المواطنة سبيل التعايش السلمي
محمد بهجت ثامر
يعد مفهوم المواطنة أحد أهم المعايير التي تميّز الشعوب المتقدمة والتي نجحت في بناء دول عظمى .
اذ كلما ترسخ الانتماء للوطن وانصهرت المكونات في بوتقة واحدة، كلما اقتربت الدول من تحقيق السلم الاجتماعي والتنمية المستدامة وتراجعت الانتماءات القبلية و الفئوية و الجهوية الضيقة.
وهنا اقتبس مقولة سيد البلغاء الامام علي بن ابي طالب «عليه السلام» «النّاسُ صِنْفانِ إمّا أَخٌ لَكَ في الدِّيْنِ، أو نَظِيرٌ لَكَ في الخَلْقِ» تلك الحكمة الشهيرة التي لا تزال ترن في أسماع الدنيا وتتناقلها الأجيال.
ليست حكمة فحسب ، بل هي تعبير صارخ عن ضرورة الايمان بحق كل مكون بالتعايش السلمي ، استوطن ارض العراق العديد من الاقوام البشرية منذ القدم لخصوبة ارضه ووفرة مياهه وكونت اعرق الحضارات الإنسانية كالسومريين والأكاديين والبابليين والآشوريين، ثم العرب الذين استقروا في الهلال الخصيب ويعد المكون المسيحي أحد اقدم المكونات في العراق وهو جزء لا يتجزأ من تاريخ العراق القديم والحديث واجه هذا المكونات الأصيل تحديات وجودية بعد عام 2003 من قبل التنظيمات الإرهابية وازدادت هذه التهديدات عام 2014 ابان ظهور تنظيم داعش الإرهابي في الموصل.
اذ تعرضت املاكهم للسرقة وهاجر الكثير منهم ، وما يحدث الان من حملة ممنهجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاستهداف هذا المكون الأصيل وفي موعد أعياد الميلاد المجيد بعد خطاب ألقاه بطريرك الكلدان لويس روفائيل ساكو خلال قداس عيد الميلاد بحضور شخصيات سياسية ودينية، يفتقر لأدنى معايير الانسانية ولست هنا بصدد الدفاع عن «ساكو» فهو ان كان يقصد هذه المفردة فتلك طامة وان خانه التعبير فتلك طامة كبرى فبحكم منصبه الهام رئيس أساقفة الكنيسية الكلدانية من المفترض ان يكون محنكاً ومتحدثاً جيداً ويبتعد عن المفردات التي تثير الجدل.
لذا نقول ان المواطنة بين مكونات الشعب العراقي مسؤولية مشتركة بين الحكومة والشعب ولا يمكن التخوين لهذا المكون او ذاك لمجرد حادثة عابره عندها سنصل لمستقبل يكون فيه الانتماء للوطن فوق كل اعتبار.