الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المغتربة ليلى وجيه عبدالغني تعشق دجلة وتشتاق لبغداد: أنا أول مقدّمة برامج للأطفال في تلفزيون العراق

بواسطة azzaman

المغتربة ليلى وجيه عبدالغني تعشق دجلة وتشتاق لبغدادأنا أول مقدّمة برامج للأطفال في تلفزيون العراق

 

الموصل - هدير الجبوري

صحيح ان الزمن لايعود لكن الذكريات لاتموت، هذه المقولة خطرت في بالي وأنا اتهيأ لاجراء حوار مع إمراة من الزمن الجميل غادرت العراق منذ 1984 لكن اسمها ظل معروفاً لدى الاجيال التي عاصرت الثمانينات وماقبلها من اعوام. اسمها مرتبط بحقبة جميلة كانت تمثلها هي ووالدها الفنان المعروف الذي ارتبط اسمها به.

هي الدكتورة  ليلى وجيه عبد الغني الخبيرة في علم النفس والاجتماع والعاملة حالياً في احدى كبريات المستشفيات في ولاية مشيكان بالولايات المتحدة،، والممثلة المسرحية ومقدمة البرامج التلفزيونية الخاصة بالاطفال في تلفزيون العراق وابنة الفنان الراحل وجيه عبد الغني:

تحدثي لنا عن نفسك وأين ولدت ونشات؟

- انا بغدادية المولد والروح والانتماء وقد ولدت في بيت جدي لابي في شارع ابي نؤاس والمطل على ضفاف دجلة وكنا نعتبره قصراً منيفاً واجمل مافيه اطلالته على دجلة وفيه مكتبة جدي وابي ومن ثم مكتبتي فيما بعد.. كان دجلة يمر من امام البيت ويقال ان بيتنا كان من اوائل البيوت التي بنيت في هذه المنطقة التي تربط شارع ابي نؤاس بساحة الجندي المجهول واصبح علامة دالة لسواق التاكسي والوافدين للمنطقة حيث سمي ببيت الفنان وجيه عبد الغني. كنت الابنة الوحيدة للعائلة مع اخي قيس وقد اختاروالدي  هذه التسمية لانه عندما كان طالباً في معهد الفنون الجميلة قام بتجسيد دور قيس في مسرحية قيس وليلى.

كيف عاشت ليلى وجيه عبد الغني في بيت فني ويعد من بيوتات بغداد المثقفة أيضا؟

-كنت مدللة عائلتي حيث ادخلوني في مدرسة الحكمة الابتدائية الاهلية واكملت السادس الابتدائي في مدرسة السعدون النموذجية، واكملت المتوسطة ومن ثم الاعدادية في اعدادية الشرقية في منطقة الكرادة. وعلمني ابي السباحة منذ الصغر وكنت اعشق دجلة الذي يمر قرب بيتنا واجلس ساعات طوال احياناً اتأمله واسرح مع حركة مروره وذاك التامل ترك في نفسي الكثير وأثر على تكويني الشخصي وزادني شعوراً بالحلم والتأني.

هل ظل هذا البيت قائماً بعد رحيل اصحابه عنه؟

- لا.. فقد استولت عليه الدولة وبنوا عليه فندقاً وانتهت مع هذا الاستيلاء احلام طفولتنا وشبابنا.

بما ان والدك وجيه عبد الغني فنان معروف فهل حاول بان يزجك بالعمل الفني معه منذ الصغر؟

- نعم ذلك لاني كنت اتردد كثيرا على الاستوديو ومبنى التلفزيون معه لذلك ظلت الانظار موجهة صوبي عند الحاجة لدور طفل في التمثيليات وفعلا قاموا باشراكي باحدى حلقات تحت موس الحلاق وكان دوري صامتاً لاني كنت في الرابعة من العمل وصغيرة على حفظ اي دور..وبعدها ضموني معهم في فرقة 14 تموز ومثلت في تمثيلية (يتيمة) وعيش وشوف ومسلسل الف ليلة وليلة والخالدون ورمضانيات.

متى بدات بتقديم برامج الاطفال في تلفزيون العراق؟

- عندما بلغت 11 عاما بدأت والدتي ترفض استمراري في التمثيل وتتضايق من ذلك بالرغم من اعجاب الكثيرين بي عندما يلتقوني وانا معها عندما نكون خارج البيت ..وبعد عام من توقفي عن التمثيل عرضت علي السيدة (راحيل ثابت) من الادارة التربوية ان تقوم هي باعداد برنامج موجه للاطفال واقدمه انا وكنت في البداية اتشارك تقديمه مع جاسم الصافي وبعد فترة انفردت بهذا التقديم لوحدي.

