الحزن يفجع الأوساط الرياضية بعد رحيل قامة عروس الألعاب الأكاديمي صبري بنانة

بغداد- ساري تحسين

الرائد الرياضي والمدير السابق لمدرسة البطل الأولمبي، صبري بنانة، عن عمر ناهز الرابعة والثمانين عاماً.

ولد الراحل في عام 1941، وبدأ مسيرته الرياضية كلاعب برز في رياضات الكرة الطائرة وكرة السلة وكرة اليد، ومثل منتخبات العراق المدرسية والجامعية داخل وخارج البلاد خلال فترة الستينيات كما تميز كلاعب في كرة القدم، حيث مثل نادي الأمانة ومنتخب العراق للجامعات بعد ذلك استقر في رياضة ألعاب القوى، وحقق إنجازات مميزة مع المنتخب الوطني العراقي في مسابقات القفز العالي، والقفز الثلاثي، والقفز الطويل.

وعرف  بنانة بكونه رياضياً شاملاً وأكاديمياً وإدارياً بارزاً، خدم الرياضة العراقية لعقود من الزمن، وترك إرثاً رياضياً وأكاديمياً مشرفاً.

عزاء الوسط الرياضي

ونعى رواد الرياضة وزملاؤه وطلابه الراحل ببالغ الحزن والأسى، معتبرين رحيله خسارة كبيرة للمجتمع الرياضي.

وقدم الاتحاد العراقي لكرة القدم، في بيان  تعازيها بوفاته، مؤكد أن الراحل ترك بصمة كبيرة في تطوير ألعاب القوى العراقية، وكان مثالاً للعطاء والالتزام في خدمة الرياضة,

سائلين الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

وفي سياق متصل عزت لجنة الشباب والرياضة النيابية الراحل في بيان جاء فيه  (بمزيد من الحزن والأسى، تنعى لجنة الشباب والرياضة النيابية رحيل الرائد الرياضي والأكاديمي الكبير  صبري بنانة، المدير السابق لمدرسة البطل الأولمبي، الذي وافته المنية عن عمر ناهز الرابعة والثمانين عاماً، بعد مسيرة زاخرة بالإنجازات الرياضية والأكاديمية والإدارية).

وأضاف (لقد كان الراحل مثالاً للرياضي الشامل، حيث برز في كرة الطائرة وكرة السلة وكرة اليد، ومثّل المنتخبات العراقية المدرسية والجامعية داخل وخارج البلاد، كما ترك بصمات مميزة في رياضة كرة القدم مع نادي الأمانة ومنتخب الجامعات، قبل أن يستقر في ألعاب القوى ويحقق إنجازات مشرفة للعراق في مسابقات القفز العالي والطويل والثلاثي).

وأضاف إن (إرث صبري بنانة سيبقى حاضراً في ذاكرة الرياضة العراقية، بما قدمه من عطاء مخلص وتفانٍ لخدمة الأجيال).

وقدّم رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية عقيل مفتن تعازيه الحارة ومواساته الصادقة للأوساط الرياضية ولأسرة بطل ألعاب القوى، والأكاديمي الراحل «صبري بنانه» الذي وافته المنية بعد صراع طويل مع المرض. ويعد الراحل من الأسماء الرياضية البارزة التي سيخلدها التاريخ بفضل إنجازاته الكبيرة في رياضة الساحة والميدان، ليسجل التاريخ اسمه بين نجوم العراق.

تمنى الدكتور مفتن من الباري جلّ وعلا أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه نعمة الصبر وجميل السلوان .

سيرة  زاخرة بالعطاء

منذ خطواته الأولى في الميادين الرياضية، عُرف الدكتور صبري بنانة بكونه رياضيًا شاملاً، يجمع بين الخبرة العملية والدراسة الأكاديمية، وبين الفكر الرياضي المتطور والإدارة الواعية شغل العديد من المناصب الإدارية والفنية، فكان حاضرًا في الأندية، والاتحادات، والمؤسسات الرياضية، مساهمًا في التخطيط والتنظيم وبناء جيل جديد من الرياضيين.لم يكن وجوده شكليًا في أي موقع شغله، بل كان فعّالاً، يترك أثرًا، ويزرع رؤية، ويؤسس لعمل مؤسساتي يُبنى على قواعد راسخة.

القيادة الحكيمة

تميّز بنانة بقدرة استثنائية على الجمع بين الحزم والإنسانية. كان قائدًا يعرف كيف يُحفّز من حوله، ويحَوّل التحديات إلى فرص. كان قريبًا من الرياضيين، يستمع لهم، يدعمهم، ويدافع عن حقوقهم في مواجهة البيروقراطية والتحديات المالية والإدارية لقد مثّل بحق نموذجًا للقيادي الذي يعمل بصمت بعيدًا عن الأضواء، لكنه يترك بصمة عميقة في كل مشروع أو مهمة يتولاها.

أثره الأكاديمي والفكري

إلى جانب دوره العملي، كان للدكتور صبري بنانة أثر واضح في الجانب الأكاديمي والفكري للرياضة. فقد ساهم في صياغة برامج تدريبية، وأشرف على بحوث علمية، وشارك في مؤتمرات وندوات عربية ودولية، ناقش خلالها واقع الرياضة وسبل تطويرها، كان من المؤمنين بأن الرياضة علم وفن، وليست مجرد منافسة بدنية، ولهذا سعى دائمًا لربط التجربة العملية بالمعرفة النظرية.

شخصية  استثنائية

من عرف  صبري بنانة عن قرب، كان يدرك أن خلف المناصب والألقاب يقف إنسان متواضع، ودود، كريم الخلق، لا يتردد في مد يد العون للآخرين. ترك بصمات واضحة في حياة زملائه، طلابه، والجيل الرياضي الذي تربى على يديه.

لقد كان صديقًا وأخًا ومرشدًا للكثيرين، ولم يكن يفرّق بين أحد وآخر، بل عامل الجميع بروح العائلة الواحدة التي آمن أنها أساس قوة أي مجتمع رياضي.