الدرويش يجمع ما بين الفوتوغراف والتشكيل في نوافذ الزمن
الموصل - هدير الجبوري
ضيف فرع نينوى بجمعية الفنانين التشكيليين المعرض الفوتوغرافي الضوئي الثالث
للتشكيلي والفوتوغرافي الموصلي أنور الدرويش واقيم المعرض تحت عنوان ( نوافذ الزمن )وقد افتتحه رئيس فرع الجمعية بنينوى خليف محمود المحل بحضور عدد من الاعلاميين والمهتمين بفن التصوير الفوتوغرافي .وقال المحل عن المعرض (الفنان انور الدرويش استطاع ان يجمع مابين التصوير الفوتوغرافي والفن التشكيلي حيث تمكن من توظيف الضوء مع الرسم ..حيث ان الفوتوغراف يعتمد على الضوء فعندما نقول ضوء معنى ذلك انه سيتوفر لدينا ظل يحقق البعد الثالث والعمق في الصورة الفوتوغرافية التي هي عالم خاص بحد ذاته..
وقد أجاد الدرويش في هذه الحالة كونه رسام وقد جمع مابين الرسم والتصوير الفوتوغرافي..
واستطاع ان يوثق الحياة الشعبية الموصلية البسيطة وفن العمارة القديم ومنها البنايات القديمة الآيلة للسقوط حيث تمكن من جعلها عالم خاص وكل مبتغاه الحفاظ على هذا الطراز من العمارة في هذه المدينة (الموصل )التي تعرضت لابشع انواع الخراب والدمار..وقد استطاع الدرويش ان يوثق حجم هذا الخراب من خلال عدسته واختياره لبعض الامكنة والمساحات الجميلة التي تلاعب بها بالضوء وتمكن من الرسم به ليحقق عملا فنيا جميلا وتوفق في ادخال عنصر الجمال والتوثيق والتقنيات الفوتوغرافية التي أجاد مزجها بين الضوء والظل ).
وعقب الاعلامي صباح سليم علي قائلا ان (المصورين الضوئيين المطلعين على هذا الفن يعلمون ليس هناك فن تقني أكثر غزارة من الفوتوغراف لأنه وببساطة المادة الصورية
الحية ألتي تحيط بكل التفاصيل .مثلما تعكس بذات الوقت الدقة والجوانب المتعددة من يقظة الحياة والسر هنا لايرتبط فقط بأهتمامات القاعدة العريضة من مزاولي هذا الفن الرفيع
كهواية أو وسيلة من وسائل البحث المعرفي والعلمي بغية التوصل من خلاله ألى حقائق جديدة في أطار الدراسة والتوجه والأختصاص. بل وألى جانب هذا هناك في الأولوية ظهور أجيال جديدة من وسائل الأبصار المتطورة ألتي أستطاع من خلالها المصور أن ينظر لعالمه بذات السعة والأنفتاح والتوهج ولا يكتفي من بعد ذلك ألا حين يقلب بصره بأستحضار مكثف للذات مع الحقائق المعاشة وسمات الوقت ومتغيرات الزمن مستعيراً بهذا المعنى العدسات
القصيرة ألتي تقربه من الموضوع أكثر وبالسياق عين السمكة التي تعطيه أنفراجا» تقوسيا» وثانيا»عدسة عين الطائر المنفرجة على المحيط في الأعلى. حيثما أراد في أطلالته
على الحقائق المرئية القريبة منها والبعيدة ..ويعتبر أنور الدرويش أحد المحترفين في فن الفوتوغراف وهو أمتدادلمدرسة مراد الداغستاني وكوفاديس وأرام كورديان وأكوب
ونور الدين وحازم باك مع أن الأخير إدخل الألوان على صوره الفوتوتغرافية. وكذلك فعل أنور الدرويش موخرا».لكنه يفضل التصوير باللونين الأسود والإبيض. ذلك أن مجال التعبير الفني بهما أكبر من مجال التصوير بالألوان .وأن التصوير بالأسود والأبيض مسيطر عليه أكثر من التصوير بالألوان لكونه يعطي الحرية الحرية الأكبر بالتعبير. .والألوان تمسح
الضوء والظل .وتجعل الصورة تبدو بدون ظلال بينما في في الأسود والأبيض. يمكن أبراز ذلك بوضوح. ويقال أن العمل الفني كلما كان مجردا» من عناصر الواقع كان أقرب ألى التعبير الفني الذي هو ليس نسخاً لواقع وهكذا نرى أن فقدان الألوان في الصورة ( الأبيض والأسود) هو تجريد أحد عناصر الواقع. ناهيك عن التكاليف الباهضة للتصوير بالألوان. ..أن الفوتوغرافي أنور الدرويش يحرص في معظم صوره على وجود أنسان أو على شيء يدلل على وجوده).مضيفا(ولكن ماهي صفات الأنسان ألذي يبحث عنه؟ أنه يبحث عن المنهمكون في العمل ويصورهم أثناء أستغراقهم بأيقاع العمل ..الذين يعانون من قسوة العمل لأجل لقمة العيش ..تكفيهم لهم ولأطفالهم ...يبحث عن الناس البسطاء.والمتعبين وعن وجوههم المتعبة المجعدة ألتي أرهقتها الحياة. والتعب وحفرها الزمن بشكل مريع ....في سنوات بعد تحرير المدينة من العصابات الاجرامية ويحمل كاميرته ويتجول في أزقة المنطقة القديمة ليوثق الخراب والدمار الذي حل بها ...ومع أن ما حصل. يجثم ثقيلا على كاهل الناس. فأنه يحاول أحيانا أن يضفي على الأنسان والمكان مسحة شاعرية تخفف من قسوة وشراسة ماجرى).