عن أية حماية يتحدث الرئيس الأمريكي ؟

سامي الزبيدي

دعا الرئيس الأمريكي بايدن رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو الى حماية المدنيين إذا نفذ نتنياهو تهديده  باجتياح مدينة رفح  ويهدد رئيس الوزراء الصهيوني منذ أيام  بمهاجمة رفح ودعوة الرئيس الأمريكي بحماية المدنيين في رفح  يعني موافقة بايدن الضمنية على العملية العسكرية الصهيونية في رفح والتي عارضتها اغلب دول العالم بما فيها حلفاء أمريكا وإسرائيل من الدول الغربية لان هذه العملية ستتسبب في مجازر كبيرة ورهيبة في صفوف المدنيين من سكان غزة الذين اكتظت بهم رفح بسبب القصف الصهيوني الذي طال كل مناطق غزة  فهربوا نازحين الى رفح حيث بلغ عدد من نزح إليها مليون ونصف المليون من سكان غزة تكدسوا في منطقة ضيقة لا تتجاوز بضعة كيلو مترات مربعة وعلى المتابعين ان يتصوروا حجم الكارثة  والمجازر التي ستحصل في صفوف المدنيين في رفح بسبب قصف الطائرات والمدفعية الإسرائيلية الوحشي والهمجي لهذه المنطقة الضيقة , ولنسال الرئيس الأمريكي هل قام نتنياهو بحماية المدنيين في غزة رغم دعواته له و دعوات الأمم المتحدة والعديد من دول العالم  ومنظمات حماية المدنين ومنظمات حقوق الإنسان ورغم قرار محكمة العدل الدولية فقد تجاهل نتنياهو وجيشه كل هذه الدعوات وارتكبوا مجازر وحشية  لا توصف راح ضحيتها لحد الآن من المدنيين في غزة أكثر من تسعة وعشرون ألف شهيد 70بالمئة منهم من النساء والأطفال وأكثر من سبعين ألف جريح وآلاف المفقودين بل المدفونين تحت أنقاض المنازل والعمارات السكنية التي دمرها القصف الوحشي الصهيوني  وتم تدمير أكثر من  60 بالمئة من مباني غزة وبناها التحتية تدميراً شبه كامل وشمل التدمير المستشفيات والمدارس ومدارس الاونوروا والمباني الحكومية ومنازل المواطنين والقتل  اليومي للمدنيين والمجازر التي ترتكب بحقهم  مستمر حيث يستشهد يوميا بالقصف الهمجي الصهيوني ما بين 100_ 150 شهيد في غزة وتدمير المنازل مستمر أيضاً وطال حتى مدارس الاونوروا والمستشفيات التي تؤي نازحين مدنيين وإضافة الى القتل والتدمير اليومي المستمر فان نتنياهو وحكومة الحرب المصغرة يمنعون الغذاء والماء والدواء عن سكان غزة المحاصرين بالموت والجوع والعطش ,فعن أي حماية للمدنيين الفلسطينيين في رفح يتحدث الرئيس الأمريكي وهو الداعم لكل جرائم ومجازر نتنياهو وجيشه الوحشية بل هو المشارك فيها من خلال تزويد اسرائيل بمختلف الأسلحة الثقيلة والقنابل الفتاكة والطائرات الحربية وقطع الغيار لها من خلال جسرين جوي وبحري ينقلان يوميا الأسلحة والذخائر والمعدات للكيان الصهيوني ليقتل فيها المدنيين في غزة بالقصف الهمجي والمجازر الوحشية التي لم يحدث مثلها في كل الحروب الحديثة .

مجازر مستمرة

وهذه المجازر وجرائم الحرب والإبادة الجماعية للفلسطينيين مستمرة منذ أكتوبر من العام الماضي والى أيامنا هذه تحت مسمع ومرأى بايدن وحكومته والكونكرس الأمريكي وتحت مرأى ومسمع مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية ومحكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية والمجتمع الدولي  ولا رادع لنتـــــــــنياهو وحكومته الحربية المصغرة المتطرفة لأنهم محميين من بايدن وأمريكا والدول الغربية .

 ولم يقتصر الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني لكي يستمر في جرائمه ومجازره ضد الفلسطينيين عن الدعم ألتسليحي بل تعداه الى الدعم المالي بمليارات الدولارات ناهيك عن الدعم السياسي في مجلس الأمن عندما استخدمت أمريكا حق النقص الفيتو ضد كل قرارات مجلس الأمن الداعية لوقف القتال في غزة ،وبعد كل هذا  وبعد كل  الجرائم والمجازر التي ارتكبها نتــــــــناهو وجيشه بحق المدنيين الأبرياء في غزة يتحدث الرئيس الأمريكي ويطلب من نتنياهو حماية المدنيين في رفح فأية حماية هذه التي يضمنها نتنياهو وأعضاء حزبه وحكومته اليميــــــــــــنية المتطرفة وهم الذين يرتكــــــــــبون افضع الجرائم واكبر المجازر يوميا بحق الفلسطينيين في غزة وفي الضفة الغربية حيث القتل والاعتقالات وتهديم منازل المواطنين هذه الجريمة التي منعتها الأمم المتحدة وكل منـــــــــــظمات حقوق الإنسان لكـــــــــــن الكـــــــيان الصهيوني مستمر في تنفيذها كعـــــــــقاب للفلــــــــــسطينيين في تحد واضح لكل المبادئ والأعراف الدولية وللمــــــــــــجتمع الدولي, فأية حماية  يتحدث عنــــــــها الرئيس الأمريكي بعد كل هذه الــــــــــجرائم والمجازر الوحشية التي ارتكبها نتــــــــنياهو وجيشه وبدعم من بايدن وحكومته ضد المدنيين في غزة ليؤمنها للنازحين في رفح.