(على العنوان أكتبلك) تقود أحمد نعمة نحو الشهرة : إنفلات فني وراء موجة هابطة من الأغاني في الكلمات والألحان
الموصل - هدير الجبوري
احمد نعمة مطرب ذاع صيته منتصف الثمانينات وكان هذا في بداية ظهوره في العام 1986 ونالت اغنيته (على العنوان) الشهرة التي تركت له الباب موارباً ليدخل من خلاله عالم الاغنية العراقية بجدارة ..التقيناه مؤخراً لنستعرض وأياه محطات مهمة في مسيرته الغنائية وحديث في شجون الفن والغناء العراقي في الوقت الحاضر:
من يكون الفنان أحمد نعمة واين يجد نفسه بين مصاف مطربي جيله ؟
- أسمي الكامل احمد نعمة كامل وانا من مدينة الاعظمية في بغداد , لم يكن لدي أي نية ان ادخل الوسط الفني لاني كنت مولع بالرياضة وخصوصاً كرة القدم التي اوصلتني للانضمام الى نادي العمال الرياضي الذي كان ضمن مستوى الدرجة الثانية في ترتيب الفرق العراقية وبعدها ألتحقت للعب في نادي شباب الشرطة ولغرض الاستمرار في اللعب بالنادي كان يتوجب علي ان انضم لاعدادية وكلية الشرطة وهذا مادفعني الى ترك اللعب في النادي والتوجه الى الفن..حيث تقدمت للدراسة في معهد الدراسات النغمية وتم اختباري من قبل الفنان قاسم أسماعيل واستمع لصوتي وكانت النتيجة اني كنت من الاوائل حيث لاقى ادائي استحسانه واللجنة, اما عن سؤالكِ أين أجد نفسي بين ابناء جيلي فانا لااستطيع وضع مكانة محددة لي لكون ان اي فنان له جمهوره ومكانته ولاتوجد معايير ثابتة وسياقات منتظمة لتوزيع مكانة الفنانين مع اقرانهم من نفس الجيل..
انت من جيل له جذور راسخة وأرض صلبة لكن هذا الجيل واجه العديد من المصاعب وطريقه لم يكم معبداً بالورود بالاضافة الى تغير الذائقة السمعية.كيف ترى الامر من وجهة نظرك ؟
- في الماضي كانت هناك معايير ولجان واختبارات على الاغنية والنص والصوت وكان كل ذلك يدخل ضمن لجان لكي يتم أستخراج منتوج ومزيج غنائي لاغبار عليه,لذلك جيلنا دخل المعترك الغنائي وهو مسلح بدراسته في معاهد الموسيقى وباشراف الاساتذة الكبار الذين قاموا بتدريسه ومنهم الفنانين ( فاروق هلال,كنعان وصفي,روحي الخماش,طالب القرغولي,شعوبي ابراهيم)وغيرهم الكثير من الاسماء المعروفة وحققنا معهم كجيل مثابرنتائج طيبة وملحوظة بتاريخ الاغنية العراقية..
الى متى استمر هذا الحال من الانسجام والتمازج الحقيقي في الفن ؟
- أنا اعتبر ان الحال أستمر لغاية العام 1993 اي عند استحداث تلفزيون الشباب وبداية دخول الاغنية الهابطة شكلا ومضمونا الى الفن العراقي حيث تم الغاء العديد من اللجان الاشرافية والتي تقوم باختبار المغنين ولغاية العام 2003 غُيبت هذه اللجان تماماً واصبح كل من هب ودب يقوم بعمل اغنية وتصور وتعرض دون الخضوع لاي معايير رقابية حقيقية كما كانت في السابق واستطيع ان أختصر الحال بالقول كما كان هناك ( إنفلات امني) أعقبه ( إنفلات فني)..
هل تعتبر ان الاغنية التي تنتمي للثمانينات وكذلك اغنية التسعينات مازال صداها راسخاً في مسامع الجمهور ؟
- الاغنية التي ذكرتيها كانت تستند الى دراسة أكاديمية واختبارات حقيقية مدروسة من لجان رصينة وكذلك الموهبة كانت تتسيد الموقف وهذا بالتأكيد جعل منها تترسخ في اذهان الجمهور ولحد الان مازال المستمع يتذكرمعظمها بل يشعر بالسعادة عند سماعها..
من اين يمكننا اعتبار البداية الحقيقية للفنان احمد نعمة ؟
- البداية كانت من معهد الدراسات النغمية كما اسلفت بالتحديد من العام 1980 لغاية 1986اثناء الدراسة فيه وانا اعتبر انطلاقتي الحقيقية منه الى الوسط الفني حيث كان اساتذتنا يتوسمون فينا الطاقات الايجابية المثابرة واننا نمتلك اصوات ستترك بصمة فيما بعد في الفن العراقي وكانوا يرسلوننا بايفادات الى الخارج للمشاركة في المهرجانات الغنائية التي تمثل البلد لثقتهم باصواتنا وقدراتنا..
