الطائرات المسيّرة المجهولة
علي إبراهـيم الدليمي
أصبح كل شيء في العراق العظيم، مكشوف جداً للأخرين، وأقصد للمخابرات الخارجية، وللمخربين والعملاء، كالإنسان «العاري» من الملابس في المجتمع، حتى من ورقة «التوت». فالسماء تجول فيها وتصول غربان الأعداء، من جميع الطائرات «المسيرة» و»القاصفة» و»نقل الركاب» بدون موافقة، كالذباب الذي يملأ جو السماء، وكذلك الأرض مفتوحة على مصرعيها من كل الجهات، دون حسيب ورقيب، إرهابيين، وسيارات مفخخة، ومهاجرين من بلدان أخرى، ومن هب ودب، أما دوائرنا الرسمية، وغير الرسمية، فقد أصبحت «سفارات ثانية» لدول أخرى، مرحب بها ومعززة.. ويطول الحديث المؤسف والمخجل عن هذا الموضوع «المزعج» جداً بالنسبة للعراقيين الشرفاء الذين يدافعون بشرف وغيرة عن حياض الوطن بكل السبل، وبقلوبهم، في أضعف الإيمان.. والقوة.
أكتب هذه الكليمات القليلة الموجهة.. والكبيرة جداً في فحواها: السياسي، والإجتماعي، والوطني.. والإنساني، ما لم نقف عليها بضمير ووازع أخلاقي ومهني عميق.
ما حز في قلوبنا المكلومة نحن العراقيين جميعاً.. أن سماءنا، مليئة بالطائرات المسيرة، وهي تسجل التفاصيل، وتقصف بدقة أماكن (عسكرية، وأمنية)، عراقية، وتخرج لنا نتائج الأخبار المشينة، ضد مجهول، ولا يعرفون لمن عائدية هذه «المسيرات» سبحان الله؟!
أنا على يقين تام وكبير.. أن هذه الرسالة ستمر مر الكرام.. «إن قرئت».. لأن الجميع مشغول في كيفية سرقة المال العام، والتمسك «بالكرسي».. بل سنقرأ على العراق.. السلام!