الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ربما‭ ‬كان‭ ‬إسمه‭ ‬ديستوفسكي

بواسطة azzaman

ربما‭ ‬كان‭ ‬إسمه‭ ‬ديستوفسكي

علي السوداني

 

مثل‭ ‬عمود‭ ‬كهربائي‭ ‬يحرس‭ ‬باب‭ ‬الزقاق

أنام‭ ‬نهاراً‭ ‬وأصحو‭ ‬ليلاً

لا‭ ‬أحظى‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الود

باستثناء‭ ‬عش‭ ‬الطير‭ ‬الراسخ‭ ‬فوق‭ ‬رأسي

أتزود‭ ‬منه‭ ‬ببعض‭ ‬الهديل

والقليل‭ ‬من‭ ‬الذروق‭ ‬الدافئة

ثمة‭ ‬لصٌّ‭ ‬غبيٌّ‭ ‬في‭ ‬الجوار

يتدرع‭ ‬بكنزة‭ ‬عتيقة

ويغطي‭ ‬وجهه‭ ‬بقناع‭ ‬كورونا

بدا‭ ‬جباناً‭ ‬متردداً

تهتز‭ ‬كتفاه‭ ‬ويدور‭ ‬رأسه‭ ‬حول‭ ‬الجهات

كلما‭ ‬سمع‭ ‬سعالاً‭ ‬يابساً‭ ‬قادماً‭ ‬من‭ ‬حديقة‭ ‬الدار

المنظر‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭ ‬يتجه‭ ‬صوب‭ ‬جريمة‭ ‬ما

خلعت‭ ‬تماماً‭ ‬فكرة‭ ‬إجراء‭ ‬مهاتفة‭ ‬طارئة‭ ‬مع‭ ‬الشرطة

الجو‭ ‬باردٌ‭ ‬وماطر

والشرطيون‭ ‬يتبادلون‭ ‬أنخاب‭ ‬الشاي‭ ‬وسواخن‭ ‬الحكايات

سأدعهم‭ ‬في‭ ‬مكمنهم‭ ‬يتدفئون

ربما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لصاً

قد‭ ‬يكون‭ ‬عاشقاً‭ ‬هائماً‭ ‬مغطى‭ ‬بأقطان‭ ‬ثلج

أتعاطف‭ ‬معه‭ ‬الآن‭ ‬بكثير‭ ‬بهجة‭ ‬وشحيح‭ ‬قلق

وجهه‭ ‬يذكّرني‭ ‬بجان‭ ‬دمّو

أو‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬الراشد

سوق‭ ‬هرج‭ ‬يمشي‭ ‬على‭ ‬ساق‭ ‬وحيدة

كان‭ ‬ينفخ‭ ‬الدخان‭ ‬بقوة

كأنه‭ ‬ركن‭ ‬الدين‭ ‬يونس‭ ‬حمادة

المنظر‭ ‬يتجسد‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬طاقة‭ ‬لقلبي‭ ‬على‭ ‬تحمله

وكائنات‭ ‬مقهى‭ ‬حسن‭ ‬عجمي‭ ‬تنمو‭ ‬على‭ ‬مائدتي

هي‭ ‬رقصة‭ ‬جماعية‭ ‬معزوفة‭ ‬على‭ ‬تمام‭ ‬سلّم‭ ‬بغداد

لقد‭ ‬أحببت‭ ‬هذا‭ ‬الوغد‭ ‬الحميم

لصاً‭ ‬كان‭ ‬أم‭ ‬عاشقاً‭ ‬مفلساً

ولهذا‭ ‬السبب‭ ‬المشين

سأنطفىء‭ ‬وأنام‭ ‬

كي‭ ‬أمنحه‭ ‬الطمأنينة‭ .‬


مشاهدات 259
الكاتب علي السوداني
أضيف 2024/02/06 - 11:35 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 8:41 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 320 الشهر 11444 الكلي 9361981
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير