جنونية هادئة وقاتلة رغم ان بداية شهرته بأغنية لا على البال ولا الخاطر وعلما انه كان يردد اغاني داخل حسن للونه الريفي اما بالحفلات الخاصة يغني لمحمد رشدي وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وعبدالله رويشد التي تجمعنا معه ذكريات جميلة.
□ ما هي أجمل المواقف التي تتذكرها معه؟
- في الحقيقة مواقف كثيرة واحده منها عندما تنتهي الحفلة نذهب إلى ساحة الطيران ناكل وجبة إفطار وكان والدي يجمع العمال وياكل معهم وذات مره كانت امرأة محتاجة جدا فطلبت منه مبلغ مالي فرد عليها لاتوجد معي نقود الان اذهبي  وعودي لي غدا سوف اعطيك اجور حفلتي وفعلا في اليوم الثاني عادت واعطيتها المبلغ الذي طلبته فأنا كنت مدير اعماله ورفيقة بكل شيء حتى في رحلات الصيد وتسجيل حفلاته واغانيه.
□ ماذا عن رياض احمد مابعد الرحيل؟
- مازال يعيش بيننا فأني أقيم الجلسات الاستذكارية لتاريخ وفاته وكانت آخرها  عملتها على شكل مهرجان كبير  في مسرح السندباد لاند لقد قمت انا وابني البكر أمير بتنظيم كل شيء والشكر الموصول لرئيس إدارة المدينة لتعاونه معنا حيث كنت انا المعد والمقدم فيه الذي ضم عدد هائل من اصدقائه ومحبيه والفنانين والشعراء وكان مهرجان ناجح جدا ونال اعجاب كل الجمهورلكي  يبقى حاضرا بيننا في القلب والمكان دوما مع ان تاريخ وفاته 7/3 وكان  يوم الجمعة بمدينة الطب التاسعه صباحا علما انه توفي على يدي لم يكن يوم عادي وقاسي على عائلته جدا رغم أنها ذكرى مؤلمة لكنني اصمم على إعادتها في جلسات عديدة لكي أشعر بأن والدي حاضرا بيننا حتى بعد مماته لانه استثنائيا في كل  شيء.