شكاوى متزايدة في كربلاء والنجف بعد ظهور الطحالب بمياه الإسالة
إنخفاض مناسيب المياه يثير الفزع والصدر يحذّر من كارثة وشيكة
النجف - سعدون الجابري
كربلاء - محمد فاضل ظاهر
أثار انخفاض مناسيب المياه، فزع المواطنين في محافظات عدة بعد تغير لون مياه الاسلة وظهور ما يعرف بالطحالب، فيما أطلق رئيس التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر، تحذيراً عاجلاً من كارثة بيئية وصحية وشيكة. وكتب الصدر على منصة إكس إنها (مسألة إنسانية لا يمكن السكوت عنها، فبعد أزمة الكهرباء المتجذرة في العراق، ها هي المخاوف من أزمة تلوث المياه في العراق تتصاعد تدريجيا).
تسقيط سياسي
وأضاف (أنقذوا ماء العراق من التلوث)، داعيا إلى (ترك المهاترات السياسية جانبا، والابتعاد عن نشر الأكاذيب والتسقيط السياسي بشأن هذا الملف). بدوره، قال مدير بيئة محافظة النجف جمال شلاكه في تصريح أمس إن (جودة المياه الخام المستخرجة من نهر الفرات، انخفضت بشكل كبير بسبب قلة الإطلاقات واستخدام الخزين الميت في بحيرة الثرثار وسد الموصل، ما أدى إلى ارتفاع تراكيز العوالق والذائبات وتغير لون ورائحة المياه)، وتابع إن (دوائر الصحة والماء تتابع معالجة المياه يومياً، مع تشكيل لجنة عليا لمتابعة تحسين واقع مياه الشرب، ودراسة بدائل عاجلة مثل الآبار ومحطات التحلية في حالات الطوارئ). من جهته، أكد المتحدث باسم دائرة صحة النجف ماهر العبودي إن (فرق الصحة قامت بزيارة 27 مشروعاً ومجمعاً مائياً، وسحب 27 نموذجاً للفحوص المختبرية لمتابعة مأمونية المياه ونسب الكلور لضمان سلامتها قبل وصولها للمواطنين). وأثار تغير لون مياه الشرب والرائحة وظهور الطحالب في المياه الواصلة إلى المنازل، استغراب وسخط أهالي محافظة كربلاء. وأكد مواطنون لمراسل (الزمان) أمس أنهم (منذ أسبوعين يلاحظون تغير لون وطعم المياه مع ظهور الطحالب)، محذرين من إن (استمرار هذه الحالة قد يؤدي إلى كارثة بيئية وصحية)، وأضافوا إن (المياه المنتجة كان من المفترض أن تخضع للفحوصات المختبرية اليومية وعلى مدار الساعة لضمان سلامتها وجودتها)، مطالبين الجهات المعنية بـ (اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية صحة المواطنين وضمان وصول مياه صالحة وآمنة إلى جميع مناطق المحافظة). من جانبه، أوضح الباحث بالشأن البيئي حسين أحمد إن (مصبات مياه المجاري والمياه الأسنة ومياه المستشفيات، ولاسيما من قضاء المسيب، هي المصدر الرئيس للتلوث، وأن انخفاض مناسيب نهر الفرات أدى إلى ارتفاع تراكم الملوثات في المياه الواصلة إلى كربلاء)، وأضاف إن (غياب التحرك الفعّال من الحكومة يفاقم الأزمة، وقد تترتب عليها عواقب صحية وبيئية خطيرة إذا لم يتم السيطرة عليها سريعاً)، وتابع إن (وزارتي الصحة والبيئة قد استنفرتا كل جهودهما لإعلان حالة الطوارئ وإيقاف مصادر التلوث)، مشيراً إلى (الحاجة الملحة لإيقاف المصبات الملوثة ومراقبة مياه المبازل والمجاري ومحطات التصفية لضمان سلامة المياه). في تطور، عقدت شعبة الرقابة الصحية التابعة لدائرة صحة كربلاء، اجتماعاً تشاورياً ضم مديري الصحة والملاكات الصحية والفنية ومديريتي ماء كربلاء ومسؤول السيطرة النوعية، بحضور عضو مجلس المحافظة محسن الكناني، لمناقشة الوضع المائي في المحافظة.
اطلاقات مائية
وتم خلال الاجتماع (اتخاذ عدد من التوصيات لضمان استقرار نوعية المياه وسلامتها، أبرزها زيادة الاطلاقات المائية من وزارة الموارد المائية في حوض نهر الفرات ورفع نسب مواد التصفية والتعقيم في المشاريع والمجمعات لضمان التركيز المطلوب في الشبكة، مع استمرار أعمال الصيانة الدورية ومضاعفة عمليات الغسيل الكلي للفلاتر)، وشدد الاجتماع على (تكثيف الفحوصات الدورية لمياه الأنهر من قبل مديرية البيئة، فضلاً عن تشكيل فريق عمل مشترك من الصحة والماء والبيئة والموارد المائية لسحب عينات المياه الخام والمنتجة ومتابعتها بشكل مستمر)، مؤكداً إن (المتابعة اليومية لمياه الشرب، ضرورية لمنع تفاقم الأزمة وحماية صحة المواطنين في كربلاء والمناطق المحيطة بها).