الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مؤتمر شرم الشيخ.. آفاق السلام وتحليل الأبعاد وحل الدولتين

بواسطة azzaman

مؤتمر شرم الشيخ.. آفاق السلام وتحليل الأبعاد وحل الدولتين

احمد فكاك البدراني

 

في ضوء التطورات الإقليمية والدولية التي تشهدها المنطقة، جاء مؤتمر شرم الشيخ كمنصة جديدة للاجتماعات الدولية من أجل البحث في سبل إحلال السلام بين الفلسطينيين و (الإسرائيليين).

يأتي هذا المؤتمر في وقت حساس بعد فترة من التوترات والصراعات التي شهدتها الأراضي الفلسطينية، وخصوصًا الحرب الأخيرة في غزة.

يحمل مؤتمر شرم الشيخ في طياته أبعادًا متعددة تتعلق بالمسارات السياسية المستقبلية، والتحديات الكبرى التي يواجهها حل الدولتين، فضلاً عن تأثيراته المحتملة على الأمن والاستقرار في المنطقة.

أهداف مؤتمر شرم الشيخ

أُقيم مؤتمر شرم الشيخ في مصر في وقت كان فيه الوضع الفلسطيني في غزة والضفة الغربية في غاية التعقيد بعد الصراع الذي نشب بين حماس و (إسرائيل). هذا الصراع جعل الأوضاع الإنسانية والاقتصادية تتدهور بسرعة، مما دفع العديد من الأطراف الدولية والإقليمية إلى التفكير في كيفية تحقيق وقف دائم لإطلاق النار والعمل على إيجاد حلول سياسية مستدامة. ركز مؤتمر شرم الشيخ على إعادة إحياء عملية السلام والتأكيد على حل الدولتين كإطار رئيسي للتوصل إلى تسوية نهائية.

كانت مصر وقطر و الأردن و السلطة الفلسطينية من بين المشاركين الرئيسيين في المؤتمر، إلى جانب ممثلين عن دول غربية وإقليمية ذات تأثير كبير في القضية الفلسطينية مثل الاتحاد الأوربي الولايات المتحدة التي كان دورها الأبرز في شرم الشيخ بعد ان هددت بعض الحكومات العربية بالانسحاب في حال مشاركة (نتن ياهو ) في أعمال المؤتمر ومنها العراق والعربية السعودية وقطر ومصر.

من بين الأهداف الرئيسة للمؤتمر:

1- تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والضفة الغربية والعمل على توفير آلية مراقبة مستقلة للتأكد من التزام الأطراف به.

2- مناقشة إعادة إعمار غزة بعد الدمار الكبير الذي خلفته الحرب الأخيرة، وتوفير الدعم الإنساني اللازم للسكان.

3-التحضير لعملية سياسية شاملة تهدف إلى التوصل إلى حل شامل للسلام على أساس حل الدولتين، بما يضمن حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.

4- بحث سبل استئناف المحادثات بين السلطة الفلسطينية و(إسرائيل)، بما يشمل قضايا الوضع النهائي مثل الحدود، القدس، اللاجئين، والأمن.

أبعاد المؤتمر في سياق حل الدولتين

 أصبح حل الدولتين – أي إقامة دولة فلسطينية إلى جانب (دولة إسرائيل ) – نقطة محورية في المحادثات السياسية منذ عقود، لكن الطريق لتحقيقه كان دائمًا محفوفًا بالتحديات.

الحرب الأخيرة في غزة أضافت طبقة جديدة من التعقيدات، حيث أسفرت عن مقتل العديد من المدنيين من الطرفين وزيادة الحقد والكراهية بين الفلسطينيين (والإسرائيليين)..

من خلال مؤتمر شرم الشيخ، تم التأكيد على أن حل الدولتين هو الحل الأفضل لتحقيق السلام الشامل والمستدام في المنطقة. لكن الواقع على الأرض يعكس العديد من الصعوبات التي تجعل من هذا الحل أمرًا معقدًا للغاية:

1- التوسع الاستيطاني (الإسرائيلي): يستمر الاستيطان (الإسرائيلي) في الضفة الغربية والقدس الشرقية في التوسع، مما يخلق تحديات كبيرة أمام إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة. بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة يعيق إقامة دولة فلسطينية متواصلة الأراضي.

