من سينتزع البون بون العراقية؟

مجيد الكفائي

بعد عامٍ طويل من المخاض السياسي الثقيل، وما صاحبه من أزمات محتدمة وانقسامات واضحة، وصل المشهد العراقي يوم الثلاثاء  الماضي إلى ولادة سياسية لا تخلو من النحس  . فمرة أخرى، فشلت القوى السياسية الشيعية في تحقيق فوز حاسم يجعلها الكتلة الأكبر القادرة على تسمية الرئاسات الثلاث دون شركاء، لتعود أزمة التكليف إلى الواجهة وتبقى مفتوحة على مجهول سياسي طويل الأمد.وسط هذا الارتباك، يجد الإطار التنسيقي نفسه أمام تحدٍّ حقيقي؛ إذ يواجه تصاعد نفوذ كتلة الإعمار والتنمية بقيادة محمد شياع السوداني، الطامح بثقة إلى ولاية ثانية. وتزداد حساسية الموقف مع إمكانية أن يتمكّن السوداني من تشكيل تحالف قوي مع القوى الكردية والسنية، وهو سيناريو يبدو قابلًا للتحقق بسهولة في ظل التوازنات الحالية.ومن هنا يتجدد السؤال الجوهري:

هل سينجح السوداني، في حال عزز تحالفه مع المكونات الكردية والسنية، في انتزاع “البون بون” العراقية؟ وهل يملك الإطار الأدوات السياسية اللازمة لعرقلة هذا المسار إذا ما اتضح أنه يسير بثبات نحو ولاية جديدة؟

إن ما ستكشفه الأسابيع المقبلة سيحدّد ملامح المرحلة القادمة:

فإما أن يتجه العراق نحو تحول سياسي مختلف يعيد ترتيب موازين القوى، وإما أن يعود إلى تفاهمات تقليدية تكرر المشهد ذاته الذي لازم العملية السياسية منذ سنوات.