محنة البحث عن الرؤساء
جبار المشهداني
مثلما لم ينجح الإطار الشيعي في حسم مرشحه لرئاسة الحكومة الجديدة لم ينجح التجمع السياسي السني في إختيار مرشح وحيد لرئاسة مجلس النواب العراقي الجديد ولا يختلف الحال لدى القوى السياسية الكردية إزاء منصب رئيس الجمهوية .
وفي قراءة بسيطة لمعرفة تعقيدات المشهد السياسي العراقي ينبغي لنا أن نقف عند عدد من النقاط الجوهرية التي تقف وراء حالة الإنسداد التي يشهدها العراق والتي قد تمتد لشهور طويلة قد تصل إلى منتصف العام القادم .
أهم هذه الأسباب عدم وجود تقاليد عمل سياسية راسخة لدى الأحزاب التقليدية منها والمستحدثة وهو ما ساهم في تشظي وإنقسام معظمها حتى إننا نجد صعوبة بالغة في تشخيص حزب واحد حافظ على بنيته الأساسية وربما يكون الحزب الديمقراطي الكردستاني هو الوحيد المستثنى من هذا الوباء السياسي العراقي بإمتياز .
والسبب الثاني هو إنتظار الحل القادم من خارج الحدود لحسم الصراع داخل كل مكون سياسي بما ينسجم مع مصالح هذا الطرف الإقليمي أو الدولي .
والسبب الثالث هو تفشي ظاهرة ( فائض القوة ) لدى معظم السياسيين الشباب أو الجيل الثاني وربما الثالث الأمر الذي يذكرنا بمسرحية( العيال كبرت ) فصرنا نشاهد ونسمع تصريحات من هذا السياسي أو ذاك تعكس وهمه الشديد وغفلته وفقر مستشاريه المقربين عن القراءة الحقيقية للمشهد السياسي العراقي ورماله المتحركة بسرعة خيالية .
وفي تقديري إن كل الأسماء التي تطرح الآن وما يشاع عن ثنائية الصراع على هذه الرئاسة أو تلك لن يكون لأصحابها أي فرصة حقيقية في قادم المشهد السياسي العراقي وستكون هناك مفاجآت لم تخطر في بال العيال الذين تضخموا بسرعة قد تطيح بهم في أي مطب سياسي مباغت .