اساتذة كبار
هل كان لاحد فضل عليك في تاكيد موهبتك ؟
- بالتاكيد كل اساتذتي الكبارالذين درسوني في المعهد ( شعوبي ابراهيم علمني المقام وروحي الخماش علمني الموشحات والاخرين الذين اسهموا بتعريف الجمهور بي ومنهم الملحن فاروق هلال الذي قدمني في البرنامج الاذاعي (أصوات شابة) منتصف الثمانينات وغنيت فيه مع كوكبة من المغنين منهم كاظم الســـــاهر ومحمود انور, واشراكي في الـــفرقة النغمية العراقية في الثمانينات ..كذلـــــــك اذكر دور الفنان قاسم اسماعيل الذي وضعني على اول الســـــــلم عندما قبلني في المعهد كما ذكرت.
أي اغنية كانت سبباً لشهرتك وهل شاركت بافلام اومسلسلات ؟
- عام 1986 غنيت اغنية (على العنوان اكتبلك) وكانت بداية الشهرة وفي عام 1988 غنيت اغنية (يصبرني الي مايدري بعلتي) ولفتت انظار المخرجين فقاموا بأشراكي في فيلم (حمد وحمود) ووقفت أمام قاسم الملاك وشذى سالم لأمثل واغني في الفيلم.. ومثلت في مسرحية (المحلة) وغنيت بها أيضا وكان ذلك في العام 1986, كذلك شاركت في مسلسل (ودار الزمن) مع غازي التكريتي وآسيا كمال.
اغانيك تتسم بالهدوء في الاداء والرصانة في اختيار الكلمة ..فهل انت صاحب شخصية هادئة في الحقيقة بعيدا عن الفن ؟
- لكل فنان شخصية سواء في الحياة او الفن او أي مهنة اخرى وفعلاً الهدوء أحدى صفاتي واختيارالاغاني يجب ان يتناسب مع مستوى الوعي والادراك والصوت الذي يملكه المغني والمطرب ,,انا كنت استطيع تأدية الاغنية الخفيفة لكني فضلت ان اختار الاغنية التي تتناسب مع شخصيتي وامكاناتي الغنــــــائية الهادئة..هي صحيح اغاني هادئة لكني اعتبرها دسمة وغنية بالكلمة واللحن والايقاع واللحن الصعب..
الفنان احمد نعمة مازال يفضل العيش بعزوبية بعد تجربة زواج سابقة مالسبب ؟
- احد اصدقائي المقربين تحدثت معه يوما ما عن سبب بقاءه دون ارتباط فأجابني انه لايحتمل مراعاة نفسه فكيف سيتمكن من تحمل مسؤولية الاهتمام بغيره..وانا وجدت في كلامه الشئ الصائب فمن الصعوبة علي الان وانا بهذا العمرالذي وصل للستين ان اُنشئ أسرة من جديد فربما ساظلمها معي لذلك فضلت البقاء هكذا, وسعادتي الحقيقية هي بالتواصل مع اولادي من الزواج السابق رغم ان هذا التواصل تعرض للتأخير بسبب الظروف.
العديد من الفنانين من ابناء جيلك والاجيال التي سبقتك تشعر وانت تتحدث اليهم بشئ من الغصة في دواخلهم مالسبب ؟
- أعتبر ان سبب الغصة هو لعدم وجود مؤسسات فنية كباقي الدول الذي سرعان مايصبح الفنان فيها نجماً وذلك لالتزامه من شركات ومؤسسات فنية تدعمه, والفنان العراقي يجري خلف النص واللحن ومكان التصوير وربما يصرف كل ذلك من جيبه الخاص ,,كذلك نجد ان الفنان العربي مفضل وله اولوية في البث العراقي قبل المطرب العراقي .
أخيراً هل ترى بصيصاً من الامل في عودة الاغنية العراقية الى سابق عهدها ؟
- الفن العراقي الان يفتقر الى الرقابة لذلك السطحية الموجودة في بعض اغاني هذا الوقت اعتبرها مخزية لدرجة كبيرة,لماذا لانختار كلمات رصينة ومفردات تتناسب مع مجتمعنا وعاداته ومبادئه ..هذا يستخدم مفردة الخبز وذاك يستخدم مفردات بعض الامثال الشعبية الرثة ووووو غير ذلك الكثير ,,الفن العراقي كان له بصمة وتاريخ لدرجة ان احدهم في تونس عام 2011 سألني عن حال ناظم الغزالي وكيف هو والاخير متوفي من اكثر من 60 سنة..ولااعتقد ان الاغنية ستعيش كما عاشت اغاني الماضي لمجمل الاسباب التي تحدثنا عنها،لكننا نأمل ان ان يعود الطرب والفن العراقي والفنان العراقي للتمرين الصحيح على الاغاني بطريقة سليمة مدروسة واختيار مفرداته باتقان وكذلك اللحن المناسب لكل اغنية.