2- الانقسام الفلسطيني الداخلي: يمثل انقسام السلطة الفلسطينية بين حركة فتح في الضفة الغربية وحركة حماس في غزة أحد أكبر العقبات أمام تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية اللازمة للتفاوض مع (إسرائيل). من دون وحدة سياسية فلسطينية، سيكون من الصعب التوصل إلى اتفاق شامل وموحد.

3- القدس واللاجئون:

لا يزال مصير القدس، التي تعد مدينة مقدسة لدى الفلسطينيين (والإسرائيليين)، أحد أصعب القضايا في أي مفاوضات سلام. كذلك قضية اللاجئين الفلسطينيين، الذين يطالبون بحق العودة إلى أراضيهم في فلسطين التاريخية، تظل مسألة معقدة في أي مفاوضات تتعلق بحل الدولتين.

4-الأمن والتعاون الدولي:

يجب أن تتضمن أي تسوية مقترحة ضمانات أمنية للطرفين، وهذا يتطلب تعاونًا دوليًا على أعلى المستويات.

في مؤتمر شرم الشيخ، كان التركيز على إيجاد آليات لمراقبة تطبيق الاتفاقات الأمنية والعمل على منع التصعيد العسكري بين الأطراف.

حل الدولتين

5. بعض القوانين العربية لا تجيز الإشارة الى حل الدولتين ، لان ذلك يعني الاعتراف ب ( اسرائيل ) والاعتراف يقود الى التطبيع او يمثل اول خطوة نحو التطبيع ، ومنها القانون العراقي ، وهذا يقلص مشاركة هذه الدول في الاجتماعات الخاصة بفكرة حل الدولتين ، مما يغيب رأي تلك الدول في اخطر موضوع يخص القضية الفلسطينية.

تحديات عملية السلام في المرحلة المقبلة:

من الصعب تجاهل أن الجهود الدولية والمحلية للتوصل إلى حل طويل الأمد تواجه تحديات كبيرة، وخاصة في ظل:

1- التوترات الإقليمية:

تدخل قوى إقليمية مثل إيران وحزب الله في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يعقد المسائل الأمنية ويؤثر على جهود السلام.

2- المواقف السياسية المتغيرة: تغير الحكومات في (إسرائيل) أو في الدول الغربية يمكن أن يؤدي إلى تراجع الدعم لمفاوضات السلام أو تغيير مواقف الأطراف المتفاوضة.

3- الوضع الاقتصادي:

يعاني الفلسطينيون من مستويات فقر عالية وتهديدات اقتصادية كبيرة، خاصة في غزة. سيتعين على المجتمع الدولي توفير الدعم الاقتصادي الكافي لدعم أي اتفاق محتمل.

وثمة سؤال يطرح نفسه ..

هل هناك أمل في تحقيق السلام ..؟

يبقى الأمل في تحقيق السلام قائمًا، ولكن يعتمد على استعداد الأطراف الدولية والإقليمية والمحلية للعمل بجدية وتفانٍ من أجل تجاوز العقبات الكبيرة التي تعترض عملية السلام.

يمثل مؤتمر شرم الشيخ خطوة مهمة نحو هذا الهدف، لكن التحديات تظل كبيرة.

الحل الأمثل لا يكمن فقط في إيقاف العنف، بل في بناء الثقة بين الفلسطينيين و (الإسرائيليين ) وإيجاد إطار من العدالة والمساواة يضمن حقوق الجميع.

في حال المضي نحو تحقيق حل الدولتين يتطلب توافقًا سياسيًا داخليًا ودوليًا، إلى جانب جهد إنساني واقتصادي لدعم عملية إعادة الإعمار والاستقرار. قد تكون هذه بداية مرحلة جديدة من المحادثات، ولكن يتعين على جميع الأطراف أن يكونوا على استعداد للتنازل وتقديم حلول واقعية من أجل تحقيق السلام الذي طال انتظاره ، ودفع الفلسطينيون ثمناً باهضا ومستمرا منذ ثمانية عقود مضت.

وزير الثقافة والسياحة والاثار


مشاهدات 58
الكاتب احمد فكاك البدراني
أضيف 2025/10/17 - 10:36 PM
آخر تحديث 2025/10/18 - 6:08 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 190 الشهر 11720 الكلي 12151575
الوقت الآن
السبت 2025/10/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير