سياسيونا ومعايير القيادة والإدارة

سامي الزبيدي

1. بعد الاحتلال الأمريكي للعراق هيمنت على السلطة في البلاد الأحزاب التي جاءت مع الاحتلال والملفت للنظر ان اغلب قادة وسياسيو هذه الأحزاب يفتقرون الى الصفات الأساسية للقادة ومكونات القيادة والمعايير المهمة لإدارة البلاد  فاضطلع بمسؤولية الوزارات والمؤسسات والهيئات سياسيون اغلبهم لا يحمل من صفات القيادة إلا القليل وليس لهم خبرة ودراية  بعلم الإدارة لان الإدارة علم وفن كما يصفها الباحثون وللتغطية على هذه  النقص في المعايير الأساسية لقيادة البلاد وإدارتها فقد ركن ساسة البلاد الجدد وقادتها الى المحاصصة الحزبية والطائفية في تقاسم المناصب والمسؤوليات في الدولة والحكومة وأقصوا الكفاءات العلمية الخبيرة والمهنية والتي تمتلك مؤهلات القيادة والإدارة العلمية عن كل مناصب الدولة والحكومة فعمت الفوضى كل وزارات الدولة ومؤسساتها بل عمت الفوضى البلاد باستشراء الفساد والسرقات الكبرى لأموال الدولة والشعب وانحدرت كل مفاصل البلاد الأمنية والاقتصادية والمالية والعلمية والتعليمية والصحية والخدمية الى الحضيض والى التخبط الواضح واستمرت هذه الحالة الى أيامنا هذه رغم مرور كل هذه السنين من سيطرة الأحزاب الطائفية على مقاليد أمور البلاد والعباد , فما هي مكونات القيادة ومتطلباتها الأساسية ومعايير الإدارة الناجحة التي يفتقر لها اغلب سياسيو البلاد وما هو التعريف العملي للقيادة التي يفتقر لها اغلب السياسيين , تعرف بأنها فن التأثير في مجموعة من الناس وجعلهم يسيرون على منوال معين أو خط اختير لهم من قبل القائد , أو هي نشاط ايجابي يضطلع به شخص تتوفر فيه سمات وخصائص قيادية يشرف على مجموعة لتحقيق أهداف معينة وهي باختصار فن التأثير في الآخرين أما مكونات القيادة فهي

ا . القائد

ب . التابعين له ( الجماعة )

ج. الهدف

د. التفاعلات الشخصية.

متطلبات القيادة

2. أما المتطلبات الأساسية للقيادة كانت دائما تتوج بقوة الشخصية والحكمة والكفاءة المهنية والشجاعة والنزاهة والولاء للجماعة والولاء للوطن.

3. أنواع القيادة

أ القيادة الارغامية وهي القيادة المطلقة أو المستبدة بالاعتماد على المركز والقوة وهي سمة قادة العراق الجدد ولهذه القيادة  مساوئ عديدة منها

أولاً تولد الشعور بعدم الرضا لدى التابعين وتؤدي الى انخفاض عطائهم وروحهم المعنوية .

ثانياً تولد شعور عدائي نحو القائد .

تحقيق اهداف

ثالثاً تؤدي الى ضعف كفاءة التابعين في انجاز الأعمال وتحقيق الأهداف .

رابعاً تؤدي الى تفشي الروح السلبية للتابعين وتجعلهم يكتفون بالعمل الذي يجنبهم العقاب .

خامساً محاولة التهرب من العمل عند غياب القائد.

ب . القيادة الاقناعية التي يفتقر لها اغلب قادة البلاد وهي التي تتحقق باقتناع ورغبة التابعين لا بالخوف والرهبة ومن مميزاتها

أولاً تولد الارتياح والرضا لدى الجميع

ثانياً تؤدي الى روح الجماعة وتولد المحبة والإخلاص في العمل

ثالثاً تزيد كفاءة التابعين في تحقيق الأهداف التي يوجههم إليها القائد وتخلق الروح الايجابية لديهم

متطلبات القائد

4. هنالك ثلاثة متطلبات رئيسية تجعل من الفرد قائداً وهي:

أ .ترتكز القيادة على الفردية .

ب. تعتمد القيادة على الموقف .

ج . تُمنح القيادة من قبل الجماعة .

5. أما الإدارة فتشمل التخطيط والتنظيم والتوجيه , والقيادة تعني التحفيز والرقابة ولهذا فالإدارة تشمل القيادة والقيادة جزء من الإدارة ولا تعادل الإدارة وتوجد القيادة في المنظمات الرسمية أي الوزارات والمؤسسات والدوائر غير الرسمية كالأحزاب والجمعيات والمنظمات الشعبية

6. وفي ضوء ما تقدم من حقنا وحق العراقيون أن يسألوا من اضطلع بأدوار القادة في عراق ما بعد الاحتلال الأمريكي للبلاد هل كانوا قادة فعلاً؟ وهل كانوا يحملون صفات القادة وشجاعة القادة ونزاهة القادة وعدالة القادة وحتى بعض ملامح شخصية القادة وهل حققوا انجازات كانجازات بعض القادة الذين تركوا بصمات واضحة في تاريخ العراق وما هي هذه الانجازات؟

إن انجازات  قادة البلاد وسياسيوها المهمة  بعد الاحتلال الأمريكي هي الفشل في كل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والمالية والعلمية والأمنية والصحية والتعليمية والصناعية والزراعية  والخدمية وحتى الترفيهية , إنها الفساد والسرقات الكبرى لأموال الشعب وثروات الوطن إنها ظلم الشعب وافقارة وتجويعه وتقـــسيمه عرقياً وطائفياً ومناطقياً إنها تدمير بنية المجتمع العراقي وتدمير روحه الوطنية وأعرافه الاجتماعية  إنها باختصار تدمير الوطن وتدمير التاريخ والحضارة والبناء والانجازات وتدمير الشعب وتمزيقه وتفريقه وظلمه وإفقاره وتجويعه  وترويعه وتهجيره انها سطوة الميليشيات المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة وانتشار السلاح المنفلت فحسبنا الله على هؤلاء القادة .