هل كنت اول مقدمة برنامج للاطفال؟

- نعم كنت اول مقدمة برامج للاطفال في تلفزيون بغداد واذكر في احدى المرات عندما كان رئيس مؤسسة الاذاعة والتلفزيون محمد سعيد الصحاف ارسل احد موظفيه ليناديني وانا خارجة من مبنى التلفزيون وذهبت اليه مع السيدة راحيل وعندما رآني رحب بي وابلغني ان الرئيس احمد حسن البكر قد امتدح برنامجي بعد ان رآه واعجب بموهبتي وطلب ان نقوم بتقديم برنامج يتحدث عن التأريخ والدين وفعلاً تم ذلك وقمنا بتقديم برنامج ثاني أسمه( تحية المساء) الذي خصص لهذا الغرض ونجح بشكل كبيروغير متوقع وقمت بتسجيل عشرة حلقات منه ..

  رقص البالية

هل كنت تجيدين رقص الباليه بالاضافة للتمثيل وتقديم البرامج؟

-كنت طالبة في مدرسة مدام لينا للباليه وقدمت معها عروض كثيرة منها عرض بحيرة البجع  على مسرح الاعدادية الشرقية.

مادور وجيه عبد الغني الفنان والاب في حياة ليلى؟

-هو الاب والمعلم والحامي لي في مراحل عديدة من حياتي وله الفضل في كل شئ وصلت اليه، علمني اسرار الحياة والخطأ من الصواب حتى اشتد عودي.شجعني على الكتابة والقراءة وكان يختار لي الكتب كي اقراها وبعد ان انتهي من قراءتها يقوم بمناقشتي حول محتواها ،،علمني الشعر وحبه للعراق غرسه في داخلي ،، اخلاصه وامانته في عمله وحياتي اصبحت هي طريقي في الحياة ،،كان طيب القلب معي ومع الجميع وقد ترك ذلك اثراً في شخصيتي التي تقترب من صفاته.

ليلى وجيه لم تدخل كلية الفنون الجميلة واختطت لها مساراً ثانيا، لماذا؟

- بالرغم من قيامي بالتمثيل بعمر صغير وتقديم البرامج الموجهة لكني فضلت ان ادخل لكلية الآداب قسم الاجتماع لاني توقعت اني ساجد نفسي في هذا التخصص وفعلا تم ذلك لاحقاً،

كنت آمل قبل اختيار الاداب ان اكمل في القانون لاحافظ على أرث جدي كاتب العدل عبد الغني مصطفى والذي كان من اوائل المحامين في العراق والذي عندما احيل للتقاعد كرمه الملك بساعة ذهبية مرصعة بالماس والياقوت مع كتاب شكر.. وتخرجت من كلية الآداب في العام 1984 وكنت من الاوائل على جامعة بغداد.وبعد ان ظهر اسمي ضمن الاوائل في هذا العام سنحت لي الفرصة بالحصول على منحة دراسية في جامعة ويسترن مشيكان بمدينة كالامازو الامريكية واكملت دراسة الماجستير عام 1985 في حقل الاشراف الاجتماعي.

كان هذا العام بنفس الوقت مؤلما لي عندما ودعت والدي قبل السفر وقال لي انه سوف لن يراني من جديد وفعلا كان ذلك الذي حدث.

وماذا بعد ذلك وبماذا تخصصتي في الماجستير الثانية والدكتوراه؟

- سعيت للحصول على ماجستير ثانية وحصلت عليها فعلا عام 1992 في حقل الادارة التربوية واكملت بعدها الدكتوراه عام 2010 في تخصص ادارة الحالة  وحصلت بعدها على عمل مرموق في شركة للتامين الصحي في مشيكان.

واين عملتي بعد ذلك؟

- عرض علي عمل في مؤسسة اجتماعية وكنت اول اخصائية عربية تعمل في العلاج النفسي في ولاية مشيكان واعمل حاليا في احدى كبريات المستشفيات في الولاية وفي عيادة خاصة للعلاج النفسي كانت لي برامج تتخصص في مشاكل الجالية العربية.

□  لديك مؤلفات عديدة في تربية الاطفال وبحث عن الحمل في سن المراهقة، لكنك كتبت قصة وسيناريو لعمل مسرحي فمتى كان ذلك؟

- قمت بكتابة قصة مسرحية اسمها ( فضفض ياغريب) وهي كوميدية اجتماعية نقدية ساخرة اعدها واخرجها الفنان عبد المطلب السنيد ووضع لها الموسيقى والالحان حسين حامد وقدمناها من على خشبة مسرح ثانوية فوردسون الواقعة في مدينة دير بورن العام 2001 وكل الممثلين في المسرحية من الجالية العربية وكان عمل رائع طرحت به مشاكل المهاجرين الجدد.

اخيراً هل تتمنى ليلى وجيه عبد الغني العودة لبلدها بعد غربة مضى عليها 40 عاما؟

- لااستطيع العودة حاليا ليس لانني لاارغب بذلك بالعكس ولكن بسبب ارتباطي بعملي هنا وكذلك عمل اولادي وابنتي في الولاية وربما اتمكن من العودة بزيارة لاني بشوق كبير لأرى دجلة وبغداد عاصمة حلمي ومرتع ذكرياتي وطفولتي.


مشاهدات 655
أضيف 2024/02/14 - 4:43 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 12:37 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 321 الشهر 11445 الكلي 9361982
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير