قضايا في كلمات الحروب
عدنان سمير دهيرب
العبثية و الارهاب و خطاب الكراهية و القمع , أنتجت الخوف و عدم الاسترخاء و اليقظة و الحذر الذي ما برح بوابة لحراسة الذات القلقة في عدم الوقوع في المشاكل الاجتماعية و السياسية و المذهبية و ربما الخشية من القتل و العنف في بيئة تُفتعل فيها الأزمات كي تغتال المستقبل . و تثلم عملية البناء من خلال تقويض حرية الانسان .
الحرق
للغاز الذي يرافق إستخراج النفط يبلغ 18 مليار متر مكعب سنوياً . و ما يحرق في العراق يكفي لتوفير إمدادات الطاقة لحولي 20 مليوناً من المنازل الأوربية سنوياً (قناة بي بي سي) و ما زال يستورد الغاز و موافقة الأمريكان بالاستثناء من العقوبات على الجهة المصدرة , و يبحث عن دول تغذي محطات إنتاج الطاقة الكهربائية . و السؤال هل الطبقة السياسية تمارس شكلاً من أشكال العقاب الجماعي لاسيما في فصل الصيف ؟ أم هو إسلوب لاشغال الناس و تحويل الانتباه عن حقوقهم المهدورة ؟
المستشفيات
و الارتقاء بالواقع الصحي يشكل أحد مؤشرات جودة الحياة في البلدان , فيما العراق لم يشيد المشافي منذ أربعة عقود , و يعاني من نقص الاطباء , و يحيل الأطباء الأختصاص الى التقاعد في عمر الـ 60 عاماً . و هي أسباباً أسهمت بذهاب المرضى الى الدول المجاورة و غيرها و العيادات الخاصة التي تستنزف أموال المرضى . هذا الواقع يؤكد أن المرض لا يصيب أجساد المواطنيين فحسب و أنما بنية الدولة التي أصابتها الهشاشة و سوء التدبير و عدم الاهتمام الذي يفضي الى الإعاقة أو السقم المزمن .
السيادة
في العراق غدت شعاراً تتشدق به الاحزاب الحاكمة في البيانات و الخطابات التي تطلقها في وسائل الاعلام و التواصل الاعلامي وفق إتجاهاتها القومية و المذهبية و المناطقية لا الوطنية . و لم تعد جزءاً من البناء الحضاري للبلد . لأن الحضارة وفق ابن خلدون ليست مجرد السكن في الحضر , بل يجب أن يلازم ذلك سيادة أي نظام و إستقرار كي تنمو و تزدهر و تتطور .
ومضة : الحضارة سلم ليس له نهاية , و يجب على الشعوب أن تبدأ من أول السلم , و شعبنا لم يكتشف بعد السلم و لم يسمع بشيء أسمه حضارة , لذلك فأن كل محاولة لإقناعه بغير ذلك خطأ . (عبد الرحمن منيف / شرق المتوسط).